-A +A
اتفق العديد من المثقفين على أهمية دورهم في المرحلة المقبلة، لتوعية النشء بأهمية الولاء والانتماء وحب الوطن، في ظل ما ينعم به المجتمع من أمن وأمان، اعتمد على أساس متين، أصله نابع من تطبيق الشريعة الإسلامية السمحاء، التي اعتمدها الملك المؤسس طيب الله ثراه، منهجا لحكم البلاد، فازدهر الوطن برجاله ليقوده إلى مرحلة البناء والتطور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
وأكدوا أن اليوم الوطني للمملكة، لا يعد يوما مشهودا باستحضار ذكرى البناء والتأسيس فحسب، بل يقف شاهدا على قيادة حكيمة تقود البلاد إلى بر الأمان وسط عالم متصارع يموج بالأحداث الملتهبة، فكانت المملكة بفضل من الله تعيش في أمن وأمان، تستقبل الملايين ليعيشوا في سلام وطمأنينة.


واعتبر الناقد والأكاديمي الدكتور عالي القرشي، ذكرى اليوم الوطني مجيدة تؤصل لمسيرة تاريخية وتعيد للذاكرة اليوم المجيد الذي قدم فيه مثقفون للملك المؤسس رؤيتهم الوطنية ومنها اختيار اسم هذا الكيان فحظيت مقترحاتهم وأفكارهم بالقبول، مؤملا من المثقفين المزيد من العطاء، في سبيل تقديم الصورة المثلى للثقافة السعودية في الخارج.


حروب فكرية
ووصف الروائي عمرو العامري المناسبة بأنها تعني للمثقف المساحة الآمنة الممتدة، وقال: الملك المؤسس رحمه الله عندما وحد هذا الوطن وحده بكل مكوناته واختلافاته وجعل الوطن وحب الوطن والولاء للوطن هو المعيار التي يحتكم له الكل دون تمايز، مبينا أن الاختلاف في ذكرى اليوم الوطني الحالي عما سابقه، يأتي في ظل التحديات الكبيرة التي تخوضها بلادنا وسط عالم متصارع، الأمر الذي يدعونا لليقظة من كافة الأعداء حفاظا على هويتنا ووحدتنا وولائنا، خاصة أن المثقف عليه دور كبير في هذا المجال في ظل الحروب الفكرية وغسل الأدمغة التي يحاولون بها استغلال أبنائنا، مشيرا إلى أن المثقف الواعي يؤمن أن المعركة فكرية ولن يهزم هؤلاء إلا عبر الفكر والذي هو قادر بما لديه من ولاء وبما يمتلك من مكون ثقافي على فضح ودحر هذا الفكر.
ويشير القاص ناصر الجاسم إلى أن الوطن مفردة عشق كبرى متجذرة في أعماق القلب وراسخة في خلايا الذهن، ومنجزاته تمثل كل يوم عيدا وطنيا نفاخر به من خلال مسيرة القيادة الحكيمة منذ عهد الملك المؤسس حتى القيادة الحكيمة من قبل ملك الحزم والعزم، حفظه الله والذي ضرب مثلا في التواصل مع شعبه، فكان التلاحم واضحا منذ اليوم الأول لتوليه القيادة والحكم حفظه الله.

رمز الوحدة
ويؤكد الشاعر طلال الطويرقي أن اليوم الوطني يمثل رمزا لوحدة هذا التراب الثمين الذي يعد مخزنا للذكريات والملامح والتجارب الثرية للكاتب والمثقف بشكل عام.
فيما ينظر الشاعر سالم عقاب، للمناسبة بأنها تعني الأمن والأمان وحمد النعم وقراءة الماضي بكل تفاصيله ومعايشة الحاضر بروح التسامح والإخاء والمحبة للجميع، حيث تأسيس المملكة بني بعيدا عن أي فروقات، فترجم الملك المؤسس طيب الله ثراه «الجسد الواحد»، مشيرا إلى أن المؤمل من المثقفين في المرحلة المقبلة توعية المجتمع بأنه يجب تقديم النموذج الناصع لبلادنا التي تأسست على الوحدة، واحتواء الشباب الذين باتوا مستهدفين من الخارج في محاولة يائسة للنيل من الوطن، لكنه يظل عاما بعد عام وطنا عصيا على الدخلاء بوعي أبنائه ومثقفيه.

