لو أتاك ابنك الصغير باكيا ويشتكي من أن والدته قد ضربته، ما هو السبب الذي قد يتبادر إلى ذهنك لقيامها بمعاقبته؟ وما رد الفعل الأولي الذي قد تقوم به؟، هل تحاول تهدئة الصغير ومراضاته بما يمكن أن يخفف عنه أو يشغله عن وجع الضرب؟ أم تسأله عن السبب الذي ربما جعل والدته تقوم بعقابه؟ أم تتوجه للأم باللوم لضربها طفلا؛ ربما لا يتجاوز السنوات السبع من عمره؟.
أما لو كنت تشغل موقعا تنفيذيا رفيعا وجاءك أحد الموظفين متذمرا مما يرى أنه ظلم قد وقع عليه نتيجة لعدم عدالة تقييمه الوظيفي، هل تقوم بلوم الموظف لأنه حضر إليك شاكيا رغم وجود مستويات وظيفية عديدة تفصله عنك؟، أم تحاول التحدث مع رئيسه لمعرفة مبررات التقييم؟ أم تناقشه في مدى تحقيقه لأهدافه الوظيفية؟؛ وربما تقوم بنصحه وتوجيهه لرفع مستوى أدائه.
وماذا لو جاءتك رسالة على جوالك مفادها بأن كاميرات نظام ساهر قد ضبطتك وأنت متجاوز للسرعة النظامية، ما يوجب عليك دفع قيمة مخالفة لا تمتلك مبلغها، هل تحاول تبرير ارتكابك للمخالفة بعدم ملاءمة حد السرعة التي حددها المرور للسيارات في ذلك الشارع؟، أم تصب جام غضبك على الشركة التي تدير نظام الرصد الآلي للمخالفات المرورية؟، أم تحاول البحث عن من يقرضك قيمة الغرامة لتقوم بدفعها قبل أن تتضاعف؟.
في الحالات الافتراضية الثلاث السابقة، ستتفاوت حتما ردود أفعالنا، والطريقة التي سنفكر بها للتعامل مع تلك المواقف، ولكن الأهم في نظري هو أن نحرص على توسيع زاوية الرؤية التي ننظر بها للأمور؛ وأن لا نحصرها في الزوايا الحادة؛ بل والمنفرجة أيضا!، وأن نحاول قدر الإمكان مشاهدة الصورة الكبيرة التي قد تختفي في أحيان كثيرة وراء التفاصيل الصغيرة، وأن لا نستبعد من تفكيرنا احتمالات قد تبدو لنا بعيدة الحدوث، ولكنها قد تكون الأسباب المباشرة لحدوث تلك المفارقات أو المواقف.
ففي الحالة الأولى، قد تعتقد بأن الصغير قد عمل ما يستوجب العقوبة، كما يمكن أن تظن أن عصبية والدته قد تجاوزت الحدود المقبولة وبدأت في التأثير على تصرفاتها وأسلوبها التربوي مع الأبناء، لذلك فقد تقرر مناقشتها في الأمر، ومحاولة البحث معها عن حلول، ولكن ربما لو فكرت في الأمر بهدوء أكبر؛ ستفاجأ بأنك ربما كنت السبب غير المباشر في قيام أم الطفل بذلك التصرف!، وقد يعود ذلك نتيجة لإحباطها، وشعورها بعدم الاهتمام، أو بسوء المعاملة، وهو ما يجعلها دائمة التوتر؛ ولم تعد تحتمل تصرفا عاديا قام به الابن الصغير!.
وفي الحالة الثانية، فإن مسؤوليتك قد تفرض عليك أن تستمع لشكوى الموظف المتذمر، وربما تلومه لعدم حرصه على زيادة جهده وتحسين مستوى أدائه، وهو ما سيجعله مؤهلا لنيل تقييم وظيفي أفضل؛ في حين قد يكون الموظف محقا في شكواه، وأن رئيسه قد حابى من هو أقل منه أداء؛ لثقة ذلك المدير بأنه مطلق اليد في التقييم، لذلك فقد يكون السبب الأهم لما حدث هو حاجة نظام شؤون الموظفين في الشركة للتطوير القائم على المزيد من القيم المؤسسية وفي مقدمتها العدالة والمساواة.
أما في الحالة الثالثة، فقد تصور لك نفسك بأنك كنت ضحية لكاميرات نظام ساهر، وقد تفكر في استخدام آليات قد يلجأ إليها البعض لإخفاء أرقام لوحات سياراتهم!، ولكن لو فكرت بهدوء، فربما يكون السبب في حصولك على المخالفة هو عدم انضباطك بشكل عام، والذي أدى بدوره لخروجك متأخرا عن التوقيت الذي يفترض أن تغادر فيه تحسبا لازدحام الشوارع، وربما يعود جانب من السبب إلى عدم مبادرة الجهة الخدمية المعنية بتوفير وسائط نقل عام؛ سريعة ومتعددة.
خلاصة ما أريد الوصول إليه اليوم هو أن الكثير من الأمور قد تبدو لنا على عكس ما رأيناها بناء على انطباعاتنا الأولية عنها، لذا فإن من المهم دائما أن نحاول النظر إلى الصورة الشاملة؛ لنتمكن من إعطاء أحكام موضوعية وأقرب ما تكون إلى الصواب، نمط تفكير من هذا النوع قد يكون ضرورة للكثيرين منا قبل التسرع في الحكم على المواقف والأحداث التي نواجهها في حياتنا اليومية، وربما تحت وطأة عاملي حب الذات وضغوط الحياة، قد لا نتمكن من ملاحظتها، أو أننا لم نعطِ أنفسنا الوقت الكافي لتأمل أسبابها التي قد تفاجئنا لو أمعنا النظر فيها.. بهدوء.
