هذا العنوان هو الجزء الحالم من تغريدة على (تويتر) لامرأة سعودية كنيت بأم عاتكة. وهي بحسب تقرير إخباري مميز على موقع (العربية نت) - بعنوان ( «شبح» أمهات «داعش» خلف تفجيرات مساجد السعودية والكويت) - من إحدى محافظات شمال السعودية اعتقلت في جمادى الأولى 1436. أما التغريدة كاملة بجزءيها الدموي والحالم فتقول (ضجيج النفير ولهيب القتال وعنف الاستشهاد يقابله هدوء الرحيل ونور القناديل وضحكات الحور).
ولكم أن تتخيلوا أبعاد الصورة الحالمة الجميلة في مخيلة فتى مراهق مرهق بالأعباء الدراسية والضغوط العائلية وربما بالعزلة الاجتماعية والفقر والفراغ حينما يسمع من امرأة بعمر أمه أو صديقة (انترنتية) بعمره بأن طريق الخلاص المضاء بالقناديل وضحكات الحور العين الذي قد يبذل غيره عمرا كاملا ولا يصل إليه، قريب منه قرب حبل الوريد وأن ما يحول بينه وبين الوصول هو أن يموت بحزام ناسف أو في أرض المعركة.
ومثل هذا التأثير المهلك قد يحدث عبر الإنترنت فما بالكم إن كانت من تؤمن بهذا هي الأم أو الأخت أو القريبة التي يعيش معها الأبناء ويشاركونها الحياة اليومية ويسمعون مثل هذا الكلام ليل نهار؟
ولذلك ركزت التنظيمات المقاتلة التي تتستر بالدين على استقطاب النساء وفق نماذج نفسية معروفة تستهوي بعضهـن وتفقدهـن الإرادة حتى يتم تحويلهـن إلى مجرد أدوات لخدمة أهداف التنظيم وأهمها التأثير فيمن يحيطون بها والتسلل إلى أعماق البيوت وإحداث التغيير المنشود بها بهدوء بعيدا عن أعين أجهـزة الأمن والرقابة في البلد المستهـدف.
وتركيز داعش على استقطاب العنصر النسائي لا يقتصر على البلاد العربية أو الإسلامية فقد نشرت جريدة نيويورك تايمز في عددها الصادر يوم 27 يونيو 2015 قصة إخبارية مطولة بعنوان (ISIS and the Lonely Young American) – داعش والصغيرة الأمريكية المعزولة. وهي قصة فتاة أمريكية تبلغ من العمر 23 عاما فاجأت متابعيها في تويتر بإعلانها اعتناق الإسلام. ليتبين أن الفتاة التي أسميت (اليكس) كانت على اتصال عبر الانترنت وفي مرحلة لاحقة على السكايب مع مجموعة من الشباب يشرحون لها الإسلام ومعنى أن تكون مسلما ثم تطورت الأمور ليخبروها عن الدولة الإسلامية التي أنشؤوها في العراق والشام لتحكم بالشريعة الإسلامية التي لا تفرق بين الناس، وكانوا دائما حاضرين ليملؤوا حياتها على مدار الساعة بالإجابات على كافة تساؤلاتها وشرح ما يحتاج لشرح من مبادئ وأصول الإسلام.
ولقد كانت المجموعة (الإنترنتية) التي تتصل بالفتاة على قدر كبير من المعرفة والذكاء والتركيز، خاصة (فيصل) الذي كان أقربهـم إليها، فلا يتشعبون للمسائل الخلافية والفرعية بل كانوا يخاطبون عقلها المنطقي الواعي بأصول ومبادئ وقيم الإسلام التي لا يمكن لغير المسلم إن تعرف عليها إلا أن يسلم بعظمتها وتميزها ولا يملك أمامها إلا أن يسلم أو يحترم هذا الدين العظيم.
