-A +A
استيقظت أوروبا على آلاف المهاجرين السوريين الهاربين من القتل يطرقون أبوابها، ينتشرون في حدائقها وطرقها، فتحركت القوى الشعبية لتضغط على حكوماتها حتى تتفاعل مع هذا الواقع.
والقمة الأوروبية المنعقدة في بروكسل – أمس – أدركت أن المشكلة في ازدياد وأن إيواء الهاربين مؤقتا ليس حلا ولهذا كان محور اللقاء اتخاذ إجراءات تحد من تدفق اللاجئين، وتخصيص مساعدات مالية للدول المجاورة لسوريا من أجل احتواء تدفق طالبي اللجوء إلى أوروبا. ورغم الاختلافات بين هذه الدول على تقاسم أعداد اللاجئين إلا أن الجميع متفق على أن هذه مشكلة يجب أن تعالج حتى لا يزيد أثرها السلبي على أوروبا.

وإذا كان العالم يثمن الجهود الأوروبية ومواقفها تجاه تخفيف آلام المهاجرين السوريين الذين يواجهون فصل الخريف والشتاء في ظروف بالغة القسوة فإن المؤكد الذي يجب أن يدركه الجميع هو أن حل المشكلة يبدأ من جذورها.. مشكلة اللاجئين سياسية وحلها يبدأ من معالجة المشكلة الأساسية أي الوقوف مع حق الشعب السوري في العيش الكريم في وطنه وإيقاف تجاوزات نظام متجبر لا يريد سماع غير إرادته.
الموقف المتراخي للمجتمع الدولي من نظام بشار الظالم هو الذي أوجد ملايين السوريين في معسكرات اللاجئين وإذا كانت الدول الكبرى تريد حلا لهذه المشكلة فعليها تعديل سياستها تجاه نظام بشار.. بدون ذلك ستظل مأساة اللاجئين مستمرة.