-A +A
إبراهيم شهاب (جدة)
لن تتأخر هذه الأيام عن العمل ولن تتذمر وأنت في شوارع جدة الداخلية، وربما لن تتحدى اللحظات الأخيرة في إشارة المرور لتتحاشى (فلاشات) ساهر المتربصة، فجدة اليوم تتنفس الصعداء في راحة ملحوظة على طرقها، باستثناء طريقي المدينة ومكة، ذلك أن العروس وزعت ساكنيها وروادها إلى هذين الطريقين منهم من أراد الحج وآخرون قصدوا (الكورنيش)، فضلا عن مغادرة البعض للعروس بعد إجازة الحج.. لتعيش المدينة أسبوع (عسلٍ) مروري، لكن على ما يبدو أنه حين تتنفس جدة تختنق طرقات مكة.
«عكـاظ» تجولت البارحة، في طرقات جدة الداخلية وطريقي مكة والمدينة، لتلحظ الفوارق الجسيمة بين هذه الطرقات، واللافت أن طريق مكة يكاد أن يتوقف بسبب الاختناقات المرورية، فكل من يقصد مكة يسلك ذلك الطريق التقليدي (جدة ــ مكة السريع)، غافلا طرقات حديثة توفر عليه الازدحام والزمن معا منها (طريق بريمان مكة) و(طريق مكة القديم).
تجولت «عدسة عكاظ» كالريح في شوارع جدة، لكنها تحركت كالسلحفاة على طريق مكة السريع، ومن المشاهدات اللافتة في هذه الجولة، مزاحمة الشاحنات الكبيرة للآليات العادية على طريق مكة السريع، في تحدٍ مستفزٍ للتعليمات والتحذيرات المرورية التي تمنعها من السير مساء في شوارع جدة وطرقها السريعة خاصة أوقات الذروة بالنسبة لإجازة الحج.
هذه المشاهد المتناقضة في الحركة المرورية، قادتنا إلى لقاء اللواء وصل الله الحربي مدير مرور محافظة جدة، الذي أوضح لنا ما قدمته إدارة المرور من أجل الحؤول دون وقوع هذه الاختناقات، مبينا أن إدارة المرور استنفرت جميع العاملين بالمرور للعمل ميدانيا، خاصة في الفترة الحالية التي تشهد توافدا كبيرا من الحجاج والزوار والمتنزهين والراغبين في التسوق.

300 دورية متجولة
وأوضح اللواء الحربي بأن إدارته تفك الخناق وتساهم في فك الزحام عبر أكثر من 300 دورية متجولة في شوارع جدة وتقوم بفك الاختناقات في شتى أنحاء جدة، خاصة في الطريق السريع (طريق مكة) الذي يعد من أهم الطرق في جدة؛ نظرا لموقعه الجغرافي والمهم وصولا إلى مكة أو المدينة أو عبر الطرق الفرعية للوصول للأحياء.
وأضاف أن القادمين والمغادرين لطريق مكة السريع يلاحظون بأن إدارة المرور حريصة على تنظيم السير في الشارع، بجنود ميدانيين يقومون بتسيير الحركة المرورية ومركبات متجولة تمنع التوقف بشكل خاطئ في الشارع، و(دراجات نارية) تتمركز في أماكن الزحام لمنع أي تجاوزات مرورية خاطئة ولرصد المخالفات، مشيرا إلى أن إدارته تعتمد خططا لتسيير الحركة المرورية طوال السنة وخاصة في شهر رمضان المبارك.
وأشار إلى أن هناك طريقا سريعا آخر تم افتتاحه قريبا وهو يؤدي إلى مكة دون إشارات أو زحام، فبإمكان المركبات العبور من كوبري (بريمان) والانطلاق بشكل مستقيم حتى محافظة الجموم، ومنها انطلاقا إلى مكة المكرمة في وقت أقصر بكثير من طريق مكة الحالي أو القديم.
وأضاف اللواء الحربي أن لدى إدارته خطة محكمة أخرى ستطبق يوم عرفة والعيد، وبعد ذلك استعدادا لعودة المدارس والموظفين، فإنه يعاد توزيع العاملين في المرور نظرا لأماكن الزحام التي تتغير بتغير الظروف.


الحوادث وفق التأمين
وأشار اللواء الحربي إلى أن المركبات المتصادمة بإمكانها التوقف جانبا بعيدا عن الطريق، لتتمكن المركبات من السير بسلام، وأضاف، عند توقفهم جانبا لا يلغي ذلك التأمين أو تقدير الحادث بما أن المتصادمين متفقون ومتفاهمون.