نحمد الله على أن أياً من المثقفين العرب لم تقده أحلامه أو مغامراته ويتسلل بليل ليعلن البيان «رقم واحد» في الوصول إلى سدة الحكم في إحدى دولنا العربية المبتلاة بهذه الشريحة «الصوتية» من البشر، ولو حدث هذا لرأينا العجب العجاب.. ولكن الله رحيم بعباده. لذلك لم يشأ أن يولي علينا من لا يخافه فينا ولا يرحمنا.. فنجانا من شرورهم وآثامهم وغرورهم!
المثقف العربي يعاني من حالة «شزرونوفيا» حادة تؤدي به إلى إلغاء الكثير من تنظيراته الورقية عن الأخلاق والمبادئ والحوار وحقوق الإنسان وغيرها من المفردات التي يتشدّق بها صباح مساء، فحين ينسلخ من جلده المزيف ويلج المراكز القيادية أو المتحكمة في رقاب العباد.. يتحول إلى ديكتاتور مرعب.. «ميكافيلي» في سبيل الوصول إلى مبتغاه.. إقصائي بامتياز تقبع في مخيلته كل دموية البشر غير الأسوياء.
ما أن يطل مثقف عبر منبر إعلامي حتى تسمع لغة الأنا وهي تطفح على محياه عن حجم «الفتوحات» الأدبية والفكرية التي ابتكرها، وتسمع نتفاً من لغة التخوين و«شرعنة» الخروج عن القانون.
أريدكم فقط أن تصغوا لمفكر ما.. حين يطل عبر إحدى الفضائيات.. وسأضرب مثلاً بالأستاذ «محمد حسنين هيكل» فالمتابع لحلقاته الأسبوعية عبر «الجزيرة» «تجربة حياة».. يشعر أن الرجل الذي يجتر ذكرياته وبطولاته مستشهداً بأناس لاقوا وجه ربهم منذ سنوات.. هو من صنع ثورة يوليو ووضع مبادئها وأيدلوجيتها.. مع أنه لم يكن في الحقيقة إلا صحفياً يقوم بدوره الإعلامي لتلميع صورة القائد الملهم والثورة المجيدة.. والنيل ممن يختلف معهم القائد عبر زاويته الشهيرة في الأهرام (بصراحة).
الناس ذاكرتهم ضعيفة، ولكن التاريخ ذاكرته قوية لا تنسى.. هيكل صحفي كبير دون شك، ولكنه في رأيي.. مهرج كبير أيضاً!
المثقف الآخر الشاعر «سعيد عقل» الذي يستمع إليه في لقاءاته المتعددة.. يشعر أن الرجل وقد بلغ من العمر عتياً.. يعيش حالة مرضية متقدمة يقول لـ(هنري زغيب):
«أنا سعيد عقل.. ما عم ينساني حدا»!
سعيد عقل (الفينيقي) كما يحلو له.. مجرد شاعر خانه حسي (الشوفيني)، ورفضه لكل ما هو (عربي).. ولذا طلّق الكتابة بالعربية، ولجأ إلى «اللغة المحكية» باعتبارها اللغة الأنسب لتخريفاته!
أما مثقفونا فحدث ولا حرج.. فرغم تواضع امكانات البعض قياساً بالمشروع الثقافي الذي يتبناه.. إلا أنه يزعم بأنه يمثل ظاهرة فكرية وأدبية «سيذكرها قومه» إذا عمَّ الظلام، باعتباره «البدر» الذي يفتقد في الليلة الظلماء!
أنا لا أريد أن أذكر أحداً لكي لا أفسد عليه «نشوته» وحلمه اللذيذ!
نحن إذن أمام ظاهرة مرضية متفشية وميؤوس من شفائها.. وإلا لأمكنني أن أفرد حيزاً غير هين يحتاج إلى صفحات وصفحات عن مثل هكذا حالة.. وللإنصاف فإن: الإعجاب بالنفس والزهو والادعاء والإقصاء.. ليس وليد اليوم ولكنه قديم في حياة المثقف العربي قدم اللغة ذاتها. ولا أظن أن أحداً لم يلحظ ذلك في شعر «المتنبي» على جلال قدره، وعلو منزلته إلا أنه كان هرماً من الغرور والإعجاب بالنفس.. ألم يقل:
أمط عنك تشبيهي بما وكأنما/ فما أحد مثلي ولا أحد فوقي
وهو القائل:
أي عظيم أتقي/ أي مقام أرتقي
فكل ما خلق الله وما لم يخلق/ محتقر في همتي كشعرة في مفرقي
ولكي لا أتهم بالتجني على المثقف العربي.. فإنني أدعوك يا قارئي لمتابعة برامج الحوارات الثقافية والفكرية التي تجريها الفضائيات لترى وتسمع وتقرر.. ما إذا كنت محقاً أم متجنياً؟
أعود فأقول.. إن المثقف العربي هو «ديكتاتور» صغير ودموي لا يتورع عن النيل من الجميع في سبيل أن يصل إلى غاياته ومراميه، ويرضي غروره ونزواته.. ولكن الله كريم فهو أعدل من أن يسلم رقابنا إلى جبروت هؤلاء.. ولله في ذلك حكمة!!
