-A +A
خلف الحربي
بدأت إيران بطمس شعارها الثوري الشهير (الموت لأمريكا) تناغما مع المرحلة الجديدة التي تتطلع من خلالها إلى تقارب أكبر مع الولايات المتحدة أو (الشيطان الأكبر) كما كان يسميها ملالي طهران في خطبهم الحماسية، هكذا هي السياسة.. بيع كلام في الهواء الطلق وشراء وقت خلف الجدران.
في كل الأحوال تغيير شكل الشيطان الأكبر وإعادة تصويره في عيون الإيرانيين على هيئة ملاك يرتدي ملابس الكابوي يستلزم حتما تغيير شكل إيران من الداخل ومن الخارج وليس مجرد طمس الشعار الشهير، ورغم الصعوبات التي تنشأ عادة عند تصادم المصالح مع الأيدلوجيا.. إلا أن التاريخ يقول بأن المصلحة هي التي تنتصر، لذا لن تكون مفاجأة كبيرة لو بدلت إيران ثوبها الثوري الذي لا تؤمن به بل تستغله لإضفاء شرعية داخلية على حكم الملالي ولتبرير خططها التوسعية في المنطقة العربية ولبست ثوبا مناسبا لحفلة الرقص مع الشيطان الأكبر الذي لم تمته كثرة ترديد شعار: (الموت لأمريكا)!.

**
وزارة التعليم غيرت الشعار ووقعت البروتوكولات وأعلنت الخطط وأطلقت القنوات التلفزيونية ودشنت المواقع الإلكترونية الجديدة، ولكنها نسيت شيئا واحدا فقط، وهو أن تنهي طباعة الكتب لطلاب مدارسها.. (يخزي العين) على هذه النباهة!.. وعين الحسود فيها عود إلكتروني!.
**
ما هي قصة الابتعاث الداخلي؟، فرسائل بعض الإخوة القراء توحي بأن خطواته مرتبكة ومعلقة مثل موضوع الكتب المدرسية، الأخ يوسف بن زيد يقول إن الجامعة التي قبلت ابنه كمبتعث داخلي اشترطت أن يدفع التكاليف لأن الشيك لم يصل من الوزارة ما اضطره للدفع في انتظار أن يستحق ماله فيما بعد، أما الأخ خالد يماني فقد كتب عن الغموض الذي اعترى برنامج الابتعاث الداخلي هذه الأيام فبرغم أن ابنه تجاوز جميع الاختبارات في الجامعة التي سجل فيها إلا أن النتيجة لم تظهر من الوزارة بعد.
**
يموت الهاربون من الجحيم السوري اختناقا في الشاحنات أو غرقا على الشواطئ البعيدة، فينشغل العالم بمشكلة اللاجئين في رحلة هروب دولية من العلاج الحقيقي: وهو التخلص من الديكتاتور الذي نشر الموت في كل مكان.