(غناء العابرين) هو مسرحية شعرية صادرة حديثا لمؤلفها الشاعر والكاتب السعودي / محمد مهاوش الظفيري.
وهو – في الأصل – عبارة عن ترانيم دينية، مترجمة عن اللغة العبرية – اللغة الأصلية لنشيد الأنشاد – أحد أسفار العهد القديم - الذي قام الكاتب اليهودي (عزرا) بجمعها وكتابتها للشعب اليهودي (وذلك بعد قرون طويلة من نزولها على نبي الله موسى عليه السلام) - على حد تعبير المؤلف.
ويوضح لنا المؤلف في أحد المواضع من المقدمة التي وضعها لهذه المسرحية الشعرية أن هذا النشيد المقدس - لدى العبرانيين القدامى– قد مر بسلسلة من التراجم من لغته العبرية الأصلية إلى لغات أخرى، كان من آخرها ترجمته إلى (اليونانية) في أواخر القرن الثالث قبل الميلاد، ومن ثم ترجمته أو نقله إلى (اللاتينية).
وحول ماهية هذا السفر، وتعدد آراء علماء التوراة ومفسريه، وتباينها حول حقيقته، يجمل المؤلف هذا الخلاف وتفسيره في ثلاثة أوجه على النحو التالي:
- التفسير الحرفي: وهذا النوع من التفسير تعامل مع السفر على أنه قصيدة حب بين طرفين، لا تحتمل كل هذا التأويل.
- التفسير الرمزي: حاول هذا التوجه تخليص السفر من الأوصاف الحسية المادية للجسد، واعتبر أنها رموز إيحائية، ترمز إلى عمق المحبة بين الله وشعبه، أو بين المسيح والكنيسة.
- التفسير النبوي: اعتبر أصحاب هذا التفسير أن هذا السفر الموجود في العهد القديم ما هو إلا نبوءة تبشر بمجيء السيد المسيح.
أما الدور الفعلي للمؤلف – كشاعر هنا – في عمله هذا فقد تمثل في قيامه بتحويل مقاطع هذا النشيد، البالغ عددها ثمانية مقاطع من الشعر المنثور من لغتها الأصلية إلى ما يقابلها في (العربية). وهذا التقسيم جاء بناء على عدد الإصحاحات الثمانية التي يتكون منها سفر (نشيد الأنشاد) كما أشار إليه المؤلف نفسه في المقدمة أيضا.
وقد حاول المؤلف/الشاعر المحافظة على الوزن والقافية خلال ذلك ما أمكن، حسب ما يقتضيه النظام العروضي للقصيدة العربية في البحور (الخليلية) المعروفة.
وكذلك حرص على التنوع في استخدام هذه البحور في كل مقطع من تلك المقاطع المذكورة، حتى يمنحه هذا التنوع مرونة شعرية كافية للتعامل مع شكل المادة ومضمونها، ولاستيعابها وإيصالها للمتلقي بالشكل السليم، ولتسهيلها على القارئ، وحتى لا يمل من الإيقاع الرتيب المتكرر لتفعيلات البحر الواحد طيلة امتداد مقاطع هذا النشيد الطويل، بخلاف ما إذا كانت ذات تفعيلات وبحور متعددة، يتبدد بتنوعها الشعور بالممل والرتابة.
ومن هذا كله يتبين لنا أن المؤلف قد بذل جهدا أدبيا وفنيا وعلميا كبيرا في تحقيق المادة الأساسية التي ترتكز عليها هذه المسرحية الشعرية، وتقوم عليها أفكارها، سواء ما يتعلق منها بالجوانب التاريخية والدينية واللغوية والشعرية، أو ما يتعلق منها بجوانب أخرى خاصة بتقنيات المسرح وفنياته وأدواته.
ولا شك أن هذا كله يعد جرأة أدبية وفنية غير مسبوقة في مجالها، وليس بإمكان أي مؤلف أو كاتب أن يحققها بسهولة، ما لم يكن على اطلاع واسع في (علم الإسرائيليات) وعلى معرفة دقيقة بالتراث اليهودي القديم، وعلى دراية كافية بحقل (الآداب المقارنة) ودراساتها.
وهذا - بحد ذاته - يعتبر ميزة لصالح هذا العمل ومؤلفه، مهما كان نصيبها من النجاح، على الرغم من صعوبة ما يتحدث عنه، وأجوائه الموغلة في الغرابة والتخييل، والتصوير المبني على تهويمات نفسية وذهنية، وطقوس دينية، ذات طابع روحاني غير مألوف، لم تعهده الغالبية العظمى من القراء في هذا الزمن.
وهذا – بالتالي – ما جعل هذا العمل الأدبي الفني يبدو وكأنه موجه توجيها خاصا للنخبة وذوي الاختصاص، وليس موجها لعامة الناس إن صح التعبير.
يضاف إلى ذلك أن (الظفيري) من خلال عمله هذا قد أعاد لذاكرتنا وذائقتنا الأدبية العربية (المسرح الشعري العربي) من جديد بعد أن افتقدناه منذ عقود زمنية طويلة، ومنذ ظهور بواكيره الأولى على يد الشاعر العربي الكبير / أحمد شوقي – رحمه الله – رائد هذا الفن ومؤسسه الأول في أدبنا العربي الحديث.