تلفاكس 076221413
المثقف العربي يعاني من حالة «شزرونوفيا» حادة تؤدي به إلى إلغاء الكثير من تنظيراته الورقية عن الأخلاق والمبادئ والحوار وحقوق الإنسان وغيرها من المفردات التي يتشدّق بها صباح مساء، فحين ينسلخ من جلده المزيف ويلج المراكز القيادية أو المتحكمة في رقاب العباد.. يتحول إلى ديكتاتور مرعب.. «ميكافيلي» في سبيل الوصول إلى مبتغاه.. إقصائي بامتياز تقبع في مخيلته كل دموية البشر غير الأسوياء.
ما أن يطل مثقف عبر منبر إعلامي حتى تسمع لغة الأنا وهي تطفح على محياه عن حجم «الفتوحات» الأدبية والفكرية التي ابتكرها، وتسمع نتفاً من لغة التخوين و«شرعنة» الخروج عن القانون.
أريدكم فقط أن تصغوا لمفكر ما.. حين يطل عبر إحدى الفضائيات.. وسأضرب مثلاً بالأستاذ «محمد حسنين هيكل» فالمتابع لحلقاته الأسبوعية عبر «الجزيرة» «تجربة حياة».. يشعر أن الرجل الذي يجتر ذكرياته وبطولاته مستشهداً بأناس لاقوا وجه ربهم منذ سنوات.. هو من صنع ثورة يوليو ووضع مبادئها وأيدلوجيتها.. مع أنه لم يكن في الحقيقة إلا صحفياً يقوم بدوره الإعلامي لتلميع صورة القائد الملهم والثورة المجيدة.. والنيل ممن يختلف معهم القائد عبر زاويته الشهيرة في الأهرام (بصراحة).
الناس ذاكرتهم ضعيفة، ولكن التاريخ ذاكرته قوية لا تنسى.. هيكل صحفي كبير دون شك، ولكنه في رأيي.. مهرج كبير أيضاً!
المثقف الآخر الشاعر «سعيد عقل» الذي يستمع إليه في لقاءاته المتعددة.. يشعر أن الرجل وقد بلغ من العمر عتياً.. يعيش حالة مرضية متقدمة يقول لـ(هنري زغيب):
«أنا سعيد عقل.. ما عم ينساني حدا»!
سعيد عقل (الفينيقي) كما يحلو له.. مجرد شاعر خانه حسي (الشوفيني)، ورفضه لكل ما هو (عربي).. ولذا طلّق الكتابة بالعربية، ولجأ إلى «اللغة المحكية» باعتبارها اللغة الأنسب لتخريفاته!
أما مثقفونا فحدث ولا حرج.. فرغم تواضع امكانات البعض قياساً بالمشروع الثقافي الذي يتبناه.. إلا أنه يزعم بأنه يمثل ظاهرة فكرية وأدبية «سيذكرها قومه» إذا عمَّ الظلام، باعتباره «البدر» الذي يفتقد في الليلة الظلماء!
أنا لا أريد أن أذكر أحداً لكي لا أفسد عليه «نشوته» وحلمه اللذيذ!
نحن إذن أمام ظاهرة مرضية متفشية وميؤوس من شفائها.. وإلا لأمكنني أن أفرد حيزاً غير هين يحتاج إلى صفحات وصفحات عن مثل هكذا حالة.. وللإنصاف فإن: الإعجاب بالنفس والزهو والادعاء والإقصاء.. ليس وليد اليوم ولكنه قديم في حياة المثقف العربي قدم اللغة ذاتها. ولا أظن أن أحداً لم يلحظ ذلك في شعر «المتنبي» على جلال قدره، وعلو منزلته إلا أنه كان هرماً من الغرور والإعجاب بالنفس.. ألم يقل:
أمط عنك تشبيهي بما وكأنما/ فما أحد مثلي ولا أحد فوقي
وهو القائل:
أي عظيم أتقي/ أي مقام أرتقي
فكل ما خلق الله وما لم يخلق/ محتقر في همتي كشعرة في مفرقي
ولكي لا أتهم بالتجني على المثقف العربي.. فإنني أدعوك يا قارئي لمتابعة برامج الحوارات الثقافية والفكرية التي تجريها الفضائيات لترى وتسمع وتقرر.. ما إذا كنت محقاً أم متجنياً؟
أعود فأقول.. إن المثقف العربي هو «ديكتاتور» صغير ودموي لا يتورع عن النيل من الجميع في سبيل أن يصل إلى غاياته ومراميه، ويرضي غروره ونزواته.. ولكن الله كريم فهو أعدل من أن يسلم رقابنا إلى جبروت هؤلاء.. ولله في ذلك حكمة!!
تلفاكس 076221413