زيارة قصيرة لكنها استثنائية، لسنا نحن فقط الذين نقول ذلك بل كل المهتمين بالعلاقات السعودية الأمريكية من الجانب الأمريكي بمختلف اهتماماتهم وتخصصاتهم، سياسيون واقتصاديون وإعلاميون ورجال مال وأعمال وأكاديميون وباحثون في العلاقات الدولية ومراكز الرصد والتحليل والأبحاث. راهنت بعض وسائل الإعلام الأمريكية والغربية أو توقعت في أحسن الأحوال أن زيارة الملك سلمان لأمريكا لن تسفر عن شيء مهم لأن الأوضاع الراهنة في منطقتنا وعلى الساحة العالمية عموما لا تسمح بنتائج إيجابية ذات قيمة، بالإضافة إلى كون الإدارة الأمريكية الحالية على وشك المغادرة وذلك ما قد لا يتيح لها تقديم التزامات استراتيجية تجاه الملفات التي يحملها الجانب السعودي، وإذا أضفنا إلى ذلك الاعتقاد بأن علاقات البلدين ليست في أحسن أحوالها فإن الصورة الإعلامية السابقة للزيارة تكاد تكون واضحة.
لكن الذي حدث كان أشبه بالعاصفة في وجه كل تلك الاحتمالات والتوقعات. كل الموجودين في وقت الزيارة كانوا يلهثون لمواكبة ذلك الزخم الكبير من اللقاءات والمداولات والاجتماعات بين فرق العمل الثنائية. اتضح منذ الساعات الأولى أنها ليست زيارة بروتوكولية وإنما زيارة لها أهداف استراتيجية محددة وواضحة ودقيقة وفق رؤية ناضجة وعملية، ليس فيها طرف أقوى وطرف أضعف، أو طرف مفيد وآخر مستفيد، وإنما وفق معادلة تحقق التوازن والفائدة المشتركة بين طرفين يعرف كل منها مصادر قوة الآخر وكيفية توظيفها لتأسيس شراكة استراتيجية طويلة المدى، أو ما يمكن وصفها باستراتيجية القرن الواحد والعشرين بين البلدين. صحيح أن كل العوائق المحتملة كانت في الحسبان ولكن الصحيح أيضا أن التصورات الكفيلة بتجاوزها كانت حاضرة أيضا.
فرق العمل المرافقة في الزيارة كانت جاهزة بكل ملفاتها وقضاياها وتصوراتها، ولأنها ملفات كثيرة فقد كانت واشنطن بكل مؤسساتها تعمل على مدار الساعة، وكانت مفاجأة لوسائل الإعلام عندما وجدت نفسها أمام جدول كثيف لا توجد فيه هوامش يمكن إغفالها. كان الخطاب السعودي ينطلق من ثقة ومواقف واضحة تجاه القضايا السياسية، ولأنه ينطلق من صدقية البحث عن السلام والاستقرار فقد كان ملزما للطرف الأمريكي على احترامه وتأييده والعمل المشترك معه. أما الملفات الأخرى والاقتصادية منها بالتحديد فإن المؤشرات تدل على أنها ستحقق أهدافها بجدارة كخطوة أولى في طريق شراكة استراتيجية بين البلدين، أو ما أطلق عليها شراكة القرن الواحد والعشرين.
كانت زيارة تاريخية بامتياز.
لكن الذي حدث كان أشبه بالعاصفة في وجه كل تلك الاحتمالات والتوقعات. كل الموجودين في وقت الزيارة كانوا يلهثون لمواكبة ذلك الزخم الكبير من اللقاءات والمداولات والاجتماعات بين فرق العمل الثنائية. اتضح منذ الساعات الأولى أنها ليست زيارة بروتوكولية وإنما زيارة لها أهداف استراتيجية محددة وواضحة ودقيقة وفق رؤية ناضجة وعملية، ليس فيها طرف أقوى وطرف أضعف، أو طرف مفيد وآخر مستفيد، وإنما وفق معادلة تحقق التوازن والفائدة المشتركة بين طرفين يعرف كل منها مصادر قوة الآخر وكيفية توظيفها لتأسيس شراكة استراتيجية طويلة المدى، أو ما يمكن وصفها باستراتيجية القرن الواحد والعشرين بين البلدين. صحيح أن كل العوائق المحتملة كانت في الحسبان ولكن الصحيح أيضا أن التصورات الكفيلة بتجاوزها كانت حاضرة أيضا.
فرق العمل المرافقة في الزيارة كانت جاهزة بكل ملفاتها وقضاياها وتصوراتها، ولأنها ملفات كثيرة فقد كانت واشنطن بكل مؤسساتها تعمل على مدار الساعة، وكانت مفاجأة لوسائل الإعلام عندما وجدت نفسها أمام جدول كثيف لا توجد فيه هوامش يمكن إغفالها. كان الخطاب السعودي ينطلق من ثقة ومواقف واضحة تجاه القضايا السياسية، ولأنه ينطلق من صدقية البحث عن السلام والاستقرار فقد كان ملزما للطرف الأمريكي على احترامه وتأييده والعمل المشترك معه. أما الملفات الأخرى والاقتصادية منها بالتحديد فإن المؤشرات تدل على أنها ستحقق أهدافها بجدارة كخطوة أولى في طريق شراكة استراتيجية بين البلدين، أو ما أطلق عليها شراكة القرن الواحد والعشرين.
كانت زيارة تاريخية بامتياز.