من أكثر التعليقات تكرارا ضد المساعي لنشر ثقافة الحقوق والحداثة والانفتاح هو التعليق الذي يقول إن أمريكا والعالم لا ينتقدون طائفة الآميش المسيحية ولا يجبرونها على ثقافة الحداثة والانفتاح، وقبل الرد على هذا التعليق يجب إعطاء نبذة مختصرة عن طائفة الاميش المسيحية التي تتواجد مجتمعاتها المنغلقة في أمريكا وكندا ويبلغ تعداد أتباعها حوالى 250 ألفا، وبالفعل هم يشبهون توجهات الجماعات المتطرفة في كونهم يعتقدون أن نمط الحياة الصحيح هو التقليدي وما استجد هو محظور ومحرم ولهذا يحرمون تكنلوجيا العصر الحديث كالكهرباء والسيارات والهواتف ويحرمون التصوير والموسيقى والتلفاز، والرجل له سلطة مطلقة والنساء لا يسمح لهن حتى بقيادة العربات التي تجرها الحيوانات، لكن بعض المتساهلين يسمحون للمرأة بقيادة العربة إن كان معها محرم ونساء أخريات، والنساء يرتدين غطاء الرأس طوال الوقت ومحرم عليهن ارتداء البناطيل وعليهن ارتداء زي موحد بلون أسود غالبا أو قريب منه وبدون زينة، ويحرمون ارتياد المدارس الحكومية ولهذا أمريكا استثنتهم من إلزامية التعليم، وواضح أنهم متشددون ومتنطعون لكن لمن يعلق باستمرار على مساعي الحداثة في المجتمعات الاسلامية بضرب المثل بالأميش وإن أمريكا والغرب لا يجبرونهم على التطور والحداثة والانفتاح وإن هذا يرونه ازدواجية بالمعايير واضطهادا للمسلمين، فالرد على مثل هذا التعليق أن من يحب أن يعيش كالأميش بكل تنطعهم الديني بدون أن يجبره أحد على التطور والحداثة والانفتاح فعليه أن يكون مسالما مثلهم، فشباب الآميش لا يفجرون أنفسهم وغيرهم في وسائل النقل والمستشفيات والمساجد وأسواق الفقراء وبين النساء والاطفال ويقتلون آباءهم ويخطفون ويستعبدون نساء غيرهم كما يفعل أتباع الجماعات الإرهابية، فمن يريد أن يعيش حياة بدائية كالآميش فله الحق والحرية لذلك بشرط أن لا يسعى لفرض تنطعه على غيره بالعدوان والعنف والإرهاب، ففي العالم عدة مجتمعات ترفض حياة الحداثة كسكان غابات الأمازون والسكان الأصليين في استراليا والقارة الامريكية ولا أحد يجبرهم على الحداثة والانفتاح لأنهم لم يحاولوا فرض انغلاقهم ورفضهم للحداثة والتطور على غيرهم بالعنف، وبالعموم الغاية من الانفتاح استلهام ما جعل الآخرين دولا متطورة وخلق أرضية مشتركة ولا يوجد فيه ما يجبر الناس بالقوة..