تاريخيا لا يريد بعض عرب الشمال أن يعترفوا لعرب الخليج بأية أسبقية، لا على المستوى السياسي ولا على المستوى الثقافي والاجتماعي، فضلا عن اعترافهم بما بذلته دول الخليج من حر أموالها، بعد نعمة النفط، لتنمية الدول العربية واستضافة ملايين العرب على أراضيها للإقامة وطلب الرزق الوافر الحلال. بل إن بعض رموز الثقافة والإعلام في لبنان أو سوريا أو مصر يعيدون أهل الخليج كلما حانت فرصة خلاف أو تشف إلى (بداوتهم) ويصفونهم بأقذع الألفاظ ويسفهون من وجودهم ومبادراتهم الأخوية والإنسانية على المستوى العربي والإسلامي.
هذه الأسطوانة عادت مؤخرا بنفس المعزوفات البائسة مع تصاعد ظاهرة اللاجئين السوريين ومعاناتهم في البحار وعلى حدود دول أوروبا. لم يعد لدى أغلب المتحدثين والكتاب الشماليين موضوع غير موضوع استقبال دول الخليج للاجئين السوريين مثلما تفعل دول أوروبية بعد تدفق هؤلاء اللاجئين إليها بعشرات الآلاف.
طبعا لأن نفوسهم خليجيا مشحونة وضيقة لم ينتبهوا إلى أن دول الخليج استضافت مئات الآلاف من السوريين بعد نشوء الأحداث المؤسفة في بلادهم، حيث يمكن أن يصل عددهم في هذه الدول، حسب تقديرات غير رسمية، إلى مليوني مقيم سوري. وفي السعودية فقط يقدر تحقيق استقصائي نشره موقع إذاعة (هنا صوتك) الهولندية بأن عدد السوريين في المملكة قد تضاعف بعد قيام الحرب في بلدهم ليصل إلى 1.2 مليون سوري أغلبهم أتوا في إطار زيارات عائلية ولم يغادروا.
وفي شهر يونيو من عام 2014 أطلقت وزارة التعليم العالي في السعودية برنامجا لقبول 3000 طالب سوري في جامعات المملكة مع الرعاية والعناية بأسرهم. ويقدم سوريون في هذا الاستطلاع شهاداتهم (المباشرة) على حسن استقبال وتعاطف الخليجيين معهم، حيث يمكن لأولاد السوريين التعلم في المدارس مجانا، وأن يحصلوا على عناية صحية مجانية في المراكز الصحية والمستشفيات الكبرى. كما تم افتتاح، أيضا في المملكة، مدارس خاصة للأطفال السوريين. وهذا فضلا عن تأشيرات واستضافات الحج المجانية للآلاف من الراغبين منهم بأداء هذه الفريضة.
بعد كل ذلك هل يقارن الخليج الذي يستقبل السوريين ويفتح بيوته وأسواقه ومؤسساته التعليمية والصحية أمامهم بالدول الأوروبية التي تستقبلهم كلاجئين وتتفاوض لتتقاسم بضعة آلاف منهم في كل دولة. من يريد أن يرى بنصف أو ربع عين فهو حر، لكن الحقيقة الجلية أن الحضن الأكبر للسوريين على مستوى العالم كله هو دول الخليج العربية، التي لا تجيد إلى الآن، للأسف، تسويق إجراءاتها ومبادراتها إعلاميا كما يفعل غيرها من الدول العربية والأجنبية.
هذه الأسطوانة عادت مؤخرا بنفس المعزوفات البائسة مع تصاعد ظاهرة اللاجئين السوريين ومعاناتهم في البحار وعلى حدود دول أوروبا. لم يعد لدى أغلب المتحدثين والكتاب الشماليين موضوع غير موضوع استقبال دول الخليج للاجئين السوريين مثلما تفعل دول أوروبية بعد تدفق هؤلاء اللاجئين إليها بعشرات الآلاف.
طبعا لأن نفوسهم خليجيا مشحونة وضيقة لم ينتبهوا إلى أن دول الخليج استضافت مئات الآلاف من السوريين بعد نشوء الأحداث المؤسفة في بلادهم، حيث يمكن أن يصل عددهم في هذه الدول، حسب تقديرات غير رسمية، إلى مليوني مقيم سوري. وفي السعودية فقط يقدر تحقيق استقصائي نشره موقع إذاعة (هنا صوتك) الهولندية بأن عدد السوريين في المملكة قد تضاعف بعد قيام الحرب في بلدهم ليصل إلى 1.2 مليون سوري أغلبهم أتوا في إطار زيارات عائلية ولم يغادروا.
وفي شهر يونيو من عام 2014 أطلقت وزارة التعليم العالي في السعودية برنامجا لقبول 3000 طالب سوري في جامعات المملكة مع الرعاية والعناية بأسرهم. ويقدم سوريون في هذا الاستطلاع شهاداتهم (المباشرة) على حسن استقبال وتعاطف الخليجيين معهم، حيث يمكن لأولاد السوريين التعلم في المدارس مجانا، وأن يحصلوا على عناية صحية مجانية في المراكز الصحية والمستشفيات الكبرى. كما تم افتتاح، أيضا في المملكة، مدارس خاصة للأطفال السوريين. وهذا فضلا عن تأشيرات واستضافات الحج المجانية للآلاف من الراغبين منهم بأداء هذه الفريضة.
بعد كل ذلك هل يقارن الخليج الذي يستقبل السوريين ويفتح بيوته وأسواقه ومؤسساته التعليمية والصحية أمامهم بالدول الأوروبية التي تستقبلهم كلاجئين وتتفاوض لتتقاسم بضعة آلاف منهم في كل دولة. من يريد أن يرى بنصف أو ربع عين فهو حر، لكن الحقيقة الجلية أن الحضن الأكبر للسوريين على مستوى العالم كله هو دول الخليج العربية، التي لا تجيد إلى الآن، للأسف، تسويق إجراءاتها ومبادراتها إعلاميا كما يفعل غيرها من الدول العربية والأجنبية.