-A +A
سعاد الشمراني (الرياض)
فتحت قضية الطالبة ريم عجاج (التي نشرتها «عكاظ») بعد حرمانها من الابتعاث على يد وزيرين متعاقبين رغم حصولها على نسبة 100 % في المرحلة الثانوية دون مبرر منطقي، فقط لأنها كفيفة، الباب على مصراعيه أمام المكفوفين للمطالبة بحقهم وتسجيل موقف أمام الوزارة لمنحهم هذا الحق، الذي تحول إلى حلم يسعون لتحقيقه، والذي دفع جمعية المكفوفين الخيرية بمنطقة الرياض (كفيف) للمناداة والمطالبة لمنحهم فرصة الابتعاث التي كفلها لهم النظام على برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.
وفي هذا الخصوص تحدثت لـ«عكاظ» الطالبة غدير آل درويش والتي تشبه مشكلتها إلى حد كبير مشكلة الطالبة ريم عجاج، حيث تقول «أنا طالبة معاقة بصرياً لكن أنعم الله علي بنعمة التفوق إذ حصلت على نسبة 100% في اختبارات الثانوية العامة وفي جميع مراحل الدراسة كنت متفوقة أيضاً وكان طموحي أن أدرس المحاسبة في جامعة أمريكية تتضمن برامجها الدراسية ما يناسب ضعف البصر الشديد الذي أعانيه، وتواصلت مع مسؤول الابتعاث بمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة منذ أكثر من سنة، إلا أن ردهم لي أن وزارة التعليم لم تمنحهم مقاعد للابتعاث».

وتضيف، أنها رغم ما واجهته من إحباطات إلا أنها لم ترضخ، فبدأت خلال فترة مطاردتها لحقها في الابتعاث بتعلم «طريقة برايل» كما اجتهدت في تطوير لغتها الإنجليزية ذاتياً وما زالت مستمرة في ذلك، وتقول بتفاؤل كبير «أنا الآن شبه جاهزة للالتحاق بمعهد اللغة الإنجليزية في الجامعة التي سأبتعث لها». وختمت الطالبة الكفيفة غدير حديثها متسائلة «يا معالي الوزير، هل ترى أن يضيع هذا التفوق والعمل الدائم دون أن يتوج بشهادة جامعية؟! ولاسيما أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- لم يأل جهداً في سبيل رفعة هذا الوطن ولا سيما شبابه الطموح».
بعد ذلك تحدث الكفيف محمد الفضل الذي سبق له الحصول على درجة الماجستير في القانون من جامعة ساوث ويسترن الأمريكية بعد ابتعاثه للدراسة هناك ولم تمنعه إعاقته من تحقيقها، إلا أن مسؤولي الوزارة أجبروه على العودة حتى يتم التقديم من جديد لدراسة الدكتوراه، يقول الفضل «لم أواجه مشكلة في الابتعاث على النظام القديم، حيث تم ابتعاثي وأنهيت دراستي بالحصول على درجة الماجستير في القانون، وكانت لدي رغبة ملحة في إكمال دراستي والحصول على درجة الدكتوراه، إلا أنني أجبرت على العودة للوطن بحجة تقديم طلب جديد من أجل دراسة الدكتوراه، وبعد العودة وتقديم الطلب إلا أن ذلك لم يتم، بسبب عدم منح وزارة التعليم العالي سابقا ووزارة التعليم حاليا، وعلى مدى ثلاث سنوات، مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة مقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة ليتم الابتعاث عليها». ويضيف الفضل «حتى لو أتيحت لي الفرصة للابتعاث على حسابي الخاص وهو أمر مكلف ماديا إلا أن التحويل لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بعد ذلك يعتبر صعبا جدا»، مطالبا بإتاحة الفرصة للابتعاث لجميع الطلاب والبعد عن التحيز ضد ذوي الإعاقة عموما والمكفوفين على وجه الخصوص، وفي حال عدم قدرة الوزارة على منح هذا الحق لهم فالأفضل العودة للنظام القديم لمزيد من العدل والمساواة».
وانتقد طالب القانون محمد الفضل النظام الجديد الذي بدأته الوزارة بعد تطبيق برنامج (وظيفتك وبعثتك) والتي تمت بالاتفاق مع العديد من الجهات، معتبرا إياه مجحفا في حق المكفوفين، فحتى لو وافقت الوزارة على الابتعاث فإن مقابلة مسؤولي التوظيف ستكون عائقا في اكتمال مسوغات الابتعاث لعدم ثقتهم بالمكفوفين.
الطالب فهد الناصر خريج كلية الدراسات والعلوم الإنسانية بحريملاء يقول، «تخرجت هذا العام من الجامعة وأنا حاصل على معدل (4.65 من 5) مع مرتبة الشرف الثانية، وتقدمت بطلب الانضمام لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، في تخصص اللسانيات، ليأتيني الرد بأن هذا التخصص غير متاح، وأخبروني بأنه يمكنني الابتعاث على حسابي الخاص لمدة سنة حتى يصبح لدي لغة وبعدها يتم ضمي للبرنامج، إلا أن ذلك لا يمكن أن يتحقق لعدم قدرتي المالية، وبالتالي وئدت رغبتي في الابتعاث في مهدها».
من جانبه كشف لـ«عكاظ» مدير «كفيف» محمد بن سليمان الشويمان أن الجمعية رفعت برقية للمقام السامي الكريم تناشده فيها التدخل وتوجيه المسؤولين لحل بعض المشكلات التي تواجه المكفوفين ومنها الابتعاث الخارجي. وذكر أن ذلك جاء بعد محاولات عدة ومطالبات تمت مع تلك الجهات ومن ضمنها وزارة التعليم، وما واجه تلك الجهود من عدم اهتمام من بعض المسؤولين، مؤكدا أن الجمعية لن تدخر جهدا من أجل تحقيق مطالب المكفوفين.