ولكي نتعرف أكثر على الذين أحاطوا بالفتاة الأمريكية من التنظيم وقدراتهـم المنطقية الهائلة في الإقناع بالتركيز على المبادئ والأصول دون غيرها لنا أن نعرف أن الفتاة (أليكس) تلقي الدروس الدينية المسيحية في الكنيسة المجاورة لبيت جديها الذي تقيم معهم فيه في منطقة (ريفية) في ولاية واشنطن الأمريكية. وهي بالتالي ليست ساذجة ولا جاهلة بدينها بل إنها كانت لا تغير مؤشر مذياع سيارتها عن إذاعة الترانيم المسيحية. ولكنهم تمكنوا من خلال الإحاطة بها وإغراقها بالهدايا النقدية والعينية وإعطائها الوقت الذي تريده في المناقشة بسعة صدر وأناة أن يشعروها بدفء العائلة، رغم بعد المسافات، وأن يؤنسوا وحشتها في ليالي الريف الشتوية الطويلة الباردة. ليتمكنوا بعد ستة أشهـر من إقناعها بالإنصات إلى أناشيد داعش من جوالها بدلا من الترانيم المسيحية. وحينما أخبرت المدعو فيصل بفرح بأنها وجدت مسجدا قريبا من بيتها، رد عليها ببرود ونصحها ألا تذهب إليه لأن مواطنيها الأمريكيين يؤذون من يذهبون للمساجد، بل إنه نصحها بالاستمرار في إلقاء الدروس في الكنسية يوم الأحد وإخفاء تحولها للإسلام، وكان هدفه من هذا التوجيه إبقاءها معزولة لا تتلقى معلوماتها من أي مصدر آخر غيره هو وجماعته.
وقبل أن ينكشف أمر أليكس كانت قد أثرت في ابنة عمها. ولئن تم التدخل في الوقت المناسب لإنقاذها من الذهاب لسوريا والانخراط في نشاطات داعش الإرهابية فإن عشرات العائلات الأخرى فشلت في ذلك ليصل هذا العام فقط نحو 100 أمريكي وأمريكية لمناطق سيطرة التنظيم.
وهكذا نرى كيف تتم استمالة فتاة صغيرة، تعاني من الوحدة والعزلة في ريف أمريكي يبعد آلاف الأميال، والسيطرة عليها عن بعد، بحجة الإسلام القوية ونقاء أصوله ومبادئه، وكان من الممكن أن تستدرج لأفعال لا يقبلها الإسلام ولا المسلمون وتنفيذ جرائم إرهابية متزامنة كالتي نفذت في ثـلاث قارات يوم الجمعة الماضي..
ولكم أن تتخيلوا أبعاد الصورة الحالمة الجميلة في مخيلة فتى مراهق مرهق بالأعباء الدراسية والضغوط العائلية وربما بالعزلة الاجتماعية والفقر والفراغ حينما يسمع من امرأة بعمر أمه أو صديقة (انترنتية) بعمره بأن طريق الخلاص المضاء بالقناديل وضحكات الحور العين الذي قد يبذل غيره عمرا كاملا ولا يصل إليه، قريب منه قرب حبل الوريد وأن ما يحول بينه وبين الوصول هو أن يموت بحزام ناسف أو في أرض المعركة.
ومثل هذا التأثير المهلك قد يحدث عبر الإنترنت فما بالكم إن كانت من تؤمن بهذا هي الأم أو الأخت أو القريبة التي يعيش معها الأبناء ويشاركونها الحياة اليومية ويسمعون مثل هذا الكلام ليل نهار؟
ولذلك ركزت التنظيمات المقاتلة التي تتستر بالدين على استقطاب النساء وفق نماذج نفسية معروفة تستهوي بعضهـن وتفقدهـن الإرادة حتى يتم تحويلهـن إلى مجرد أدوات لخدمة أهداف التنظيم وأهمها التأثير فيمن يحيطون بها والتسلل إلى أعماق البيوت وإحداث التغيير المنشود بها بهدوء بعيدا عن أعين أجهـزة الأمن والرقابة في البلد المستهـدف.
