يبدأ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي اليوم السبت زيارة رسمية إلى المملكة تستغرق يومين يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد . وتأتي هذه الزيارة تعزيزا للعلاقات السعودية اليابانية التي شهدت ازدهارا متناميا خلال السنوات الأخيرة . وتأتي الزيارة في توقيت هام للغاية حيث تبحث اليابان منذ تولي آبي السلطة في سبتمبر 2006 عن تعزيز الدور العربي لليابان ، وفي نفس الوقت تسعى المملكة لتعزيز سياسة التوجه شرقا التي بدأها خادم الحرمين الشريفين من خلال جولته الآسيوية الأخيرة لكل من الصين والهند وهونج كونج وماليزيا وباكستان أواخر يناير وأوائل فبراير 2006. في نفس الوقت فإن البلدين يسعيان إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية بينهما في كل الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية بالإضافة إلى مناقشة التطورات على الساحة الفلسطينية والعراقية وتداعيات الملف النووي الإيراني و مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك إضافة الى بحث عملية السلام وسبل إحيائها وتفعيلها . وكان اختيار المملكة كأول محطة عربية لزيارتها، دليلا ملموسا على الأهمية التي توليها اليابان للعلاقة مع المملكة وخاصة أن اليابان أعربت عن تقديرها الكبير للدور القيادي الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لدعم السلام والاستقرار في المنطقة. كما أن المملكة تقدر الجهود اليابانية لدعم عملية السلام ومبادرتها المعروفة باسم (ممر السلام والازدهار) .
بعد تاريخي للعلاقات
وتجدر الإشارة هنا إلى أن العلاقات السعودية اليابانية تستند إلى بعد تاريخي حيث أن أول زيارة قام بها ياباني الى المملكة كانت زيارة ادى كوتارو ياماوكا الذي أدى فريضة الحج عام 1909. ثم كتب بعدها كتابين عن المملكة ثم ادى ابي تاناكا فريضة الحج مرتين عامي 1924 و 1933 وقام العديد من المسلمين اليابانيين بزيارة مكة قبل الحرب العالمية الثانية. وبدأت الاتصالات الرسمية بين اليابان والسعودية عام 1938 عندما قام المبعوث السعودي حافظ وهبة بزيارة اليابان لحضور افتتاح مسجد طوكيو. زار المبعوث الياباني لدى مصر ماسايوكي يوكوياما المملكة عام 1939 لأول مرة كمسؤول ياباني والتقى بالملك المؤسس عبد العزيز رحمه الله في الرياض. وكان أول وفد اقتصادي ياباني يزور المملكة في عام 1953 وتمت إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين عام 1955. و من العلامات المميزة للعلاقات الثنائية هو منح السعودية حق امتياز التنقيب عن البترول لشركة يابانية هي شركة الزيت العربية والاستخراج الناجح للبترول فيما بعد تم توقيع اتفاقية الامتياز في ديسمبر 1957 وتم اكتشاف تجريبي للبترول في يناير عام 1960.
بدأت الزيارات المتبادلة للشخصيات الهامة عندما قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بزيارة لليابان عام 1960 حين كان يشغل منصب وزير المواصلات. وعززت زيارة الملك فيصل لليابان عام 1971 الصداقة بشكل كبير بين البلدين. ثم ازدادت الزيارات للشخصيات المهمة بين البلدين بعد الأزمة النفطية عام 1973.
ولقد توطدت العلاقات السعودية اليابانية بعد ذلك من خلال زيارة ولي عهد اليابان الامير اكهيتو وولية العهد الاميرة ميشيكو وهما امبراطور وامبراطورة اليابان حاليا بزيارة للمملكة عام 1981. حضر الامير نواف بن عبد العزيز مراسيم تتويج الامبراطور نيابة عن الملك فهد عام 1990. قام ولي عهد اليابان الامير ناروهيتو وولية العهد الاميرة ماساكو بزيارة للمملكة عام 1994.
