من الأوصاف القرآنية لمكة المكرمة أن الله جعلها (مثابة للناس)، قال سبحانه: (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا).
وهذه الكلمة القرآنية الرشيقة لها معان كثيرة، منها: أن زوار هذا البيت لا يقضون منه حاجتهم مهما مكثوا، فإذا انصرفوا، تحينوا الفرصة ليثوبوا إليه، أي: ليرجعوا إليه.
ومن معانيها أن الناس (يثوبون) إلى البيت -أي: يأتونه- من البلدان كلها.
ومن معانيها: أنه مجمع للناس.
ومن عرف مكة حق المعرفة عرف كيف انصهرت في حماها كل الأجناس، وتآلفت في أحيائها كل الأعراق، ودبت على شوارعها ملايين الأصناف من البشر.
إنها (المثابة) التي تجمع كل من آمن بالله ورسوله، وتسوي بينهم، فليس بحضرة البيت العتيق شريف ولا وضيع إلا بالتقوى، فالكل سواء بنص الوحي الإلهي: (والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء). ولذلك فإنك حين تستعرض البيوتات المكية قديمها وحديثها فإنك تجد من كل عرق ولون.
وقد تذكرت هذه المعاني الشريفة حين لقيت قبل أيام قليلة أعضاء الوفدين: الإندونيسي والسنغالي، الذين وفدوا إلى مكة المكرمة ليتعلموا في جامعتها مهارات تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها، لقيتهم، وتحدثت إليهم، واستمعت إلى كلماتهم، فرأيت علائم الشوق، وأمارات المحبة، وآيات الامتنان، لأم القرى الجامعة، وأم القرى المدينة، وأم القرى (الدولة)، أعني المملكة العربية السعودية التي تحتضن هذه المدينة المقدسة وتخدم زوارها.
كانت كلماتهم تفيض لله حمدا، ثم لهذه البلاد شكرا.
كانوا يتحدثون بتأثر بالغ عما وجدوه في هذه المدينة المقدسة من أجواء إيمانية، ونفحات روحانية، وآفاق علمية، مع حفاوة وكرم وطيب معشر.
جدد عندي هذا اللقاء ما لم يغب عني قط من (محورية) الدور السعودي في النطاق الإسلامي، فهذه البلاد المباركة التي منحها الله شرف خدمة الحرمين، وكتب لها السبق في مشروع التضامن الإسلامي، هي اليوم رائدة الدول الإسلامية بلا منازع، وقلب العالم الإسلامي النابض، وبقدر ما يمنحها هذا الدور من شرف، بقدر ما يلقي عليها مسؤولية كبرى، وأعباء جساما، ويجعلها (مثابة) للمسلمين، يلجؤون إليها في نوازلهم، ويستعينون بإمكاناتها ومكانتها في حوادثهم، وما خبر اليمن عنا ببعيد.
إن المقام لا يتسع لاستعراض جهود المملكة الضخمة في خدمة القضايا الإسلامية، وقد سبق أن عقد مؤتمر كامل بهذا الخصوص، وخرجت أعماله في ثمانية مجلدات ضخمة، وهي مع ذلك قاربت هذه الجهود ولم تحصها.
لا مجال إذن لهذا الاستعراض، ولكنني أود التركيز على هذه (المثابة) أو (المرجعية) التي جعلت من المملكة العربية السعودية نقطة الارتكاز في كل قضية من قضايا الأمة.
وانظر اليوم فإنك لا تجد قضية إسلامية، ولا مشروعا دعويا، ولا نازلة عربية، إلا والأعين تتجه إلى المملكة تنتظر منها قولا وفعلا.
إنه قدر رباني.. أن تكون (أم القرى) مثابة للطائفين العاكفين.. وجامعتها مثابة لطلبة العلم.. والدولة التي تحتضنها مثابة للمسلمين.
وهذه الكلمة القرآنية الرشيقة لها معان كثيرة، منها: أن زوار هذا البيت لا يقضون منه حاجتهم مهما مكثوا، فإذا انصرفوا، تحينوا الفرصة ليثوبوا إليه، أي: ليرجعوا إليه.
ومن معانيها أن الناس (يثوبون) إلى البيت -أي: يأتونه- من البلدان كلها.
ومن معانيها: أنه مجمع للناس.
ومن عرف مكة حق المعرفة عرف كيف انصهرت في حماها كل الأجناس، وتآلفت في أحيائها كل الأعراق، ودبت على شوارعها ملايين الأصناف من البشر.
إنها (المثابة) التي تجمع كل من آمن بالله ورسوله، وتسوي بينهم، فليس بحضرة البيت العتيق شريف ولا وضيع إلا بالتقوى، فالكل سواء بنص الوحي الإلهي: (والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء). ولذلك فإنك حين تستعرض البيوتات المكية قديمها وحديثها فإنك تجد من كل عرق ولون.
وقد تذكرت هذه المعاني الشريفة حين لقيت قبل أيام قليلة أعضاء الوفدين: الإندونيسي والسنغالي، الذين وفدوا إلى مكة المكرمة ليتعلموا في جامعتها مهارات تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها، لقيتهم، وتحدثت إليهم، واستمعت إلى كلماتهم، فرأيت علائم الشوق، وأمارات المحبة، وآيات الامتنان، لأم القرى الجامعة، وأم القرى المدينة، وأم القرى (الدولة)، أعني المملكة العربية السعودية التي تحتضن هذه المدينة المقدسة وتخدم زوارها.
كانت كلماتهم تفيض لله حمدا، ثم لهذه البلاد شكرا.
كانوا يتحدثون بتأثر بالغ عما وجدوه في هذه المدينة المقدسة من أجواء إيمانية، ونفحات روحانية، وآفاق علمية، مع حفاوة وكرم وطيب معشر.
جدد عندي هذا اللقاء ما لم يغب عني قط من (محورية) الدور السعودي في النطاق الإسلامي، فهذه البلاد المباركة التي منحها الله شرف خدمة الحرمين، وكتب لها السبق في مشروع التضامن الإسلامي، هي اليوم رائدة الدول الإسلامية بلا منازع، وقلب العالم الإسلامي النابض، وبقدر ما يمنحها هذا الدور من شرف، بقدر ما يلقي عليها مسؤولية كبرى، وأعباء جساما، ويجعلها (مثابة) للمسلمين، يلجؤون إليها في نوازلهم، ويستعينون بإمكاناتها ومكانتها في حوادثهم، وما خبر اليمن عنا ببعيد.
إن المقام لا يتسع لاستعراض جهود المملكة الضخمة في خدمة القضايا الإسلامية، وقد سبق أن عقد مؤتمر كامل بهذا الخصوص، وخرجت أعماله في ثمانية مجلدات ضخمة، وهي مع ذلك قاربت هذه الجهود ولم تحصها.
لا مجال إذن لهذا الاستعراض، ولكنني أود التركيز على هذه (المثابة) أو (المرجعية) التي جعلت من المملكة العربية السعودية نقطة الارتكاز في كل قضية من قضايا الأمة.
وانظر اليوم فإنك لا تجد قضية إسلامية، ولا مشروعا دعويا، ولا نازلة عربية، إلا والأعين تتجه إلى المملكة تنتظر منها قولا وفعلا.
إنه قدر رباني.. أن تكون (أم القرى) مثابة للطائفين العاكفين.. وجامعتها مثابة لطلبة العلم.. والدولة التي تحتضنها مثابة للمسلمين.