-A +A
زياد عيتاني
لا يختلف اثنان أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم يمتلك كل الصفات الخارجية للمهرج، إلا أن المفاجئ أن المعلم يمتلك أيضا الصفات التقنية للمهرجين. من مواقف بهلوانية إلى أداء تراجيدي، تجعله ودون مواربة في مصاف كبار المهرجين العالميين. المعلم الفاقد للملامح في وجهه حيث يتساوى الحزن والفرح، الضحك والبكاء، الكذب والصدق، لا تنقصه الوقاحة كي ينكر حصول «مجزرة دوما» التي اقترفتها طائرات نظامه الحربية وذهب ضحيتها ما يزيد عن 100 قتيل مدني معظمهم من النساء والأطفال، لا بل ذهب أوقح من ذلك عندما قال: إن المجزرة أمر مفبرك..!
وليد المعلم يتحدث عن هزيمة الأعداء وانتصار نظامه وهو يدرك أن نظامه لا يسيطر إلا على ربع مساحة سوريا وهذا الربع يحكمه بالفعل قاسم سليماني وليس بشار الأسد.

وليد المعلم يتحدث عن أحلاف وأحلاف لمحاربة الإرهاب وهو يدرك وكل العالم يدرك أن نظامه هو من صنع الإرهاب وأن نظامه هو من يمارس الإرهاب ليس الآن بل منذ نشأة هذا النظام، فلبنان اكتوى بناره والعراق كذلك وفلسطين والأردن وكل تلك الدول التي لطالما اكتوت بنار إرهاب نظام البعث.
المعلم صاحب الملامح الغامضة، يتذاكى بالحديث عن تصحيح العلاقات مع بعض الدول وهو يدرك تماما كما نظامه يدرك أيضا أن قدميه إن وطأتا أي دولة عربية غير بغداد.. فإنها ستواجه بالرفض.. والرفض ليس فقط له بل لنظامه الأسدي البربري الذي رفضه العرب تماما..