كشفت جرائم الإرهاب الغادر، وسفر أشبال مغرر بهم إلى مناطق الصراع بدعوى الجهاد، بعد أن سقطوا في براثن الشباك الاليكترونية العفنة لشياطين الإرهاب عبر شبكات التواصل وغيرها من أساليب التضليل والتغرير. وها هي أيام ويبدأ العام الدراسي، فماذا أعددنا لتحصين عقول أبنائنا من خطر الفكر الضال؟.
مؤخرا أعلنت وزارة التعليم أنها ألزمت 45 إدارة تعليمية في المناطق والمحافظات بتشكيل لجان عليا لتفعيل خطة عاجلة (الطارئة) لمواجهة الدعاية الموجهة للشباب السعوديين، بمحاصرة مخاطر وتحديات الأعمال الإرهابية. وتشجيع الحوار القائم على الوسطية وترسيخ الانتماء الوطني، لقطع الطريق على التيارات المتطرفة في توظيف التعددية الثقافية في تجنيد الشباب والفتنة. الخطة تشمل ورش عمل مع الإدارات المعنية وذوي الاختصاص، وطلاب لإعداد خطة موحدة (قابلة للتنفيذ) ومحققة للأهداف المنشودة، وتوظيف الجانب التقني والإعلامي.
قطعا هذه بداية مهمة لكن أمامها وقت لأنها (سوف) تعد خطة وتتحدث عن استثمار الأندية الموسمية وأندية الحي التي لا تعلم بها الأحياء وهذه قضية أخرى، وكنا نتمنى لو أن الخطة جاهزة للعمل بها مباشرة. عموما العبرة دائما بالنتائج وهي على المدى القصير ممكنة، وعلى المدى الطويل وهذا مطلوب، لابد أن تتسم الخطط والجهود بالديمومة وتطوير المضمون والآليات وتوسيع دوائرها لتصل رسالتها إلى الأسرة من خلال الطلاب أنفسهم، وهذه مسألة تستغرق وقتا.
التحدي القائم والمتزايد يكمن في الانفتاح المعرفي عبر العالم الافتراضي الالكتروني الذي يصل مباشرة إلى عقول الناشئة، بل إلى الجميع في ظل إدمان الانترنت وشبكات وبرامج التواصل. لذا أعتقد أننا بحاجة إلى دراسات وبحوث وإلى مراكز بحوث اجتماعية متخصصة عديدة، غير التي تركز على السياسة والاقتصاد بلغة ومفردات ورؤى تهم متابعيها أكثر مما تهم العامة، فالمجتمع بشرائحه الواسعة ونواته الأسرة بحاجة إلى تحليل واقعه ودراسة كيفية الارتقاء به في كل شيء وفي مقدمته الأمن الفكري، ولا أفهم سبب ندرة مثل هذه المراكز رغم أهمية دراساتها واسقرائها لواقع المجتمع وقضاياه واتجاهاته وتحدياته.
إذا أخذنا مركز الحوار الوطني نلمس له نشاطات مقدرة تحت عناوين هادفة ونقاشات وتوصيات جيدة، لكن حقيقة هل تصل رسالته بنقاشات وخطاب إعلامي مستمر في تشريح دور المجتمع ومؤسساته التربوية والتوعوية في تكريس المسؤولية تجاه الأمن الفكري ومكافحة الفكر الضال والإرهاب، وليس مجرد متابعات إخبارية لافتتاح الجلسات وختامها وتوصياتها، ثم تصبح (في خبر كان) ويطويها الأرشيف والنسيان، بدلا من تفعيل الحوار المجتمعي حولها وترسيخ قيمته في حياتنا عامة وحق الوطن وأمنه والتلاحم الوطني خاصة.
أين الأسرة وتواصلها مع المدرسة؟ وأين الدراما والفنون وأين الثقافة والمبدعون والدعوة والدعاة من التسلل الحاصل إلى أدمغة بعض شبابنا، إذا صح هذا الدور نكون قد قطعنا خطوات جيدة في الوعي، فالجهود الأمنية وحدها التي تأخذ على عاتقها الأمانة في الحرب الناجحة على الإرهاب والضربات الاستباقية برؤية وقائية وبالمناصحة حتى وإن ارتد عنها بعض المتطرفين المخادعين.
أخيرا.. والعام الدراسي الجديد سيبدأ على خير بإذن الله، نتمنى أن يكون كل مدير ومديرة مدرسة ومعلم ومعلمة في دائرة المسؤولية تجاه الأمن الفكري وروح الحوار والاطمئنان على وصول الرسالة، مع حتمية التعاون المجتمعي مع التعليم، وتنظيم دورات متخصصة للإدارة المدرسية في ذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية لتصل الرسالة إلى أجيال الأبناء، ويصعد الوعي في هذه الحالة إلى أعلى من الأبناء إلى الأسرة التي غاب دورها في أمور تربوية كثيرة..
