يأتي الدكتور (محمد مندور) في طليعة قلة قليلة جداً من النقاد العرب الذين استوعبوا مناهج النقد العربي على مرّ عصوره، واختلاف مذاهبه.. كما استوعبوا -في الوقت نفسه- العديد من المناهج النقدية الغربية!!
وبذلك أفاد، واستفاد الدكتور مندور من هذه الخصيصة: استفاد من المناهج الغربية لسد أية ثغرة في أي منهج عربي كما استفاد من شمولية المناهج العربية في تعريب المناهج الغربية والإفادة منها.. أي أنه استطاع المواءمة بين المناهج العربية والغربية في نقده لأي أثر عربي.. فأثرى بذلك محصلة النقد العربي!!
* * *
كما يأتي الدكتور (شكري عياد) في الطليعة أيضاً من بين قلة قليلة من النقاد العرب الذين استندوا إلى تراثهم النقدي.. وأفادوا -في الوقت نفسه- من المناهج الغربية الحديثة!!
ولعل أبسط ما فعله الدكتور (شكري عياد) هو ما بذله من جهود مبرورة، مشكورة في سبيل مواءمته بين البلاغة العربية، وبين (الأسلوبية) الغربية!!
وبذلك أثبت إمكانية الإبقاء على تراثنا مع تطعيمه -على سبيل التطوير- بالمفيد النافع من المناهج الغربية.
وهذا على العكس تماماً مما يفعله بعض النقاد العرب من ارتماء في أحضان المناهج الغربية، وإهمال العربية إما عن جهل بها.. وإما صدوداً عنها!!
* * *
وبذلك دأبوا على نقد نصوص عربية بمقاييس نقدية غربية غير ملائمة لها بتاتاً، وبخاصة النصوص القديمة.
ومما أعجبني كثيراً بالنسبة للدكتور (محمد مندور) في كتابه (النقد المنهجي عند العرب) أنه أشار إلى بعض الثغرات الموجودة في التراث النقدي العربي بالقياس إلى المفاهيم الحديثة للنقد، وبخاصة مفاهيم النقد الألسني فعمل على سد تلك الثغرات.. أو هو عرضها، وطالب بسدها!!
ولم يكتفِ بذلك.. بل قام بترجمة بحثين غربيين هدفهما التعريف بالألسنية، وألحق ترجمة بالكتاب نفسه.. أقصد كتاب (النقد المنهجي عند العرب) وكأنه يطالب النقاد العرب ألا يكتفوا بممارسة منهج غربي دون تعريفه، بما فيه الكفاية للقراء العرب!!
* * *
ويعلم الله أن ما فعله الدكتور (محمد مندور) أو الدكتور (شكري عياد) لهو حقاً ما نحتاج إليه نحن القراء العرب لنظل على صلة مستمرة بتراثنا مع استيعاب ما يحتاج إليه من تطعيم أو تطوير في بعض جوانبه من المناهج الغربية الحديثة!!
أما ما يفعله بعض النقاد العرب من هجوم على المناهج الغربية، والاستغناء بها عما عداها من المناهج العربية فهو إسراف في تغريب الأدب العربي، سيجعله في النهاية أثراً بعد عين!!
ص.ب 35555 جدة 21498 فاكس 6208571
وبذلك أفاد، واستفاد الدكتور مندور من هذه الخصيصة: استفاد من المناهج الغربية لسد أية ثغرة في أي منهج عربي كما استفاد من شمولية المناهج العربية في تعريب المناهج الغربية والإفادة منها.. أي أنه استطاع المواءمة بين المناهج العربية والغربية في نقده لأي أثر عربي.. فأثرى بذلك محصلة النقد العربي!!
* * *
كما يأتي الدكتور (شكري عياد) في الطليعة أيضاً من بين قلة قليلة من النقاد العرب الذين استندوا إلى تراثهم النقدي.. وأفادوا -في الوقت نفسه- من المناهج الغربية الحديثة!!
ولعل أبسط ما فعله الدكتور (شكري عياد) هو ما بذله من جهود مبرورة، مشكورة في سبيل مواءمته بين البلاغة العربية، وبين (الأسلوبية) الغربية!!
وبذلك أثبت إمكانية الإبقاء على تراثنا مع تطعيمه -على سبيل التطوير- بالمفيد النافع من المناهج الغربية.
وهذا على العكس تماماً مما يفعله بعض النقاد العرب من ارتماء في أحضان المناهج الغربية، وإهمال العربية إما عن جهل بها.. وإما صدوداً عنها!!
* * *
وبذلك دأبوا على نقد نصوص عربية بمقاييس نقدية غربية غير ملائمة لها بتاتاً، وبخاصة النصوص القديمة.
ومما أعجبني كثيراً بالنسبة للدكتور (محمد مندور) في كتابه (النقد المنهجي عند العرب) أنه أشار إلى بعض الثغرات الموجودة في التراث النقدي العربي بالقياس إلى المفاهيم الحديثة للنقد، وبخاصة مفاهيم النقد الألسني فعمل على سد تلك الثغرات.. أو هو عرضها، وطالب بسدها!!
ولم يكتفِ بذلك.. بل قام بترجمة بحثين غربيين هدفهما التعريف بالألسنية، وألحق ترجمة بالكتاب نفسه.. أقصد كتاب (النقد المنهجي عند العرب) وكأنه يطالب النقاد العرب ألا يكتفوا بممارسة منهج غربي دون تعريفه، بما فيه الكفاية للقراء العرب!!
* * *
ويعلم الله أن ما فعله الدكتور (محمد مندور) أو الدكتور (شكري عياد) لهو حقاً ما نحتاج إليه نحن القراء العرب لنظل على صلة مستمرة بتراثنا مع استيعاب ما يحتاج إليه من تطعيم أو تطوير في بعض جوانبه من المناهج الغربية الحديثة!!
أما ما يفعله بعض النقاد العرب من هجوم على المناهج الغربية، والاستغناء بها عما عداها من المناهج العربية فهو إسراف في تغريب الأدب العربي، سيجعله في النهاية أثراً بعد عين!!
ص.ب 35555 جدة 21498 فاكس 6208571