في كتاب (الغثاء الأحوى)، ورد التوثيق التالي:
يقول معالي الدكتور صالح بن حميد في السيرة التي يكتبها عن والده سماحة الشيخ عبد الله بن حميد، ونشرها في ملحق الرسالة، يقول معاليه عن والده: «أقدم الشيخ – أي عبد الله بن حميد رحمه الله – على توريد «الميكروفون» للمسجد – في بريدة – على الرغم مما لقيه من مقاومة شديدة وبخاصة من بعض طلبة العلم والصلحاء، الذين لهم مكانتهم وقبولهم في الناس لما عرفوا به من صلاح وتعبد.
بل إنه ثبت أيضا تاريخيا، أن أول ما دخلت (الميكروفونات) للمسجد الحرام في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله، كانت هناك معارضة شديدة من (المطاوعة) – أي المشايخ – الذين اعتبروها (بدعة)، إلى درجة أنهم أصبحوا يرجمونها بالحجارة وهي معلقة بالمنابر.
ومع الوقت يا سبحان الله انقلبت الأمور عاليها على سافلها، وما كانت بالأمس (بدعة) غدت اليوم (حسنة).
ما علينا قد يكون ذلك هو سنة التطور، تماما مثل من حاربوا (الساعات) في وقتها، و(البرقية) و(تعليم البنات)، غير أن موضوع (الميكروفونات) له تبعات
لازالت تشنف ولا أقول تزعج الأسماع إلى الآن، ولكي لا يتصيدني من في قلبه مرض، أسارع إلى التوضيح أن لا شيء يبعث في نفسي الطمأنينة أكثر من سماع صوت المؤذن عندما يدعوني للصلاة – ولكن على حد قول الشاعر: (ما هكذا تورد الإبل يا سعد).
لقد كتبت مرارا عن هذه الظاهرة، وسأظل أكتب عنها، رغم علمي أن كتاباتي لن تجدي فتيلا، ولكن فقط لكي أرضي ضميري وأسجل موقفا.
وأتساءل: هل هذه الميكروفونات التي تلجلج وتصل قوتها إلى أكثر من (80) ديسل، وهي تعادل صوت الطائرة النفاثـة، هل هي تؤكد مقولة المفكر (القصيمي) أن العرب بل والمسلمين ما هم إلا مجرد (ظاهرة صوتية) ؟!، ضاربين عرض الحائط بقوله تعالى: (ولا تجهـر بصلاتك ولا تخافت بها و?بتغِ بين ذلك سبيلا) ، دون أية رحمة أو شفقة لاعتبار الأطفال والمرضى والعجائز إلى درجة أن بعض المنازل المجاورة للمساجد يهـرب الناس من سكناها، رغم أن منزلي مجاور لأحد المساجد، ومع ذلك لازلت ولله الحمد صامدا.
عجبي هو من الضعف الشديد لوزارة الشؤون الإسلامية التي عممت تعاليمها منذ عشرة أعوام التي تنص على أن المساجد تكتفي برفع الأذان والإقامة بالميكرفونات فقط، أما ما عدى ذلك فالميكرفونات تكون مقتصرة على الصلوات في داخل المسجد.
ومع الأسف لا حياة لمن تنادي، فلازال بعض (المطاوعة) يضربون بتعليمات الوزارة عرض الحائط دون أي التفات.
لهذا توصلت إلى قناعة بأن الوزارة مترددة ولا حول لها ولا طول، وأن (طيور شلوا) لازالوا هم الأقوى ولهم الصوت الأعلى.
وانطبق علينا نحن التعساء المثل القائل: بين حانا ومانا، ضيعنا لحانا..
Meshal.m.sud.1@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 455 مسافة ثم الرسالة
يقول معالي الدكتور صالح بن حميد في السيرة التي يكتبها عن والده سماحة الشيخ عبد الله بن حميد، ونشرها في ملحق الرسالة، يقول معاليه عن والده: «أقدم الشيخ – أي عبد الله بن حميد رحمه الله – على توريد «الميكروفون» للمسجد – في بريدة – على الرغم مما لقيه من مقاومة شديدة وبخاصة من بعض طلبة العلم والصلحاء، الذين لهم مكانتهم وقبولهم في الناس لما عرفوا به من صلاح وتعبد.
بل إنه ثبت أيضا تاريخيا، أن أول ما دخلت (الميكروفونات) للمسجد الحرام في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله، كانت هناك معارضة شديدة من (المطاوعة) – أي المشايخ – الذين اعتبروها (بدعة)، إلى درجة أنهم أصبحوا يرجمونها بالحجارة وهي معلقة بالمنابر.
ومع الوقت يا سبحان الله انقلبت الأمور عاليها على سافلها، وما كانت بالأمس (بدعة) غدت اليوم (حسنة).
ما علينا قد يكون ذلك هو سنة التطور، تماما مثل من حاربوا (الساعات) في وقتها، و(البرقية) و(تعليم البنات)، غير أن موضوع (الميكروفونات) له تبعات
لازالت تشنف ولا أقول تزعج الأسماع إلى الآن، ولكي لا يتصيدني من في قلبه مرض، أسارع إلى التوضيح أن لا شيء يبعث في نفسي الطمأنينة أكثر من سماع صوت المؤذن عندما يدعوني للصلاة – ولكن على حد قول الشاعر: (ما هكذا تورد الإبل يا سعد).
لقد كتبت مرارا عن هذه الظاهرة، وسأظل أكتب عنها، رغم علمي أن كتاباتي لن تجدي فتيلا، ولكن فقط لكي أرضي ضميري وأسجل موقفا.
وأتساءل: هل هذه الميكروفونات التي تلجلج وتصل قوتها إلى أكثر من (80) ديسل، وهي تعادل صوت الطائرة النفاثـة، هل هي تؤكد مقولة المفكر (القصيمي) أن العرب بل والمسلمين ما هم إلا مجرد (ظاهرة صوتية) ؟!، ضاربين عرض الحائط بقوله تعالى: (ولا تجهـر بصلاتك ولا تخافت بها و?بتغِ بين ذلك سبيلا) ، دون أية رحمة أو شفقة لاعتبار الأطفال والمرضى والعجائز إلى درجة أن بعض المنازل المجاورة للمساجد يهـرب الناس من سكناها، رغم أن منزلي مجاور لأحد المساجد، ومع ذلك لازلت ولله الحمد صامدا.
عجبي هو من الضعف الشديد لوزارة الشؤون الإسلامية التي عممت تعاليمها منذ عشرة أعوام التي تنص على أن المساجد تكتفي برفع الأذان والإقامة بالميكرفونات فقط، أما ما عدى ذلك فالميكرفونات تكون مقتصرة على الصلوات في داخل المسجد.
ومع الأسف لا حياة لمن تنادي، فلازال بعض (المطاوعة) يضربون بتعليمات الوزارة عرض الحائط دون أي التفات.
لهذا توصلت إلى قناعة بأن الوزارة مترددة ولا حول لها ولا طول، وأن (طيور شلوا) لازالوا هم الأقوى ولهم الصوت الأعلى.
وانطبق علينا نحن التعساء المثل القائل: بين حانا ومانا، ضيعنا لحانا..
Meshal.m.sud.1@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 455 مسافة ثم الرسالة