تفجر وسائل الإعلام العالمية، هذه الأيام، الآلام الإنسانية وهي تتابع أوضاع اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم البراميل المتفجرة والقتل الجماعي والانتقام الطائفي من قوات النظام والذبح الوحشي على أيدي الإرهابيين، تشعر أصحاب الضمائر بالحزن وهي تنقل المأساة على طريق الموت والجوع والإهانات في رحلة المجهول.
صور إنسانية تدين العالم الصامت عن حق السوريين، المتغافل عن مأساة شعب يتعرض للفناء على يد عصابة استمرأت القتل واستعذبت السحل وأدمنت التعذيب، بكل أساليبه ووسائله، لا تريد على المسرح غير المسبحين بحمدها المطبلين في زفتها.
ماذا سيقول دعاة حقوق الإنسان وهم يشاهدون النساء والأطفال والشيوخ تلفحهم رياح الشمال وتجلدهم أمطار الخريف، تنوشهم الأسلاك الشائكة بين الدول وتلاحقهم هراوات حرس الحدود وتكشف عوراتهم كاميرات القنوات التلفزيونية، ترصد عذاباتهم وتسجل عجزهم وانعدام حيلتهم، تدمي أقدامهم الحافية صخور الجبال وأحراش الغابات، يهربون من عيون الراصدين بحثا عن مأوى.
العالم يتفرج على مهانة الرجال وهم يحملون أطفالهم الباكين على ظهورهم إلى حيث لا يدرون، والعجز وانعدام الحيلة يكسران نخوة رجولتهم ويذلهم أمام الزوجات والبنات، يفترشون الأرض بلا طعام أو شراب أو دفء يقيهم لهيب البرد وألم الجوع.
ما أقسى الظلم وما أمر القهر وما أشد الألم حين يشعر الإنسان أنه مسلوب الحرية، معدوم الإرادة، فاقد القدرة على فعل شيء لأقرب الناس إليه، يرى النجاة في الهروب والحياة على طريق الموت والمستقبل في جوف المجهول، يسلم نفسه لليأس حيث تقذف به الأقدار إما إلى جوف حوت في عرض البحر أو رصيف بارد أرحم من آلات القتل في وطنه المغتصب.
وسائل الإعلام تثير المشاعر وتحرك العواطف وترفع الإحساس بأوجاع اللاجئين وتظهر تعاطف بعض الشعوب الأوروبية حين ترتفع أصواتها للضغط على حكوماتها من أجل احتضان هؤلاء الهاربين من نار أوطانهم إلى المجهول، لكن خلف هذه الصورة «الإنسانية» المضيئة، التي لا ينكرها منصف، تختبئ صورة أخرى كئيبة مظلمة فاقدة للمشاعر مجردة من الأخلاق منزوعة الضمير، تلك هي صورة الأنظمة حين يظهر سياسيوها، في المؤتمرات وعلى شاشات التلفزيون، يبررون مواقفهم المدافعة عن نظام فاقد للشرعية والمشروعية، بل نظام يرتكب جرائم الحرب بالقتل الجماعي لبني وطنه رافضا الإصغاء إلى كل الأصوات الداعية إلى إيقاف هذه المأساة والبحث عن مخرج يعيد سوريا لأهلها والسوريين لوطنهم متساوين مشاركين في بنائه دون تمييز أو تصنيف أو إقصاء.
وفي الوقت الذي ترتفع فيه أصوات أوروبية لاحتضان اللاجئين تعاطفا مع الإنسان المقهور المشرد المطرود من وطنه، في ذات الوقت تهبط طائرات بعض الدول الكبرى في المطارات السورية محملة بأسلحة الدمار والقتل لتعطي النظام المستبد مزيدا من القوة وأسباب التعنت، وترتفع أصوات انكشفت أكاذيبها وأباطيلها وهي تنادي بنصرة «المظلومين» لتؤكد بأفعالها وقوفها مع نظام شاذ غريب مكروه من غالبية السوريين.
أمام هذه الصورة الفاضحة الكالحة نرى العالم الحر متراخيا لا يحرك ساكنا مكتفيا بالبيانات والكلمات الخالية من المضمون. فإلى متى تظل هذه الازدواجية بين شعارات حقوق الإنسان وحمايته ونشر ثقافة المساواة وبين الصمت والتغاضي عن قهره ومساندة من يغيب حقوقه؟ إنه النفاق السياسي الذي لا يسهم في بسط الاستقرار ومحاربة الأفكار الشاذة وما تنتجه من إرهاب مدمر ومهدد للمجتمعات.