ثم قام رئيس وزراء اليابان ريوتارو هاشيموتو بزيارة المملكة عام 1997. وزار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اليابان عندما كان وليا للعهد عام 1998 ووقع “اجندة التعاون السعودي الياباني مع رئيس الوزراء كييزو اوبوتشي. زار وزير الخارجية الياباني يوهي كونو المملكة عام 2001 واعلن مبادراته في ثلاثة مجالات: تشجيع الحوار بين الحضارات مع العالم الإسلامي وتطوير مصادر المياه والحوار السياسي الواسع المتعدد .
مصالح متبادلة
وبالإضافة للبعد التاريخي هناك مصالح متبادلة حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين لعام 2006م ما قيمته 41.8بليون دولار بزيادة بلغت 27.1% عن 32.9بليون دولار سجلتها في العام 2005م، وبذلك قفزت المملكة للمركز الخامس في قائمة الشركاء الرئيسيين لليابان بعد أن كانت تحتل المركز التاسع في العام 2005م وفي حين مازالت اليابان تحتل المركز الثاني في قائمة الشركاء الرئيسيين للمملكة. وفي مجال الاستثمار احتلت اليابان المركز الأول بين الدول المستثمرة في المملكة خلال العام 2006م حيث بلغ اجمالي الاستثمارات اليابانية في المملكة حتى نهاية العام 2006م، حوالي 44.6مليار ريال موزعة على 24مشروعاً، منها 16مشروعاً صناعياً و 8مشاريع في مجال الخدمات
ومنذ عام 1975م عندما وقعت الحكومتان السعودية واليابانية اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني تقوم كل من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) والمركز الياباني للتعاون مع الشرق الأوسط بالتنسيق مع السفارة السعودية في طوكيو بدور فاعل ورئيسي لدعم التعاون الفني والتقني بين البلدين، وذلك من خلال إرسال الخبراء اليابانيين في جميع المجالات إلى المملكة واستقبال المتدربين والدارسين السعوديين لتلقي التدريب الفني والتقني في اليابان، ومنذ عام 1960م وحتى الآن استفاد حوالي 1560 متدرباً سعودياً من برامج التدريب التي نظمت في كافة أنحاء اليابان في جميع القطاعات الفنية والتقنية وعلى وجه التحديد في حقول تنمية القوى البشرية، حماية البيئة، تطوير الرعاية الصحية وتقنيتها، تطوير الصناعة، إدارة موارد المياه.
أما عن التعاون الثقافي بين البلدين، فمنذ عام 1973م وحتى عام 2000م تمكن أكثر من 149 طالباً سعودياً من الدراسة في الجامعات والمعاهد اليابانية ضمن برنامج المنح الذي أشرفت عليه شركة الزيت العربية، وتابع 63 طالباً دراستهم ضمن برنامج شركة أرامكو السعودية للمنح الخارجية ، هذا عدا العشرات من الطلاب الذين تخرجوا من الجامعات اليابانية ضمن برنامج المنح الدراسية للدراسات الجامعية والدراسات العليا الخاص بوزارة التعليم اليابانية ، ويقدر عدد الطلاب السعوديين القادمين للدراسة في الجامعات اليابانية لدرجات البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه بحوالي 30 طالباً، كما تقوم جامعة الملك سعود بالرياض بتدريس اللغة اليابانية في كلية اللغات والترجمة وتخرج عدد من الطلاب السعوديين في هذا التخصص والتحقوا بالعمل في مجالات ذات علاقة وثيقة باليابان.. كما أن هناك أعداداً من الطلاب اليابانيين الذين يدرسون اللغة العربية والعلوم الدينية على نفقة حكومة خادم الحرمين الشريفين في الجامعات السعودية، وفي المقابل يقوم المعهد العربي الإسلامي في طوكيو التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتدريس اللغة العربية للطلاب اليابانيين في اليابان.