مؤخرا أعلنت وزارة التعليم أنها ألزمت 45 إدارة تعليمية في المناطق والمحافظات بتشكيل لجان عليا لتفعيل خطة عاجلة (الطارئة) لمواجهة الدعاية الموجهة للشباب السعوديين، بمحاصرة مخاطر وتحديات الأعمال الإرهابية. وتشجيع الحوار القائم على الوسطية وترسيخ الانتماء الوطني، لقطع الطريق على التيارات المتطرفة في توظيف التعددية الثقافية في تجنيد الشباب والفتنة. الخطة تشمل ورش عمل مع الإدارات المعنية وذوي الاختصاص، وطلاب لإعداد خطة موحدة (قابلة للتنفيذ) ومحققة للأهداف المنشودة، وتوظيف الجانب التقني والإعلامي.
قطعا هذه بداية مهمة لكن أمامها وقت لأنها (سوف) تعد خطة وتتحدث عن استثمار الأندية الموسمية وأندية الحي التي لا تعلم بها الأحياء وهذه قضية أخرى، وكنا نتمنى لو أن الخطة جاهزة للعمل بها مباشرة. عموما العبرة دائما بالنتائج وهي على المدى القصير ممكنة، وعلى المدى الطويل وهذا مطلوب، لابد أن تتسم الخطط والجهود بالديمومة وتطوير المضمون والآليات وتوسيع دوائرها لتصل رسالتها إلى الأسرة من خلال الطلاب أنفسهم، وهذه مسألة تستغرق وقتا.
التحدي القائم والمتزايد يكمن في الانفتاح المعرفي عبر العالم الافتراضي الالكتروني الذي يصل مباشرة إلى عقول الناشئة، بل إلى الجميع في ظل إدمان الانترنت وشبكات وبرامج التواصل. لذا أعتقد أننا بحاجة إلى دراسات وبحوث وإلى مراكز بحوث اجتماعية متخصصة عديدة، غير التي تركز على السياسة والاقتصاد بلغة ومفردات ورؤى تهم متابعيها أكثر مما تهم العامة، فالمجتمع بشرائحه الواسعة ونواته الأسرة بحاجة إلى تحليل واقعه ودراسة كيفية الارتقاء به في كل شيء وفي مقدمته الأمن الفكري، ولا أفهم سبب ندرة مثل هذه المراكز رغم أهمية دراساتها واسقرائها لواقع المجتمع وقضاياه واتجاهاته وتحدياته.
إذا أخذنا مركز الحوار الوطني نلمس له نشاطات مقدرة تحت عناوين هادفة ونقاشات وتوصيات جيدة، لكن حقيقة هل تصل رسالته بنقاشات وخطاب إعلامي مستمر في تشريح دور المجتمع ومؤسساته التربوية والتوعوية في تكريس المسؤولية تجاه الأمن الفكري ومكافحة الفكر الضال والإرهاب، وليس مجرد متابعات إخبارية لافتتاح الجلسات وختامها وتوصياتها، ثم تصبح (في خبر كان) ويطويها الأرشيف والنسيان، بدلا من تفعيل الحوار المجتمعي حولها وترسيخ قيمته في حياتنا عامة وحق الوطن وأمنه والتلاحم الوطني خاصة.
أين الأسرة وتواصلها مع المدرسة؟ وأين الدراما والفنون وأين الثقافة والمبدعون والدعوة والدعاة من التسلل الحاصل إلى أدمغة بعض شبابنا، إذا صح هذا الدور نكون قد قطعنا خطوات جيدة في الوعي، فالجهود الأمنية وحدها التي تأخذ على عاتقها الأمانة في الحرب الناجحة على الإرهاب والضربات الاستباقية برؤية وقائية وبالمناصحة حتى وإن ارتد عنها بعض المتطرفين المخادعين.
أخيرا.. والعام الدراسي الجديد سيبدأ على خير بإذن الله، نتمنى أن يكون كل مدير ومديرة مدرسة ومعلم ومعلمة في دائرة المسؤولية تجاه الأمن الفكري وروح الحوار والاطمئنان على وصول الرسالة، مع حتمية التعاون المجتمعي مع التعليم، وتنظيم دورات متخصصة للإدارة المدرسية في ذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية لتصل الرسالة إلى أجيال الأبناء، ويصعد الوعي في هذه الحالة إلى أعلى من الأبناء إلى الأسرة التي غاب دورها في أمور تربوية كثيرة..