-A +A
جبير بن محمد بن جبير
في احد الفنادق الراقية بمكة المكرمة قدم إلي وأنا جالس في البهو رجل إفريقي تبدو عليه سمات الثراء، ألقى التحية واستأذن بالجلوس معي.. وحين أذنت له، قال: أ أنت فلان ابن فلان؟ قلت: نعم، فاخذ يزجي علي بعبارات الثناء والمديح، واسترسل قائلا: أنا تاجر كبير في بلدي قدمت إلى هنا كي أبيع بعض المنتجات والأصناف النادرة التي نحصل عليها بشق الأنفس.. قلت له: كان الله في عونك ارني ماذا لديك؟ قال: لا ليس هنا يا شيخ! تعال معي إلى الغرفة لأطلعك عليها! قلت ضاحكا: أخشى أن تكون تلك الأصناف مخدرات؟ فأطلق ضحكة مجلجلة سمعها من كان خارج الفندق، اعتذرت منه بلطف وانسحبت خشية الشبهة. وحين دخلت غرفتي بالمساء وإذا بباب الغرفة يُطرق.. فتحت الباب واذ به ذلك التاجر يحمل شنطة، وقال: أشعر بعدم ترحيبك بالضيوف ولكن نحن أصدقاء! ولابد أن اريك ما لدي لتطمئن إلي أولا ولتشتري بعد ذاك.. قلت له: بالعكس تمون، فقام يعرض علي ما بداخل شنطته، اخرج ثمرة تشبه القرعة (الدبة) الصغيرة مصرورة بعناية فائقة بقطعة قماش، وقال هذه الثمرة نادرة الوجود.. بمجرد ربطها حول خصرك تمنحك قوة عشرة رجال، ولأننا أصدقاء سابيعها عليك بـ 100.000 دولار! ثم اخرج أعواداً خُضراً شبيهة بالفاصوليا، تمنح الرجل الذي يقتنيها قبولا وجاذبية عند النساء! وهذه أيضا لصديقي بـ 25.000 دولار، واخرج أشياء كثيرة كلها تدور في فلك الصحة والنشاط وطول العمر. وحين انتهى قال: الآن ماذا قررت أن تشتري؟ قلت له دعني أفكر وغدا أقرر، ثم أعطاني «كرته» وأهداني كيسا صغيرا بداخله بودرة طلب مني أن أحلها في كأس ماء واشربها وسأعجب من نتائجها خلال خمس دقائق. وما إن خرج الرجل حتى قمت بحل تلك البودرة.. ولكن في مرحاض الحمام.
وفي الغد أنهيت إجراءات الهروب من الفندق، وعند خروجي من باب الفندق لفت انتباهي وجود سيارة رولز رايز حمراء تقف أمامه بداخلها امرأة شابة ذات حسنٍ وجمال.. صوبت تجاهي نظرة سريعة ثم أطرقت رأسها، مما جعلني أُحدث نفسي وأقول ليتني اشتريت أعواد الفاصوليا ليلة البارحة ولو بضعف الثمن،، وأكملت المسير.. وبعد عدة أمتار نظرت مرة أخرى إلى تلك الشابة عل وعسى، وإذ بي أرى ذلك التاجر يقفز في الرولز رايز وتنطلق تسابق الريح. فحدثتني نفسي قائلة: احمد ربك لو أنك اشتريت تلك الأعواد واقتنيتها كما تمنيت لجعلت من ذلك الرجل محل إعجابك ومحط أنظارك أنت لا غير!!

Dr.jobair@gmail.com