-A +A
حسين الشريف
• انطلق مركب الدوري فانطلقت معه الانطباعات المتسرعة التي تنم عن نقص وعي لدى غالبية المقيمين للعمل الرياضي، فقد تابعنا ردود فعل نتائج الجولة الأولى، فلمسنا مدى ذلك التفاوت بين الآراء التحليلية ولا سيما الآراء الإعلامية التي أصابتنا في مقتل بكثرة تناقضاتها وتوصياتها، حيث نجد الإعلام يطالب في بداية الموسم إدارات الأندية بإقصاء المدربين وعدم تركهم يعملون وفق رؤيتهم، وفي نهاية الموسم يحملون الإدارات حيثيات قراراتها على اعتبار أن ذلك خرق للاستقرار الفني والمعنوي لدى اللاعب.
• ربما تكون الإدارة الأهلاوية الأكثر عرضة وتضررا من هذه التناقضات في المرحلة المقبلة، وذلك لسببين، الأول منها حماس الرئيس الجديد ورغبته بتقديم نفسه بصورة جيدة ولاسيما بعد أن فتح له «كنز علي بابا» ووجد نفسه في يوم وليلة رئيسا لنادي الأهلي، والأمر الآخر هو الضغوطات الجماهيرية ومطالبتهم بتحقيق الدوري، وكلاهما كفيل بجعل رئيس النادي ومجلس إدارته يبنون قراراتهم على ضوء ما يطرح في الإعلام.

• لذا فإن نصيحتي البسيطة لرئيس النادي الأهلي - حديث العهد بالمناخ العام للنادي الجداوي- مساعد الزويهري والتي له الحق في قبولها أو رفضها، هو الحذر من بعض الآراء الإعلامية التي قد يتصورها بأنها صائبة ومفيدة وتصب في مصلحة الفريق وتمثل خارطة طريق لعودة الأهلي لبطولة الدوري بينما هي في حقيقتها آراء متقلبة ومتناقضة لا يستطيع أن يجد لها ثوابت مهنية أو فنية تنطلق منها وقد تساهم في إفساد عمل موسم كامل كما حدث في السابق، فالتمييز بين رأي وآخر ونقد وآخر أمر مهم والعودة لتاريخ وسؤال المجربين من الإدارات السابقة عن نهاية المشورة الإعلامية أمر أهم.
• فالشواهد كثيرة التي دفعت فيها إدارة الأهلي الثمن غاليا لتتبعها للمشورة الإعلامية باعتقادها بأنها توجيه للطريق الصحيح وفي الواقع لا تعدو كونها أهواء إعلامية تتحرك هنا وهناك، وكلنا نتذكر الدور الكبير للإعلام في حرمان الأهلي من فرصة الاستفادة من لاعب تكتيكي ومؤثر مثل مصطفى الكبير الذي كان له دور كبير في تحقيق عمر السومة هداف الدوري .. لهو دليل جازم بسلبية بعض الآراء وبعض المقترحات التي أثرت في عمل الفريق وواقع حي لما آلت إليه الأمور داخل الفريق وفقدان بطولة انتظرها الجمهور الأهلاوي كثيرا.
• وقد تتكرر المسالة مع المدرب المميز جروس بعدما المحت من طرح بعض الأقلام في توصياتها الإعلامية بضرورة إلغاء عقد جروس لمجرد تعادله مع التعاون في مستهل الموسم الرياضي، متخيلين أن جروس هو من أضاع عليهم الدوري العام الماضي.
• ولا استبعد استسلام الإدارة الجديدة لما يطرحه الإعلام بحجة رغبتها تحقيق نتائج سريعة يكسب بها ثقة جماهير ناديه كما استسلم علي بابا في قصتة من أجل الحصول على الألماس والأموال التي وجدها في الكنز.
• و لا نعني في رأينا هذا أننا نعمم تلك الصورة على جميع الطروحات الإعلامية في الشأن الأهلاوي، فهناك طروحات إيجابية كان لها دور إيجابي داخل القلعة الخضراء بقدر ما هو مطلوب من الرئيس عدم الانسياق خلف الطروحات السلبية فليس كل ما يلمع ذهبا يا سعادة الرئيس.