فتح التواصل
ويقول الشاعر حسن الصلهبي إن نظرة المثقف لليوم الوطني مختلفة، لأنه يرى الاحتفاء كقصيدة عشق، اسمها الوطن وهو الواقع المتجدد عن الولاء والانتماء لهذا الثرى الغالي ولقيادتنا الرشيدة، والوقوف على منجزات الماضي والتطلع للمستقبل المشرق والمضيء تحت راية التوحيد الخضراء والاعتزاز والفخر بحكومتنا الحازمة، مشيرا إلى أن المثقفين تتجدد آمالهم في تصحيح وضع الأندية الأدبية باعتماد اللائحة الجديدة وتشكيل جمعيات عمومية تتوافق مع بنود اللائحة، فضلا عن دعم التواصل الثقافي مع الخارج، ليعرف العالم بأسره أصل الثقافة السعودية النابعة من دين حنيف، والتي ترتكز على تقاليد إسلامية راسخة، فنحن بحاجة ماسة لأن تصل ثقافتنا المتسامحة وحضارتنا الكبرى للعالم أجمع.

منجز حقيقي
ويؤكد رئيس أدبي تبوك السابق الدكتور أحمد حسن عسيري، أن أهمية المناسبة الوطنية تكمن في استحضار المنجز المتحقق منذ التأسيس إلى وقتنا الحالي، من خلال ترسيخ ذكرى الأبطال الأوائل، الذين أخلصوا لتأسيس هذا الكيان في زمن الندرة والمرحلة الصعبة، فكانوا رجالا حملوا هم وطن، فاستحقوا أن ينالوا الفخر في عيون الأجيال المتعاقبة، مشيرا إلى أن المملكة وهي تعيش عيدها الوطني تعيش نهضة تنموية هائلة، وتحتل دورا بارزا على الصعيد العالمي، مما يؤكد أن الراية حملها من يخلص لدينه ووطنه وشعبه، فاستحق المحبة من شعبه، فوجدنا التلاحم القوي خلف خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وأدعو المثقفين أن يكون لهم دور تنويري في مجتمعهم بما يتوازن مع هذا التلاحم وهذا العطاء وهذه التنمية.

استغلال المناسبات
ويدعو مدير جمعية الثقافة في الباحة علي البيضاني، المثقفين إلى استغلال المناسبات الوطنية في تكثيف النتاج الثقافي فيما ينفع المجتمع. ويؤمل المسرحي محمد ربيع الغامدي بفتح المجال لكل المؤهلين للمشاركة في هذا العطاء الثقافي الذي يظهر حقيقة العمل الثقافي السعودي. ويعتقد الشاعر أحمد السيد، أن المناسبة ضرورية للتفكير بالوطن، وأن يشير المثقف إلى أبعد مما يشير إليه غيره.

علاقة متينة
وتنظر الشاعرة قسمة العمراني، إلى علاقة الحكومة الرشيدة بأبنائها بصفة عامة، والمثقفين بصفة خاصة، على أنها علاقة صحية متينة، فحكومتنا أعطت كل ذي حق حقه، فنادت بثقافة الحوار وسعت جاهدة لجعله أساس الملتقيات الفكرية والإعلامية وفتحت الباب على مصراعيه للمجالس المفتوحة كمجلس الشورى حتى وصلنا هذا العام لمشاركة المرأة في المجالس البلدية، مضيفة: من حقنا أن نسترخي بين أحضان الولاء والانتماء ونجدد العهد بالوفاء للحكومة والوطن.