التنسيق السياسي
تنظر حكومة اليابان إلى المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين بكل تقدير واحترام، وإجمالاً فإن الشعب الياباني يكن كل الاحترام والتقدير للمملكة وشعبها، ويذكر دوماً الموقف الإيجابي للمملكة خلال الأزمة النفطية في عام 1973م، وكثير من اليابانيين سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي يرون أن استمرار ضمان تدفق النفط السعودي الى اليابان خلال هذه السنوات قد ساعد بلادهم في الوصول إلى مستوى صناعي واقتصادي متقدم، وكانت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى اليابان خلال الفترة من 7- 9 ربيع الأول 1427هـ الموافق 5- 7 إبريل 2006م ، قد أظهرت الدرجة الكبيرة من التنسيق والتفاهم السياسي الذي انعكس في البيان الختامي الذي تضمن عددا من النتائج المهمة.
بعد تاريخي للعلاقات
وتجدر الإشارة هنا إلى أن العلاقات السعودية اليابانية تستند إلى بعد تاريخي حيث أن أول زيارة قام بها ياباني الى المملكة كانت زيارة ادى كوتارو ياماوكا الذي أدى فريضة الحج عام 1909. ثم كتب بعدها كتابين عن المملكة ثم ادى ابي تاناكا فريضة الحج مرتين عامي 1924 و 1933 وقام العديد من المسلمين اليابانيين بزيارة مكة قبل الحرب العالمية الثانية. وبدأت الاتصالات الرسمية بين اليابان والسعودية عام 1938 عندما قام المبعوث السعودي حافظ وهبة بزيارة اليابان لحضور افتتاح مسجد طوكيو. زار المبعوث الياباني لدى مصر ماسايوكي يوكوياما المملكة عام 1939 لأول مرة كمسؤول ياباني والتقى بالملك المؤسس عبد العزيز رحمه الله في الرياض. وكان أول وفد اقتصادي ياباني يزور المملكة في عام 1953 وتمت إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين عام 1955. و من العلامات المميزة للعلاقات الثنائية هو منح السعودية حق امتياز التنقيب عن البترول لشركة يابانية هي شركة الزيت العربية والاستخراج الناجح للبترول فيما بعد تم توقيع اتفاقية الامتياز في ديسمبر 1957 وتم اكتشاف تجريبي للبترول في يناير عام 1960.
بدأت الزيارات المتبادلة للشخصيات الهامة عندما قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بزيارة لليابان عام 1960 حين كان يشغل منصب وزير المواصلات. وعززت زيارة الملك فيصل لليابان عام 1971 الصداقة بشكل كبير بين البلدين. ثم ازدادت الزيارات للشخصيات المهمة بين البلدين بعد الأزمة النفطية عام 1973.
ولقد توطدت العلاقات السعودية اليابانية بعد ذلك من خلال زيارة ولي عهد اليابان الامير اكهيتو وولية العهد الاميرة ميشيكو وهما امبراطور وامبراطورة اليابان حاليا بزيارة للمملكة عام 1981. حضر الامير نواف بن عبد العزيز مراسيم تتويج الامبراطور نيابة عن الملك فهد عام 1990. قام ولي عهد اليابان الامير ناروهيتو وولية العهد الاميرة ماساكو بزيارة للمملكة عام 1994.
ثم قام رئيس وزراء اليابان ريوتارو هاشيموتو بزيارة المملكة عام 1997. وزار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اليابان عندما كان وليا للعهد عام 1998 ووقع “اجندة التعاون السعودي الياباني مع رئيس الوزراء كييزو اوبوتشي. زار وزير الخارجية الياباني يوهي كونو المملكة عام 2001 واعلن مبادراته في ثلاثة مجالات: تشجيع الحوار بين الحضارات مع العالم الإسلامي وتطوير مصادر المياه والحوار السياسي الواسع المتعدد .