أما لو كنت تشغل موقعا تنفيذيا رفيعا وجاءك أحد الموظفين متذمرا مما يرى أنه ظلم قد وقع عليه نتيجة لعدم عدالة تقييمه الوظيفي، هل تقوم بلوم الموظف لأنه حضر إليك شاكيا رغم وجود مستويات وظيفية عديدة تفصله عنك؟، أم تحاول التحدث مع رئيسه لمعرفة مبررات التقييم؟ أم تناقشه في مدى تحقيقه لأهدافه الوظيفية؟؛ وربما تقوم بنصحه وتوجيهه لرفع مستوى أدائه.
وماذا لو جاءتك رسالة على جوالك مفادها بأن كاميرات نظام ساهر قد ضبطتك وأنت متجاوز للسرعة النظامية، ما يوجب عليك دفع قيمة مخالفة لا تمتلك مبلغها، هل تحاول تبرير ارتكابك للمخالفة بعدم ملاءمة حد السرعة التي حددها المرور للسيارات في ذلك الشارع؟، أم تصب جام غضبك على الشركة التي تدير نظام الرصد الآلي للمخالفات المرورية؟، أم تحاول البحث عن من يقرضك قيمة الغرامة لتقوم بدفعها قبل أن تتضاعف؟.
في الحالات الافتراضية الثلاث السابقة، ستتفاوت حتما ردود أفعالنا، والطريقة التي سنفكر بها للتعامل مع تلك المواقف، ولكن الأهم في نظري هو أن نحرص على توسيع زاوية الرؤية التي ننظر بها للأمور؛ وأن لا نحصرها في الزوايا الحادة؛ بل والمنفرجة أيضا!، وأن نحاول قدر الإمكان مشاهدة الصورة الكبيرة التي قد تختفي في أحيان كثيرة وراء التفاصيل الصغيرة، وأن لا نستبعد من تفكيرنا احتمالات قد تبدو لنا بعيدة الحدوث، ولكنها قد تكون الأسباب المباشرة لحدوث تلك المفارقات أو المواقف.
ففي الحالة الأولى، قد تعتقد بأن الصغير قد عمل ما يستوجب العقوبة، كما يمكن أن تظن أن عصبية والدته قد تجاوزت الحدود المقبولة وبدأت في التأثير على تصرفاتها وأسلوبها التربوي مع الأبناء، لذلك فقد تقرر مناقشتها في الأمر، ومحاولة البحث معها عن حلول، ولكن ربما لو فكرت في الأمر بهدوء أكبر؛ ستفاجأ بأنك ربما كنت السبب غير المباشر في قيام أم الطفل بذلك التصرف!، وقد يعود ذلك نتيجة لإحباطها، وشعورها بعدم الاهتمام، أو بسوء المعاملة، وهو ما يجعلها دائمة التوتر؛ ولم تعد تحتمل تصرفا عاديا قام به الابن الصغير!.
وفي الحالة الثانية، فإن مسؤوليتك قد تفرض عليك أن تستمع لشكوى الموظف المتذمر، وربما تلومه لعدم حرصه على زيادة جهده وتحسين مستوى أدائه، وهو ما سيجعله مؤهلا لنيل تقييم وظيفي أفضل؛ في حين قد يكون الموظف محقا في شكواه، وأن رئيسه قد حابى من هو أقل منه أداء؛ لثقة ذلك المدير بأنه مطلق اليد في التقييم، لذلك فقد يكون السبب الأهم لما حدث هو حاجة نظام شؤون الموظفين في الشركة للتطوير القائم على المزيد من القيم المؤسسية وفي مقدمتها العدالة والمساواة.
أما في الحالة الثالثة، فقد تصور لك نفسك بأنك كنت ضحية لكاميرات نظام ساهر، وقد تفكر في استخدام آليات قد يلجأ إليها البعض لإخفاء أرقام لوحات سياراتهم!، ولكن لو فكرت بهدوء، فربما يكون السبب في حصولك على المخالفة هو عدم انضباطك بشكل عام، والذي أدى بدوره لخروجك متأخرا عن التوقيت الذي يفترض أن تغادر فيه تحسبا لازدحام الشوارع، وربما يعود جانب من السبب إلى عدم مبادرة الجهة الخدمية المعنية بتوفير وسائط نقل عام؛ سريعة ومتعددة.
خلاصة ما أريد الوصول إليه اليوم هو أن الكثير من الأمور قد تبدو لنا على عكس ما رأيناها بناء على انطباعاتنا الأولية عنها، لذا فإن من المهم دائما أن نحاول النظر إلى الصورة الشاملة؛ لنتمكن من إعطاء أحكام موضوعية وأقرب ما تكون إلى الصواب، نمط تفكير من هذا النوع قد يكون ضرورة للكثيرين منا قبل التسرع في الحكم على المواقف والأحداث التي نواجهها في حياتنا اليومية، وربما تحت وطأة عاملي حب الذات وضغوط الحياة، قد لا نتمكن من ملاحظتها، أو أننا لم نعطِ أنفسنا الوقت الكافي لتأمل أسبابها التي قد تفاجئنا لو أمعنا النظر فيها.. بهدوء.