-A +A
عبدالعزيز محمد النهاري
** بين الوقت والآخر، أقرأ عن جدة، عناوين «رنانة» و «مثيرة» تنشرها بعض صحفنا بقوالب مختلفة، بعضها يطلق عليها مجازا «تحقيقات صحفية»، والبعض الآخر يأخذ شكل مقالات لكتاب دائمين أو موسميين، أو قراء يعبرون عن آرائهم، وقد تأخذ أيضا شكل لقطات مصورة، ورسوم كاريكاتيرية، وكلها يفترض أنها نقد لمشاريع، أو إجراءات معينة تتخذها جهات حكومية، وهي التي تستحوذ حسب رأيي الشخصي على 99.9% من اهتمامات الصحف، ونادرا ما نقرأ مثل تلك الانتقادات أو وجهات النظر القاسية عن شركة أو مؤسسة خاصة.. ولذلك لن أذكرها هنا، ويمكن أن نجدها في ثنايا قصة استقالة «بيتر اوبورن» كبير المعلقين السياسيين في صحيفة ديلي تليغراف البريطانية، المهم، أن جدة «ما شاء الله عليها» حظيت ببعض السكان من ذوي التخصصات الشاملة، خصوصا في مجالات الهندسة، والتخطيط، ناهيك عن الطب والاقتصاد والسياسة إلى جانب معرفتهم التامة بأمور عديدة، بمعنى أن بعضهم يشبه اللاعب الشامل في كرة القدم والذي يصلح لكل مركز بما فيها حراسة المرمى. وبناء على هذه «الشمولية»، وهنا أقترح على الإدارات الحكومية في جدة، عدم تكلفة ميزانية الدولة بالتعاقد مع الشركات العالمية المتخصصة في الإشراف الهندسي والفني على المشاريع وإدارتها، ومراجعة التصميمات الهندسية لأي مشروع، لأن لدينا مواطنين يقومون بهذه المهمة بدون مقابل، وسوف أسوق هنا مثالين مما قرأته عن مشروعين لأمانة جدة، الأول نشرته إحدى الصحف قبل فترة عن أخطاء هندسية في تصميم تقاطع طريق الأمير ماجد مع شارع بني مالك، فبعد أن فرغت من مطالعة ما كتب، وجدت أنه كان على «أمانة جدة» أن تستعين بأولئك المواطنين، بدلا من الاعتماد على الشركة البريطانية التي تحتل المرتبة 42 في ترتيب أفضل 200 شركة على مستوى العالم في مجال التصاميم الهندسية. أما المثال الثاني فهو عن بعض المواطنين الذين أوضحوا «جزاهم الله خيرا» كما نشر صحفيا قبل أيام أن مشروع تقاطع طريق الأمير ماجد مع طريق مكة، ينفذ على طريقة «سير السلحفاة» رغم أنه متبق على انتهائه 24 شهرا، وهنا كان يجب أيضا على «أمانة جدة» أن تكتفي بإشراف الإخوة المواطنين الذين صدحوا برؤيتهم، بدلا من التعاقد مع الشركة العالمية التي تحتل المرتبة السادسة في قائمة أعلى 100 شركة في العالم في مجال المشاريع.
ومع تهنئتي لحبيبتي «جدة» بوجود هذه الكوكبة من العلماء والخبراء، أود أن أقول إنه ليس لي أي ارتباط بأمانة جدة منذ أكثر من عام، وذلك حتى أوفر لمن سوف ينتقدني معلومة قد تكون غائبة عنه.