-A +A
محمد أحمد الحساني
كان آخر عهد المسلمين بالخلافة وبلقب «أمير المؤمنين» اللقب الذي يمكن أن يطلق على من يحكم دولا عربية إسلامية سواء كان مستحقا له أم غير مستحق، قبيل انهيار الخلافة العثمانية وتحولها إلى رجل مريض قطع الغرب أوصاله إلى عدة مستعمرات على أساس أنها تركة رجل مرض فمات، ولكن لقب أمير المؤمنين ظل هاجس العديد من المسلمين لاسيما الذين يعانون من هوس ديني يجعل الواحد منهم يرى أنه ليس مؤمنا فحسب ولكنه مستحق للقب لمجرد أنه جمع حوله عددا من المتأثرين بفكره أو كون حزبا سياسيا أو عسكريا له طموحات مبالغ فيها وكان من آخر من حمل اللقب وصدق حقا أنه أمير للمؤمنين الملا محمد عمر الذي هلك قبل أن تتعدى طموحاته السياسية حدود وطنه الصغير الفقير وأبو بكر البغدادي الذي صنع صناعة من قبل دول وأجهزة ليخرج ويعلن نفسه خليفة وأميرا للمؤمنين، ضمن لعبة قذرة حيكت للمنطقة لا أحد يعلم بما تنتهي إليه من مآسٍ وفصول وإن كانت التحليلات السياسية المعلنة تدور حول مخطط لتقسيم العالم العربي الذي قسم بعد الحرب العالمية الأولى إلى ما يزيد على عشرين دولة ليصبح حسب المخطط نحو خمسين دولة وقد بدأت عملية التقسيم في السودان وبدأت ملامحه تظهر في العراق وسوريا واليمن وليبيا والحبل على الجرار!
وإذا نجح هذا المخطط الخبيث - لا قدر الله - فليس من المستبعد أن يظهر في كل ركن من العالمين العربي والإسلامي من يدعي أنه وحده المستحق للقب «أمير المؤمنين» معلنا الحرب على من لا يبايعه بادئا بجيرانه فمن يلونهم مؤكدا لأتباعه أن تضحياتهم من أجل تكريس إمارته للمؤمنين ستضمن لهم النصر أو الشهادة، وسوف يجد كل أمير للمؤمنين منهم من يدعمه من أعداء الإسلام حتى يوغل في دماء المسلمين تحت شعارات الجهاد والوحدة الإسلامية وبناء الخلافة الراشدة!

ويبدو أن ليل الأمة أطول مما هو متوقع!.