-A +A
مكارم صبحي بترجي
يدا على يد سنتمكن من مواكبة التطور والتغير في الأسواق العالمية ومجالات التقنية التي تشهد إيقاعا متسارعا مما يشكل تحديا كبيرا لقطاعات الأعمال في العالم وللقطاعات الصناعية على وجه الخصوص.. وتحتم مواجهة مثل هذا التحدي استحداث آليات تتسم بالمرونة في الإدارة والتصميم والإنتاج والتسويق وغيرها من مجالات العمل الصناعي في مملكتنا، لذا فهناك حاجة إلى مضاعفة مقدرات التقنية لصناعتها الوطنية وتطويرها وتوطينها وذلك من خلال الأبحاث سواء داخل المؤسسات الصناعية أو بالتعاون مع الجامعات والمراكز العلمية المتخصصة.
التحدي أكبر، والأمل موجود في ظل قيادة رشيدة وبجوارهم رجال مخلصون أمثال الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.. فنجد حماسه العظيم وجهوده الكبيرة تتضح جليا يوما بعد يوم، وها هو نجده بالأمس القريب في أحد اجتماعاته بالمجلس يناقش موضوعات اقتصادية وتنموية من بينها ما يتصل بالصناعات البحرية وصناعة السيارات وتنمية الموارد البشرية في القطاع الحكومي.

وكما ذكرت سابقا أكرر، يمكننا استغلال قوتنا الاقتصادية وتواجد الأراضي الشاسعة لدينا أن نقوم بجذب عدد من مصانع السيارات، ويتم تصنيعها حسب المواصفات العالمية لكي تلقى رواجا دوليا ويعلو شأنها.. وكذلك يمكننا شراء وكالة لتصنيع نوعية من الطائرات لنتصدر بذلك كبرى الصناعات ويمكننا بعدها اعتلاء منصة الدول الصناعية.. وتلك القاعدة الصناعية الهامة ستتطلب من خلال تواجدها مصانع أخرى لا تقل أهمية فمن المعروف والمشاهد في تجارب الإدارة الصناعية الحديثة أن بعض التوسعات الرأسية في صناعات معينة، قد لا تأتي بالفوائد المرجوة.. لذا يتعين على المصانع خصوصا الكبيرة منها الاعتماد على مصانع أخرى «محلية» تؤمن احتياجاتها من المنتجات الأخرى وذلك لكي تتمكن من التركيز على تطوير منتجاتها الأصلية والمنافسة محليا وخارجيا.
وأتوقع أن تصبح القاعدة الاقتصادية الصناعية عملاقة ومنافسة وستخلق الآلاف من فرص العمل للشباب الخريجين الذين يجب أن نركز على دفعهم لدراسة المجالات الفنية بشتى أنواعها وكذلك الهندسية بشتى تخصصاتها فهي مستقبلهم القادم، حيث تعتبر مهارات ونوعية القوى العاملة الصناعية من العوامل الحاسمة في إطار تطور التنمية الصناعية والمقدرة التنافسية للصناعات مستقبلا.
وفي سبيل تطوير مقدرات القوى العاملة السعودية بات ضروريا مراجعة وتكثيف مجالات ونوعية التعليم والتدريب التقني والمهني بحيث تتناسب مخرجات هذه المؤسسات مع احتياجات المصانع القادمة بإذن الله.
وأقول يا سادة، إنه لدينا من المستثمرين الكثر من أبناء الوطن وممن يقومون بالاستثمار في الخارج بأموال طائلة، فلو توفرت لهم تلك الفرصة لعمل مصانع سيارات أو طائرات على أرض الوطن، أجزم بأن أغلبيتهم سيكونون يدا بيد للدفع بها للأمام ودعمها والاستثمار فيها.. ولقد ذكرت ذلك حتى لا أثقل على كاهل الدولة في المطالب، إلا أننا نعول على قبول هذا المطلب ودعمه وفتح المجال لتحقيقه ليتمكن وطننا من اللحاق بقطار التصنيع.
فلا بد أن نتكاتف جميعنا ونساهم في دفع قاطرة الصناعة في وطننا العزيز، لنخفض من تكاليف الاستيراد المرهقة ولكي ننافس بمنتجاتنا العالم كله.. نعم أقولها وأنا على ثقة أننا متى مددنا يدنا بتلك المبادرات سنجد اليد الداعمة والمشجعة على ذلك.. فرغم أن التحديات كبيرة جدا إلا أن هناك آمالا معقودة على رجال مخلصين وشعب وفي..