من يعرف تاريخ بلاد الحرمين الشريفين وما مر به من أطوار.. يدرك تماما أن هذا التاريخ يشهد للدولة السعودية أنها بعون الله وتوفيقه، من أمنت وسهلت للحجيج أداء فريضتهم، وهي من شيدت الطرق ونظمت وحسنت الخدمات التي تقدم لهم.. وهي من أنفقت بسخاء لبناء وتوسعة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.. وهي سخرت كل إمكاناتها وقدراتها لجعل رحلة الحج إلى الديار المقدسة ميسرة.. من يقرأ التاريخ ويمعن التفكير.. ويعتدل في المقارنة، سيدرك بلا شك أنه على مدى أربعة عشر قرنا، ومن بعد عهود الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، لم يتم تأمين رحلة الحج وتيسير الوصول إلى البقاع المقدسة إلا في العهد السعودي الزاهر.. والمحفوف بعون الله وتوفيقه..
ولذلك نقول مباشرة لإيران التي أخذت تكشر عن أنيابها علانية بعد أن ضاق صدر حكامها من نجاحات المملكة المتعددة في كل الأصعدة، لن تنجحي في محاولة نهش سمعة بلادنا.. ولن يتمكن أذنابك في المنطقة والمليشيات الإعلامية التي تتبع تعليماتك من الإضرار بسمعة المملكة، فجميع دول العالم وخاصة الإسلامية منها تعرف من هي إيران كدولة لها تاريخ أسود في رعاية الإرهاب، ومن هي المملكة العربية السعودية كدولة مسالمة.. لها تاريخ مشرق في خدمة الإنسانية..
والمقارنة هنا ضرورية.. ولابد أن نوضح بكل الوسائل حتى لا ينخدع البعض، خاصة في بعض الدول الإسلامية بأساليب إيران الملتوية، وللمتاجرة بحادثة التدافع المؤسفة في منى لصالح أغراضها السياسية المكشوفة.. ونؤكد على الكلمة، لأن إيران كشفت عن غاياتها ودعاويها الباطلة بسرعة تخطت أبسط الأعراف الدبلوماسية والتصرفات المعتادة في مثل هذه الأحداث المأسوية التي تلحق بالأفراد في ظرف استثنائي كظرف حشود الحجيج في مكان وزمان محدودين في مشعر منى..!
إن من يهاجم وينتقد بهذه السرعة لحادث يخضع للتحقيق العادل، يكشف عن نفسه وعن دوافعه الحقيقية، وتؤكد حرصه على استغلال الحدث لبث سمومه وتفريغ أحقاده ضد بلادنا الغالية.. والعظيمة بأعمالها وإنجازاتها وجهود رجالها لخدمة الإسلام والمسلمين.. والأيام القادمة ستثبت مجددا أن إيران ستخسر سياسيا وإعلاميا مهما ارتفع صوتها الآن.