-A +A
فوز الغامدي (جدة)
تعاني نزيلات دار الضيافة للمسنات التابعة لجمعية البر بجدة، من إهمال وجحود ذويهـن وأبنائهـن وافتقادهـن للفرحة بشهـر رمضان المبارك، وروحانيته، ولسان حالهـن يقول: رحم الله الماضي الجميل، الذي خلا من مظاهر الترف والتكنولوجيا ووسائل الاتصال، التي باتت الآن وسيلة للتواصل، ويستغني الكثير من خلالها عن لمة الأهل وزيارة الأصدقاء.
«عكاظ» التقت بمسنات كشفت دموعهـن مدى احتياجهـن لمشاركة أبنائهـن والمجتمع في طقوس وروحانية الشهـر المعظم. أوضحت أم إبراهيم «إحدى مسنات الدار»، أنها لم تحظ بزيارة أبنائها الذين أشغلتهـم متاهات الحياة، وبات كل منهـم منشغلا حتى أذنيه في حياته الخاصة، مبررا تجاهله لوالدته بضيق العيش، عدم مقدرته لرعاية والدته المسنة المقعدة.

تروي أم إبراهيم ماضيها الأليم قائلة: «لم يعد لرمضان فرحة كما كان في الماضي، الذي لازالت بهجته راسخة في الذهن حتى اليوم، فقبل أن يرحل زوجي كنت أعاني الفقر وتوفير لقمة العيش لي ولأسرتي، ولكن كانت الدنيا في خير ولايوجد بها اكتئاب وقلق نفسي، وفي شهـر رمضان والأعياد كنا نتبادل الزيارات والتبريكات، وكانت لنا كسوة واحدة فقط لكل فرد منا ولايوجد غيرها طوال العام، وفي رمضان كنا نجتمع مع الأهل والأصدقاء، ونخرج سويا لأداء صلاة التراويح ونحن سعداء، وابتسامة كل فرد منا كانت تعبر عن الجو الروحاني». أما أم طارق فتقول: «التحقت بالدار برغبة مني، بعد أن عجزت في القيام بشؤوني الخاصة والاعتماد على نفسي في المصاريف ورعايتي كمسنة فأبنائي لايستطيعون رعايتي ماديا ونفسيا»..، تجفف أم طارق دموعها قبل أن تضيف: «بعد أن التحقت بالدار لايوجد فقر ولاجوع ولا ينقصنا رعاية صحية، ولكن هناك ماهو أهم من هذا الاهتمام الذي حظينا به في الدار، وهو فرحة رمضان والعيد، وطعم السعادة فأين الأهل والأصدقاء، وأين لمة الأحباب والأبناء، وأين دور أبناء المجتمع في مشاركتنا روحانية هذا الشهـر وطقوسه الجميلة، التي لن تعود اليوم.
كبر أبنائي ورحل زوجي وانتهت فرحة رمضان وفرحة العيد ولا رمضان نشعر بوجوده كما في السابق وعيد اليوم يأتي بدونهم.. لقد انشغل أبنائي عني» ... وتتابع قائلة: «أدعو الله أن يجمعنا بأناس يعيدون لنا الماضي ولو ساعة، فهي كفيلة بمواساتنا عن ما فقدناه من الأهل والأصدقاء».