وهو – في الأصل – عبارة عن ترانيم دينية، مترجمة عن اللغة العبرية – اللغة الأصلية لنشيد الأنشاد – أحد أسفار العهد القديم - الذي قام الكاتب اليهودي (عزرا) بجمعها وكتابتها للشعب اليهودي (وذلك بعد قرون طويلة من نزولها على نبي الله موسى عليه السلام) - على حد تعبير المؤلف.
ويوضح لنا المؤلف في أحد المواضع من المقدمة التي وضعها لهذه المسرحية الشعرية أن هذا النشيد المقدس - لدى العبرانيين القدامى– قد مر بسلسلة من التراجم من لغته العبرية الأصلية إلى لغات أخرى، كان من آخرها ترجمته إلى (اليونانية) في أواخر القرن الثالث قبل الميلاد، ومن ثم ترجمته أو نقله إلى (اللاتينية).
وحول ماهية هذا السفر، وتعدد آراء علماء التوراة ومفسريه، وتباينها حول حقيقته، يجمل المؤلف هذا الخلاف وتفسيره في ثلاثة أوجه على النحو التالي:
- التفسير الحرفي: وهذا النوع من التفسير تعامل مع السفر على أنه قصيدة حب بين طرفين، لا تحتمل كل هذا التأويل.
- التفسير الرمزي: حاول هذا التوجه تخليص السفر من الأوصاف الحسية المادية للجسد، واعتبر أنها رموز إيحائية، ترمز إلى عمق المحبة بين الله وشعبه، أو بين المسيح والكنيسة.
- التفسير النبوي: اعتبر أصحاب هذا التفسير أن هذا السفر الموجود في العهد القديم ما هو إلا نبوءة تبشر بمجيء السيد المسيح.
أما الدور الفعلي للمؤلف – كشاعر هنا – في عمله هذا فقد تمثل في قيامه بتحويل مقاطع هذا النشيد، البالغ عددها ثمانية مقاطع من الشعر المنثور من لغتها الأصلية إلى ما يقابلها في (العربية). وهذا التقسيم جاء بناء على عدد الإصحاحات الثمانية التي يتكون منها سفر (نشيد الأنشاد) كما أشار إليه المؤلف نفسه في المقدمة أيضا.
وقد حاول المؤلف/الشاعر المحافظة على الوزن والقافية خلال ذلك ما أمكن، حسب ما يقتضيه النظام العروضي للقصيدة العربية في البحور (الخليلية) المعروفة.
وكذلك حرص على التنوع في استخدام هذه البحور في كل مقطع من تلك المقاطع المذكورة، حتى يمنحه هذا التنوع مرونة شعرية كافية للتعامل مع شكل المادة ومضمونها، ولاستيعابها وإيصالها للمتلقي بالشكل السليم، ولتسهيلها على القارئ، وحتى لا يمل من الإيقاع الرتيب المتكرر لتفعيلات البحر الواحد طيلة امتداد مقاطع هذا النشيد الطويل، بخلاف ما إذا كانت ذات تفعيلات وبحور متعددة، يتبدد بتنوعها الشعور بالممل والرتابة.
ومن هذا كله يتبين لنا أن المؤلف قد بذل جهدا أدبيا وفنيا وعلميا كبيرا في تحقيق المادة الأساسية التي ترتكز عليها هذه المسرحية الشعرية، وتقوم عليها أفكارها، سواء ما يتعلق منها بالجوانب التاريخية والدينية واللغوية والشعرية، أو ما يتعلق منها بجوانب أخرى خاصة بتقنيات المسرح وفنياته وأدواته.
ولا شك أن هذا كله يعد جرأة أدبية وفنية غير مسبوقة في مجالها، وليس بإمكان أي مؤلف أو كاتب أن يحققها بسهولة، ما لم يكن على اطلاع واسع في (علم الإسرائيليات) وعلى معرفة دقيقة بالتراث اليهودي القديم، وعلى دراية كافية بحقل (الآداب المقارنة) ودراساتها.
وهذا - بحد ذاته - يعتبر ميزة لصالح هذا العمل ومؤلفه، مهما كان نصيبها من النجاح، على الرغم من صعوبة ما يتحدث عنه، وأجوائه الموغلة في الغرابة والتخييل، والتصوير المبني على تهويمات نفسية وذهنية، وطقوس دينية، ذات طابع روحاني غير مألوف، لم تعهده الغالبية العظمى من القراء في هذا الزمن.
وهذا – بالتالي – ما جعل هذا العمل الأدبي الفني يبدو وكأنه موجه توجيها خاصا للنخبة وذوي الاختصاص، وليس موجها لعامة الناس إن صح التعبير.
يضاف إلى ذلك أن (الظفيري) من خلال عمله هذا قد أعاد لذاكرتنا وذائقتنا الأدبية العربية (المسرح الشعري العربي) من جديد بعد أن افتقدناه منذ عقود زمنية طويلة، ومنذ ظهور بواكيره الأولى على يد الشاعر العربي الكبير / أحمد شوقي – رحمه الله – رائد هذا الفن ومؤسسه الأول في أدبنا العربي الحديث.