من تقاليد البيئات العلمية الجادة وثقافة المجتمعات المتحضرة أن أهل الرأي وأصحاب الاختصاص يحترمون عقول الناس ويقدرون أن بينهم من له معرفة ورأي وقدرة على فهم الصواب من الخطأ. وعلى العكس من هذه السمات ما تمتاز به المجتمعات المتخلفة حيث يعتقد بعض أصحاب الرأي أن الناس جميعا لا صلة لهم بالمعرفة ومصادرها وكيفية الحصول عليها كما يفتقرون إلى القدرة على فرز الأفكار الأصيلة من الدخيلة..
هذا الكلام العام، الذي لا يخص أحدا بعينه ولا فئة بذاتها، خطر على البال هذه الأيام وأنا أتابع التحليلات والنقاشات الدائرة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حول الأوضاع الاقتصادية العالمية والإقليمية ومدى تأثيرها في اقتصادنا الوطني وما هي الأولويات في هذه المرحلة التي يجب أن يوجه لها الإنفاق العام، وكيف يمكن للقطاع الخاص أن يسهم في تنويع وزيادة مصادر الدخل العام وما هو السلوك الأمثل لأفراد المجتمع من أجل ترشيد مداخليهم وتوجييها الوجهة السليمة. ويلاحظ المتابع لهذه النقاشات والتحليلات وجود «طرفين» متناقضين، بينهما رأي وسط معتدل لكنه خافت بسبب ضجيج وصخب أصوات «الأطراف» العالية. هناك أصوات تنذر بالخطر وتدفع المؤمنين بها إلى الخوف الذي قد يبلغ درجة الهلع، فهي ترى أن الاقصاد العالمي مقبل على فترة حالكة لا يبدو معها بريق أمل في تجاوزها إلا بالخسائر الكبيرة والتضحيات الفادحة ومن الطبيعي أن تؤثر في الاقتصاد المحلي، وهناك رأي معاكس ينشر التفاؤل ويبث الاطمئنان ويدعو إلى الاسترخاء وينفي الأخطار محتجا بأن تجارب الماضي أكدت القدرة على التعامل مع المتغيرات، مهما كانت مساحتها وقوتها ومصادرها وتجاوزها دون آثار سلبية..
وأرى أن كلا الصوتين لا يساعدان متابعهما غير المختص على الفهم القريب من الواقع ويتجاهلان أن المتلقي لم يعد مضطرا إلى الاكتفاء بما لدى هؤلاء من معلومات أو التسليم بآرائهما وتحليلاتهما، فالسماء تكد تمطر بالمعلومات والتحليلات، ووسائل المعرفة وفرت كما هائلا من الأرقام الاقتصادية وتحليلها بأكثر من صيغة وبأكثر من لغة، والمتابعون أصبح لديهم من الوسائل والآليات والخبرات والاطلاع على ما في العالم ما يمكنهم من تكوين الرأي المستند على قدر كبير من المعلومات.
وهذا الواقع يدعو «المتشائمين» و«المتفائلين» إلى إعادة النظر في منهج معالجاتهم إذا كانوا يريدون التأثير في المتلقي واحترام عقله وتشجيعه على التفاعل مع ما يطرحون من رؤى وتحليلات حتى وإن اختلف معها البعض. التشاؤم المفرط ليس دلالة على المصداقية والحرص على إيصال المعلومات إلى الناس بصورة شفافة كما أن التفاؤل الحالم ليس سببا يساعد على الفهم الموضوعي المدرك لحقائق الأشياء.
مطلوب من أصحاب الاختصاص احترام معارف الناس وتقدير قدرتهم على الوصول إلى المعلومات، وتقديم الآراء الاقتصادية والعلمية بما يساعد على فهمها وزيادة الوعي بآثارها دون تلوينها بالمشاعر أو الآراء المنحازة لغير الحقيقة.
هذا الكلام العام، الذي لا يخص أحدا بعينه ولا فئة بذاتها، خطر على البال هذه الأيام وأنا أتابع التحليلات والنقاشات الدائرة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حول الأوضاع الاقتصادية العالمية والإقليمية ومدى تأثيرها في اقتصادنا الوطني وما هي الأولويات في هذه المرحلة التي يجب أن يوجه لها الإنفاق العام، وكيف يمكن للقطاع الخاص أن يسهم في تنويع وزيادة مصادر الدخل العام وما هو السلوك الأمثل لأفراد المجتمع من أجل ترشيد مداخليهم وتوجييها الوجهة السليمة. ويلاحظ المتابع لهذه النقاشات والتحليلات وجود «طرفين» متناقضين، بينهما رأي وسط معتدل لكنه خافت بسبب ضجيج وصخب أصوات «الأطراف» العالية. هناك أصوات تنذر بالخطر وتدفع المؤمنين بها إلى الخوف الذي قد يبلغ درجة الهلع، فهي ترى أن الاقصاد العالمي مقبل على فترة حالكة لا يبدو معها بريق أمل في تجاوزها إلا بالخسائر الكبيرة والتضحيات الفادحة ومن الطبيعي أن تؤثر في الاقتصاد المحلي، وهناك رأي معاكس ينشر التفاؤل ويبث الاطمئنان ويدعو إلى الاسترخاء وينفي الأخطار محتجا بأن تجارب الماضي أكدت القدرة على التعامل مع المتغيرات، مهما كانت مساحتها وقوتها ومصادرها وتجاوزها دون آثار سلبية..
وأرى أن كلا الصوتين لا يساعدان متابعهما غير المختص على الفهم القريب من الواقع ويتجاهلان أن المتلقي لم يعد مضطرا إلى الاكتفاء بما لدى هؤلاء من معلومات أو التسليم بآرائهما وتحليلاتهما، فالسماء تكد تمطر بالمعلومات والتحليلات، ووسائل المعرفة وفرت كما هائلا من الأرقام الاقتصادية وتحليلها بأكثر من صيغة وبأكثر من لغة، والمتابعون أصبح لديهم من الوسائل والآليات والخبرات والاطلاع على ما في العالم ما يمكنهم من تكوين الرأي المستند على قدر كبير من المعلومات.
وهذا الواقع يدعو «المتشائمين» و«المتفائلين» إلى إعادة النظر في منهج معالجاتهم إذا كانوا يريدون التأثير في المتلقي واحترام عقله وتشجيعه على التفاعل مع ما يطرحون من رؤى وتحليلات حتى وإن اختلف معها البعض. التشاؤم المفرط ليس دلالة على المصداقية والحرص على إيصال المعلومات إلى الناس بصورة شفافة كما أن التفاؤل الحالم ليس سببا يساعد على الفهم الموضوعي المدرك لحقائق الأشياء.
مطلوب من أصحاب الاختصاص احترام معارف الناس وتقدير قدرتهم على الوصول إلى المعلومات، وتقديم الآراء الاقتصادية والعلمية بما يساعد على فهمها وزيادة الوعي بآثارها دون تلوينها بالمشاعر أو الآراء المنحازة لغير الحقيقة.