-A +A
منصور الطبيقي
مع وصول قوات الشرعية اليمنية إلى تخوم صنعاء واقتراب الحسم العسكري في اليمن وتحرير أغلب محافظات جنوب اليمن والبدء بتشغيل مطار عدن ومينائها البحري ووصول المساعدات السعودية والعربية تباعا جوا وبحرا، يظل الهاجس الاقتصادي والمعيشي والبيئي الصعب في المناطق المحررة واقعا مرا، تلك الأماكن التي كانت ومازالت شاهدة على فظاعة إجرام المليشيات الحوثية وقوات المخلوع الباغي وممارساتهما العبثية بالبنية التحتية التي أرجعت كثيرا من القرى والمحافظات عشرات السنين للوراء فلا ماء ولا غذاء ولا كهرباء ولا صرف صحي ولا أبسط مقومات الحياة !.
حسب تقرير حديث صادر من الأمم المتحدة بأن 80 بالمائة من سكان اليمن أي 20 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وارتفع الفقر بنسبة 55% والبطالة وصلت إلى 60% بين صفوف الشباب !.

إزاء هذا الوضع المأساوي والكارثي في بلد شقيق للمملكة يربطه بها علاقات تاريخية متجذرة عبر التاريخ وأواصر المحبة الأخوية ووشائج القربى واليقين بالمصير المشترك بين الشعبين الشقيقين، تصدت المملكة بكل قوتها وسخرت جميـع إمكانياتها العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية للدفاع عن اليمن أرضه وشعبه وتاريخه ومقوماته وهويته العربية، فعلت المملكة كل ذلك وهي تدرك أن لهذه الحرب كلفة وبحساب المكاسب والخسائر فلن تكون الخسائر أكبر من خروج أصل العرب من بيت العرب!.
إعادة إعمار اليمن وتحسين اقتصاده وإغاثة شعبه مسؤولية دولية، ودول الخليج تاريخيا من أكبر الداعمين الدوليين للدول المتضررة، والمملكة كانت ومازالت سباقة في إغاثة المنكوبين في اليمن عبر حملات متواصلة من المعونات من «مركز الملك سلمان للإغاثة»..
ولكنني أتساءل بشفافية:
أين مبادرات المجتمع المدني وكبار تجار اليمن الذين يقودون قطاعا واسعا من الحركة التجارية في دول الخليج العربي والأثرياء اليمنيين المغتربين في الخارج من جهود إغاثة وإعمار اليمن!؟
لم أسمع عن طائرة أو سفينة إغاثية مدنية تصل إلى ميناء عدن الآمن تماما، أو صندوق دعم وتبرعات من الجاليات اليمنية الغنية المتواجدين في أوروبا وأمريكا!.
دعم اليمن اقتصاديا لن يكون فقط بعمل الفنادق والمنتجعات السياحية (المجدية اقتصاديا لأصحابها) مع تقديم بعض المنفعة في توظيف العاطلين عن العمل, ولكن بدعم جهود إعادة الكهرباء للمناطق التي أهلك سكانها حرارة الصيف، وتوفير الماء الصحي للعطشى، والحليب المغذي للأطفال الذين التصقت أمعاؤهم من الجوع, وبناء المستشفيات والمراكز الصحية غير الربحية للمرضى.
إن فعلتم ذلك فأنتم بحق اليمنيون الأرق أفئدة كما وصفكم رسولنا عليه الصلاة والسلام وأهل الإيمان والحكمة بحاضركم وما يحتاجه مستقبلكم لغد أفضل لكم ولأبنائكم فاليمن سيظل أبدا لكم وبسواعدكم..