-A +A
علي محمد العمير
لمدينة (عنيزة) وكبار أهلها مكانة كبيرة في نفسي، وذكريات عزيزة، غالية، وتبعاً لذلك، أو معه تحتدم في نفسي الكثير من العواطف الجياشة نحوها، ونحو نخبة من خيرة أهلها، ومعظمهم تقريباً من خيار الناس علماً، وأدباً، وثقافةً، وسعة أفق، وعمق محبة للغير مهما كان ذلك الغير!!
لا يكادون يعرفون شيئاً قط عن «تعصب» أو «تزمت» أو ما هو من قبيلهما!!

* * *
شرفت، وسعدت حقاً بأول زيارة لها عام 1385هـ وكنت حينذاك على جانب من المعرفة بها سواء عن طريق السماع، أو عن طريق القراءة، وبخاصة ما كتبه عنها -منذ زمن بعيد- الكاتب الكبير الشهير (أمين الريحاني) الذي انتهى إلى وصفها بـ(باريس نجد) من ناحية ما هي عليه من شبه بسمات، ومزايا لـ(باريس) أوروبا التي يسمونها «باريس النور، والفكر، والتحرر، والتسامح، إلى غير ذلك من نحو ما تتمتع به (باريس نجد) أيضاً!!
ورغم كون ذلك هو (بعض) ما أكنّه لـ(عنيزة) وأهلها إلا أنه لم يمنع انزلاقي، أو تهافتي عندما طالبت -منذ أيام- القائمين على (مهرجان عنيزة) بتكريم (الغذامي) دون ذكر غيره من خيار شخصيات (عنيزة) ممن هم -بحق- موضعاً، وأهلاً للتكريم!!
وتلك -لاشك- واحدة من كثرة غفلاتي، أو سوء اندفاعي مع جيشان عواطفي الشخصية، وإلا فأنا على يقين كامل أن (الغذامي) ليس غير واحد من أواسط من يستحقون تكريم (عنيزة) لخيرة أهلها!!
* * *
ولذلك أسفت أشدّ أسف.. بل ندمت أشدّ ندم عندما توالت الاتصالات بشخصي الضعيف من بعض خيار القوم، ومعظمهم أصدقاء أعزاء.. اتصالات عتب، ووداد.. بل اتصالات تأنيب، وتنديد بما يعرفونه عني، أو عما أعانيه أحياناً من شرود، وغفلات، وغباء ليس أدناه مطالبتي لـ(عنيزة) وأهلها بتكريم (الغذامي) دون ذكر من هو أعلى شأناً، وأرفع مقاماً، وأحق بالتكريم من بين خيار أهالي (عنيزة) وبخاصة في مهرجانها!!
ولن أعتذر بكون ذلك «سبق قلم» مثلاً.. بل أعترف بكون ما كتبته عن تكريم (الغذامي) ليس غير اندفاع عاطفي جموح.. لا مكان عنده للتأني، أو التماس الصواب، أو تجنب مزالق الكلم! وأما عذري عن ذلك فهو كونه، وغيره من صميم ما يعرفه عني الأصدقاء، ومنهم (الغذامي) نفسه حتى لقد خجل -على ما يبدو- من إشعاري بمجرد كلمة شكر، رغم أنني لا أنتظرها عادة منه، ولا من غيره!!
* * *
تكاثرت الظباء على (خراش)
فما يدري (خراش) ما يصيد!!
ص.ب 35555 جدة 21498 فاكس 6208571