-A +A
مشعل السديري
هناك تغريدة صادقة ومؤلمة جاء فيها:
أن تلامذة (داعش) يحثوننا على ارتياد المساجد

ثم يأتي أساتذتهم (الدواعش) ليفجرونا في داخل المساجد
هل تعلمون أنه خلال عام واحد، فجر هؤلاء (الأوباش) ما لا يقل عن خمسين مسجدا؟!، واليوم أصبح الكثير من الناس يترددون بالذهاب إلى المساجد -خصوصا في صلاة الجمعة-، وأنا بالكاد أن أكون من ضمنهم.
فأي نكبة هذه؟!، وأي زمان ردي هذا؟!، وأي دولة إسلامية يبشر بها هؤلاء الجهلة المتخلفون، الذين أرهبوا بجنونهم حتى (الأجنة) وهم في أرحام أمهاتهم.
وللأسف هم يستهدفون المساجد في يوم الجمعة بالذات متعمدين، لأنهم يريدون أن يقتلوا أكبر عدد ممكن من الرجاء والنساء والأطفال.
ولم يتورعوا حتى من استغلال (نقاب) النساء، فتنقبوا مثلما يتنقبن، وتستروا (بالعبايات)، ضاربين عرض الحائط بالحديث الشريف الذي لعن الله المتشبهين بالنساء من الرجال، لأن هؤلاء لا ضمير لهم (فالغاية) الدنيئة عندهم تبرر (الوسيلة) الإجرامية.
وبعد تفجير مسجد (الإمام الصادق) بالكويت الذي كان بطله قد تزيا بزي امرأة، أصبح لدي شكوك و(فوبيا) من كل امرأة منقبة، وفي الجمعة التي تلت ذلك التفجير ذهبت كالعادة لأداء الصلاة في المسجد المجاور لمنزلي، وما إن وصلت حتى شاهدت امرأة طويلة بشكل ملفت للنظر ومتلفحة بالسواد وهي تهم بالدخول في مصلى النساء، وأول ما خطر على بالي أنها (رجل) متخف، وكدت أن اتجه لها و(استلبشها)، محاولا كشف هويتها، لو لا أن شاهدت طفلها الصغير يركض نحوها ويتعلق بعباءتها فعرفت أنها أمه، فحمدت ربي أن أنقذني من هذه الورطة، لأن الجميع بعدها سوف يعتقدون أن نيتي خربانة، وليست هي الحفاظ على حياتهم.
وضحكت ضحكة تشبه البكاء، عندما قرأت أنه في صلاة الجمعة بأحد مساجد المغرب، كان هناك لفيف من النساء والمصليات الخاشعات، وعند سجود إحدى المصليات وكانت في آخر الصفوف أحست بشيء يدخل ويتحرك من بين قدميها، وما إن رفعت المسكينة رأسها حتى شاهدت فأرا يتقافز أمامها، فأطلقت هي لا شعوريا صرخة مدوية من شدة الخوف، وكانت تلك الصرخة بمثابة الشرارة التي عصفت بجميع النساء المصليات اللواتي قطعن صلاتهن وهن يتراكضن نحو أبواب الخروج، وما إن سمع الرجال الذكور هذا الصياح والجلبة حتى أصابتهم العدوى سريعا، فقطعوا بدورهم صلاتهم معتقدين أن هناك عملا إرهابيا قد حصل، واندفعوا نحو الأبواب طلبا للسلامة، وأخذوا يدوسون فوق بعضهم البعض، وكان الإمام مع أوائل الهاربين وسقط على أرنبة أنفه وملأت الدماء النازفة وجهه وصدره.
ونتج عن معركة أو غزوة (الفأر) هذه، بعض الجروح والكدمات، مع إغماءات وتكشف لحجاب بعض النساء، وفسدت صلاة الجمعة.
كل هذا حصل من بركات أمير المؤمنين (البغدادي) وأزلامه الذين لا يحللون ولا يحرمون.