مصالح متبادلة
وبالإضافة للبعد التاريخي هناك مصالح متبادلة حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين لعام 2006م ما قيمته 41.8بليون دولار بزيادة بلغت 27.1% عن 32.9بليون دولار سجلتها في العام 2005م، وبذلك قفزت المملكة للمركز الخامس في قائمة الشركاء الرئيسيين لليابان بعد أن كانت تحتل المركز التاسع في العام 2005م وفي حين مازالت اليابان تحتل المركز الثاني في قائمة الشركاء الرئيسيين للمملكة. وفي مجال الاستثمار احتلت اليابان المركز الأول بين الدول المستثمرة في المملكة خلال العام 2006م حيث بلغ اجمالي الاستثمارات اليابانية في المملكة حتى نهاية العام 2006م، حوالي 44.6مليار ريال موزعة على 24مشروعاً، منها 16مشروعاً صناعياً و 8مشاريع في مجال الخدمات
ومنذ عام 1975م عندما وقعت الحكومتان السعودية واليابانية اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني تقوم كل من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) والمركز الياباني للتعاون مع الشرق الأوسط بالتنسيق مع السفارة السعودية في طوكيو بدور فاعل ورئيسي لدعم التعاون الفني والتقني بين البلدين، وذلك من خلال إرسال الخبراء اليابانيين في جميع المجالات إلى المملكة واستقبال المتدربين والدارسين السعوديين لتلقي التدريب الفني والتقني في اليابان، ومنذ عام 1960م وحتى الآن استفاد حوالي 1560 متدرباً سعودياً من برامج التدريب التي نظمت في كافة أنحاء اليابان في جميع القطاعات الفنية والتقنية وعلى وجه التحديد في حقول تنمية القوى البشرية، حماية البيئة، تطوير الرعاية الصحية وتقنيتها، تطوير الصناعة، إدارة موارد المياه.
أما عن التعاون الثقافي بين البلدين، فمنذ عام 1973م وحتى عام 2000م تمكن أكثر من 149 طالباً سعودياً من الدراسة في الجامعات والمعاهد اليابانية ضمن برنامج المنح الذي أشرفت عليه شركة الزيت العربية، وتابع 63 طالباً دراستهم ضمن برنامج شركة أرامكو السعودية للمنح الخارجية ، هذا عدا العشرات من الطلاب الذين تخرجوا من الجامعات اليابانية ضمن برنامج المنح الدراسية للدراسات الجامعية والدراسات العليا الخاص بوزارة التعليم اليابانية ، ويقدر عدد الطلاب السعوديين القادمين للدراسة في الجامعات اليابانية لدرجات البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه بحوالي 30 طالباً، كما تقوم جامعة الملك سعود بالرياض بتدريس اللغة اليابانية في كلية اللغات والترجمة وتخرج عدد من الطلاب السعوديين في هذا التخصص والتحقوا بالعمل في مجالات ذات علاقة وثيقة باليابان.. كما أن هناك أعداداً من الطلاب اليابانيين الذين يدرسون اللغة العربية والعلوم الدينية على نفقة حكومة خادم الحرمين الشريفين في الجامعات السعودية، وفي المقابل يقوم المعهد العربي الإسلامي في طوكيو التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتدريس اللغة العربية للطلاب اليابانيين في اليابان.
التنسيق السياسي
تنظر حكومة اليابان إلى المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين بكل تقدير واحترام، وإجمالاً فإن الشعب الياباني يكن كل الاحترام والتقدير للمملكة وشعبها، ويذكر دوماً الموقف الإيجابي للمملكة خلال الأزمة النفطية في عام 1973م، وكثير من اليابانيين سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي يرون أن استمرار ضمان تدفق النفط السعودي الى اليابان خلال هذه السنوات قد ساعد بلادهم في الوصول إلى مستوى صناعي واقتصادي متقدم، وكانت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى اليابان خلال الفترة من 7- 9 ربيع الأول 1427هـ الموافق 5- 7 إبريل 2006م ، قد أظهرت الدرجة الكبيرة من التنسيق والتفاهم السياسي الذي انعكس في البيان الختامي الذي تضمن عددا من النتائج المهمة.