صور إنسانية تدين العالم الصامت عن حق السوريين، المتغافل عن مأساة شعب يتعرض للفناء على يد عصابة استمرأت القتل واستعذبت السحل وأدمنت التعذيب، بكل أساليبه ووسائله، لا تريد على المسرح غير المسبحين بحمدها المطبلين في زفتها.
ماذا سيقول دعاة حقوق الإنسان وهم يشاهدون النساء والأطفال والشيوخ تلفحهم رياح الشمال وتجلدهم أمطار الخريف، تنوشهم الأسلاك الشائكة بين الدول وتلاحقهم هراوات حرس الحدود وتكشف عوراتهم كاميرات القنوات التلفزيونية، ترصد عذاباتهم وتسجل عجزهم وانعدام حيلتهم، تدمي أقدامهم الحافية صخور الجبال وأحراش الغابات، يهربون من عيون الراصدين بحثا عن مأوى.
العالم يتفرج على مهانة الرجال وهم يحملون أطفالهم الباكين على ظهورهم إلى حيث لا يدرون، والعجز وانعدام الحيلة يكسران نخوة رجولتهم ويذلهم أمام الزوجات والبنات، يفترشون الأرض بلا طعام أو شراب أو دفء يقيهم لهيب البرد وألم الجوع.
ما أقسى الظلم وما أمر القهر وما أشد الألم حين يشعر الإنسان أنه مسلوب الحرية، معدوم الإرادة، فاقد القدرة على فعل شيء لأقرب الناس إليه، يرى النجاة في الهروب والحياة على طريق الموت والمستقبل في جوف المجهول، يسلم نفسه لليأس حيث تقذف به الأقدار إما إلى جوف حوت في عرض البحر أو رصيف بارد أرحم من آلات القتل في وطنه المغتصب.
وسائل الإعلام تثير المشاعر وتحرك العواطف وترفع الإحساس بأوجاع اللاجئين وتظهر تعاطف بعض الشعوب الأوروبية حين ترتفع أصواتها للضغط على حكوماتها من أجل احتضان هؤلاء الهاربين من نار أوطانهم إلى المجهول، لكن خلف هذه الصورة «الإنسانية» المضيئة، التي لا ينكرها منصف، تختبئ صورة أخرى كئيبة مظلمة فاقدة للمشاعر مجردة من الأخلاق منزوعة الضمير، تلك هي صورة الأنظمة حين يظهر سياسيوها، في المؤتمرات وعلى شاشات التلفزيون، يبررون مواقفهم المدافعة عن نظام فاقد للشرعية والمشروعية، بل نظام يرتكب جرائم الحرب بالقتل الجماعي لبني وطنه رافضا الإصغاء إلى كل الأصوات الداعية إلى إيقاف هذه المأساة والبحث عن مخرج يعيد سوريا لأهلها والسوريين لوطنهم متساوين مشاركين في بنائه دون تمييز أو تصنيف أو إقصاء.
وفي الوقت الذي ترتفع فيه أصوات أوروبية لاحتضان اللاجئين تعاطفا مع الإنسان المقهور المشرد المطرود من وطنه، في ذات الوقت تهبط طائرات بعض الدول الكبرى في المطارات السورية محملة بأسلحة الدمار والقتل لتعطي النظام المستبد مزيدا من القوة وأسباب التعنت، وترتفع أصوات انكشفت أكاذيبها وأباطيلها وهي تنادي بنصرة «المظلومين» لتؤكد بأفعالها وقوفها مع نظام شاذ غريب مكروه من غالبية السوريين.
أمام هذه الصورة الفاضحة الكالحة نرى العالم الحر متراخيا لا يحرك ساكنا مكتفيا بالبيانات والكلمات الخالية من المضمون. فإلى متى تظل هذه الازدواجية بين شعارات حقوق الإنسان وحمايته ونشر ثقافة المساواة وبين الصمت والتغاضي عن قهره ومساندة من يغيب حقوقه؟ إنه النفاق السياسي الذي لا يسهم في بسط الاستقرار ومحاربة الأفكار الشاذة وما تنتجه من إرهاب مدمر ومهدد للمجتمعات.