-A +A
وفاء أبوهادي - (كاتبة وإعلامية)
مما لاشك فيه أن الساحة الإعلامية لابد لمن يلجها أن يكون متميزا بصفات تؤهله لهذا المجال السامي، وسموه يبرز من خلال رسالته التي تكون على عاتق حاملها.
فالإعلام ليس مكانة ووجاهة وشهرة، بل درب اجتهادي يسعى صاحبه إلى التعمق في المجتمع ليكون تلك المرآة لقضاياه بشتى أنواعها.

فيلامس تلك القضايا بإحساس مختلف ورؤية أعمق ونظرة مختلفة عن جميع شرائح المجتمع.
لكن للأسف الشديد ما نلاحظه في وقتنا الحالي على الساحة الإعلامية لبعض من ادعى هذه المهنة «الابتذال» الإعلامي وهوت قيم هذه المهنة في واد سحيق التقم كل أهداف الرسالة السامية.
شريحة من الإعلاميين الذين اكتسحوا بوابة الإعلام بطرق الهرج والمرج والمظاهر التي جعلت من هذا الإعلامي أو تلك الإعلامية مجرد جدار عليه ألوان وأشكال من خلاله يقيم نجاحه وانتشاره.
مع احترامي لكل من يحترم مهنيته ولهم تاريخ طويل هل أخذوا حقهم في المجتمع أمام من استخدم طرقا استعراضية ليصل لمكانة تثير العجب أمام أصحاب العقول. عندما يكون نجاح الإعلامي أو الإعلامية لظهوره في مواقع التواصل الاجتماعي بصور ومواقف أقل ما اسميها «ابتذال وانحدار» وللأسف الشديد نسمع الصفقات العالية والإشادة بهذا أو ذاك النموذج وعندما نفتش بين ثنايا إنجازاته لا نجد غير صور ومقاطع تناقلها مجتمع للأسف لا يرى من البحر إلا الزبد.
وفوق هذا تلاحظ هذه الشريحة الضائعة من المتابعين لهذا النجم الإعلامي في تزايد وقد تنشأ مواقع لصوره ونشر جميع تفاصيل حياته إن لم تصل إلى وقت سواك أسنانه.
إلى أين سنقاد من وراء هذا الابتذال الإعلامي؟
لست ضد التطور والوجه المبتسم وقليل من بهارات الدلع التي تحكم الشخص بحكم تربيته وشخصيته لكني ضد أن نطلق على كل من هب ودب «إعلامي» وتاريخه لم يسجل إلا تلك المواقف المبتذلة في مناسبات قد هدرت فيها إمكانيات كان من الأولى أن توضع في ما يعود بالفائدة على المجتمع.
تحية إجلال لكل من عرف أن الإعلام رسالة سامية تصل دون أن نستحضر لها حياة وتفاصيل مبتذلة.. تحية لكل من احترم مهنة الإعلام وتاريخ أساتذته دون تشويه للمسميات. القاع مليء ويعاني زحمة شديدة حبذا لو ارتقينا لترتقي أجيالنا ويفتخر بنا أبناؤنا.