وتركيز داعش على استقطاب العنصر النسائي لا يقتصر على البلاد العربية أو الإسلامية فقد نشرت جريدة نيويورك تايمز في عددها الصادر يوم 27 يونيو 2015 قصة إخبارية مطولة بعنوان (ISIS and the Lonely Young American) – داعش والصغيرة الأمريكية المعزولة. وهي قصة فتاة أمريكية تبلغ من العمر 23 عاما فاجأت متابعيها في تويتر بإعلانها اعتناق الإسلام. ليتبين أن الفتاة التي أسميت (اليكس) كانت على اتصال عبر الانترنت وفي مرحلة لاحقة على السكايب مع مجموعة من الشباب يشرحون لها الإسلام ومعنى أن تكون مسلما ثم تطورت الأمور ليخبروها عن الدولة الإسلامية التي أنشؤوها في العراق والشام لتحكم بالشريعة الإسلامية التي لا تفرق بين الناس، وكانوا دائما حاضرين ليملؤوا حياتها على مدار الساعة بالإجابات على كافة تساؤلاتها وشرح ما يحتاج لشرح من مبادئ وأصول الإسلام.
ولقد كانت المجموعة (الإنترنتية) التي تتصل بالفتاة على قدر كبير من المعرفة والذكاء والتركيز، خاصة (فيصل) الذي كان أقربهـم إليها، فلا يتشعبون للمسائل الخلافية والفرعية بل كانوا يخاطبون عقلها المنطقي الواعي بأصول ومبادئ وقيم الإسلام التي لا يمكن لغير المسلم إن تعرف عليها إلا أن يسلم بعظمتها وتميزها ولا يملك أمامها إلا أن يسلم أو يحترم هذا الدين العظيم.
ولكي نتعرف أكثر على الذين أحاطوا بالفتاة الأمريكية من التنظيم وقدراتهـم المنطقية الهائلة في الإقناع بالتركيز على المبادئ والأصول دون غيرها لنا أن نعرف أن الفتاة (أليكس) تلقي الدروس الدينية المسيحية في الكنيسة المجاورة لبيت جديها الذي تقيم معهم فيه في منطقة (ريفية) في ولاية واشنطن الأمريكية. وهي بالتالي ليست ساذجة ولا جاهلة بدينها بل إنها كانت لا تغير مؤشر مذياع سيارتها عن إذاعة الترانيم المسيحية. ولكنهم تمكنوا من خلال الإحاطة بها وإغراقها بالهدايا النقدية والعينية وإعطائها الوقت الذي تريده في المناقشة بسعة صدر وأناة أن يشعروها بدفء العائلة، رغم بعد المسافات، وأن يؤنسوا وحشتها في ليالي الريف الشتوية الطويلة الباردة. ليتمكنوا بعد ستة أشهـر من إقناعها بالإنصات إلى أناشيد داعش من جوالها بدلا من الترانيم المسيحية. وحينما أخبرت المدعو فيصل بفرح بأنها وجدت مسجدا قريبا من بيتها، رد عليها ببرود ونصحها ألا تذهب إليه لأن مواطنيها الأمريكيين يؤذون من يذهبون للمساجد، بل إنه نصحها بالاستمرار في إلقاء الدروس في الكنسية يوم الأحد وإخفاء تحولها للإسلام، وكان هدفه من هذا التوجيه إبقاءها معزولة لا تتلقى معلوماتها من أي مصدر آخر غيره هو وجماعته.
وقبل أن ينكشف أمر أليكس كانت قد أثرت في ابنة عمها. ولئن تم التدخل في الوقت المناسب لإنقاذها من الذهاب لسوريا والانخراط في نشاطات داعش الإرهابية فإن عشرات العائلات الأخرى فشلت في ذلك ليصل هذا العام فقط نحو 100 أمريكي وأمريكية لمناطق سيطرة التنظيم.
وهكذا نرى كيف تتم استمالة فتاة صغيرة، تعاني من الوحدة والعزلة في ريف أمريكي يبعد آلاف الأميال، والسيطرة عليها عن بعد، بحجة الإسلام القوية ونقاء أصوله ومبادئه، وكان من الممكن أن تستدرج لأفعال لا يقبلها الإسلام ولا المسلمون وتنفيذ جرائم إرهابية متزامنة كالتي نفذت في ثـلاث قارات يوم الجمعة الماضي..