-A +A
عبده خال
كلما عبرت مرفقا حيويا يعتريني التنبه لذلك التحذير القديم من خلال جملة (ممنوع التصوير) ويبدو أن جيلنا لازال محتفظا بذلك التحذير، إذ لا يمكن تصوير المطارات أو تجمع جيش أو المعدات الحربية أو سفن أو المطار البحري أو ثكنات عسكرية، إذ تعد تلك المنشآت من الأسرار الوطنية التي لايجوز كشفها وعرضها على أي وسيلة إعلامية ومن يقترف ذلك الفعل يتعرض للمساءلة القانونية.
وقد زاد من هذا التحذير الأفلام العربية التي جسدت أعمال الجواسيس العاملين على إرسال الصور والمعلومات إلى الجهة التي تستخدمهم ومن لم يكن يعرف عرف أن أي معلومة أو صورة يتم البناء عليها في ضرب الوطن.

وقد صدق المثل القائل (بأن لكل زمان آذان) فالتغيرات التقنية وثورة الاتصالات جعلت ما كنا نتهيب الإقدام عليه فعلا يحدث في كل مكان وفي أي جهة.
وغدت الهواتف الخلوية تتنقل من بقعة إلى أخرى من غير تحرز، وتبث المشاهد والصور والأحداث والطرائف حتى أنها وصلت -في أحيان- إلى (البلادة) وموت المشاعر الإنسانية عندما تقف لتصوير مشاهد الموت من غير أن يتحرك المرء منهم لإنقاذ أصحاب تلك الأحداث ويكتفى بالتصوير والبث لزملائه (وقد يكون مشهد الطفل السوري الغارق في رحلة الهجرة من أبشع الصور التي تم تصويرها قبل حمل الطفل من أمام الهواتف الخلوية).
أعلم أن الفرد تحول إلى وزارة إعلام مستقلة ولأن الأمر كذلك لابد من أن يتحمل كل فرد لمسؤولياته الوطنية والإنسانية أي أن المرء عليه أن يصل إلى مستوى من الوعي والإدراك يستطيع من خلالهما التقدير بما يضر بالوطن أو الأفراد... وهذه مسألة يجب التكاتف من أجل نشر الوعي المجتمعي حيال ما يتم بعثه.
ولأن جيشنا (مع التحالف العربي) يخوض حربا في الجنوب علينا استيعاب ذلك، فكما تطورت أجهزة التواصل وازاها تطور الأجهزة الحربية ولأن الفضاء غدا مكشوفا وبمقدور أي إنسان التجول في كل دولة من خلال (قوقل إيرث) تغدو الإحداثيات قادرة على تحديد موقع البث...
أعتقد أن مسؤولية كل فرد مرتهنة بوعيه ولهذا علينا التواصي بحماية بلادنا فكلنا جنود لنذود عن حمانا فإن لم نحمل السلاح فعلينا أن نحمل الوعي لتلافي أي فعل يضر بالوطن.