هذه الكلمة الحجازية الجميلة معناها «بيئة فوضوية» لدرجة أنها تسبب المشاكل للجميع. خطرت على بالي الكلمة عند قراءة مذكرات أحد رجال «الظل» في الكيان الصهيوني وهو «إفراهام هالافي» على وزن «إبراهيم حلبي». كان يرأس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الشهير باسم «الموساد». والكلمة العبرية معناها «المعهد» وترمز للاستخبارات والعمليات «الخاصة». والعمليات الخاصة تشمل «الغشنة» في أقوى أدوارها. وتكوّن منظومة الاستخبارات الإسرائيلية مجموعة من العناصر أهمها الموساد، وجهاز «شاي» المعروف أيضا باسم «أمان» وهو منظمة الاستخبارات العسكرية، و«شين بت» وهي الأمن الداخلي. ورغم أن عدد موظفي الموساد حوالى ألف ومائتي شخص فقط، إلا أن الولاء للكيان الصهيوني استطاع أن يجند آلاف الأشخاص من الجنسيات والديانات المختلفة حول العالم. أنشئ هذا المعهد عام 1949 ليصبح الجهاز التنسيقي الأعلى لجميع أعمال الاستخبارات، وكان ولا يزال يرتبط مباشرة برئيس الوزراء. ويتكون من مجموعة من الأقسام ومنها الأبحاث، والعمليات، والحرب النفسية، والتقنيات، والقسم السياسي، وتطوير الكوادر البشرية، ولا ننسى طبعا «الغشنة».
وفي تاريخ عمليات الموساد، نجد أن الغشنة كانت أحد التخصصات التي خاضوا فيها بعض من أهم العمليات في العديد من البلدان العربية. ومن تلك العمليات الشهيرة كانت فضيحة «لافون» في الشقيقة مصر في عام 1954. سميت باسم عملية «سوزانا» ولكنها اشتهرت باسم «لافون» نسبة إلى «بنحاس لافون» وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك الذي «هندس» الخطة كالتالي: كانت آخر أيام الاحتلال الإنجليزي لمصر، وكانت هناك مخاوف إسرائيلية كبيرة من مصر كدولة مستقلة بعد خروج الإنجليز. ففكر «لافون» أن لو نفذت عمليات إرهابية بداخل مصر وكأنها من الأهالي أنفسهم ضد بعضهم والمصالح الإنجليزية والأمريكية، فستؤجل إنجلترا خروجها من مصر. وقامت الاستخبارات الإسرائيلية من خلال شبكة من المخربين الإسرائيليين في القاهرة والإسكندرية بوضع خطة لزرع قنابل لضرب المدنيين، وبعض المنشآت الأمريكية والإنجليزية. ولكن الجهاز العسكري المصري استطاع من خلال تحركات ذكية جدا، وبارعة جدا، كشف المخطط مما أدى إلى كشف المخطط الخبيث الذي أصبح فضيحة عالمية. وتسبب ذلك في استقالة رئيس الوزراء «موشيه شاريت» ووزير الدفاع «لافون». تخيل أنهم كانوا يريدون ضرب مدنيين آمنين بهدف إحداث الغشنة. ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا، لم تكل أو تمل وحدات التخريب والخراب الاستخباراتية عن العمليات الخاصة في الوطن العربي بل وحول العالم. وعبر التاريخ منذ عام 1949 ستجد أمثلة كثيرة على محاولات التخريب، وبالذات من الخليج العربي شرقا إلى جبال اطلس غربا.. تخيل مجموعات من المتخصصين في الغشنة والدمار يجتمعون يوميا لضرب مصالح البشر. ومن المزعج جدا أن تطورات التقنية بالذات في عالم الاتصالات والوسائط الاجتماعية أصبحت أداة سهلة لنشر الشائعات كإحدى الآليات الأساسية للبلبلة: من صور ملفقة، وأخبار كاذبة، واتهامات، وقذف، وغيرها مما نرى بين كل حين وآخر.
أمنيـــة
نعود إلى ذكريات رئيس الموساد السابق «هالافي» الذي اشتهر بأنه كان من رؤساء الجهاز الضعفاء بالمقاييس الإسرائيلية. وتحديدا فخلال فترة رئاسته للجهاز من عام 1998 إلى 2002 لم يكن حازما ولم يهتم كثيرا بالشأن الميداني وكان يعتبر «وديعا» نسبة إلى من قبله وبعده. ولكن بصراحة، لماذا يتعب نفسه.. جهاز الموساد بأكمله ممكن أن يأخذ إجازة طويلة لأن للأسف هناك من يقومون بمهام غشنة الموساد بجدارة في الشرق الأوسط، دون خجل ولا مخافة من الله عز وجل. وهو من وراء القصد.
وفي تاريخ عمليات الموساد، نجد أن الغشنة كانت أحد التخصصات التي خاضوا فيها بعض من أهم العمليات في العديد من البلدان العربية. ومن تلك العمليات الشهيرة كانت فضيحة «لافون» في الشقيقة مصر في عام 1954. سميت باسم عملية «سوزانا» ولكنها اشتهرت باسم «لافون» نسبة إلى «بنحاس لافون» وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك الذي «هندس» الخطة كالتالي: كانت آخر أيام الاحتلال الإنجليزي لمصر، وكانت هناك مخاوف إسرائيلية كبيرة من مصر كدولة مستقلة بعد خروج الإنجليز. ففكر «لافون» أن لو نفذت عمليات إرهابية بداخل مصر وكأنها من الأهالي أنفسهم ضد بعضهم والمصالح الإنجليزية والأمريكية، فستؤجل إنجلترا خروجها من مصر. وقامت الاستخبارات الإسرائيلية من خلال شبكة من المخربين الإسرائيليين في القاهرة والإسكندرية بوضع خطة لزرع قنابل لضرب المدنيين، وبعض المنشآت الأمريكية والإنجليزية. ولكن الجهاز العسكري المصري استطاع من خلال تحركات ذكية جدا، وبارعة جدا، كشف المخطط مما أدى إلى كشف المخطط الخبيث الذي أصبح فضيحة عالمية. وتسبب ذلك في استقالة رئيس الوزراء «موشيه شاريت» ووزير الدفاع «لافون». تخيل أنهم كانوا يريدون ضرب مدنيين آمنين بهدف إحداث الغشنة. ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا، لم تكل أو تمل وحدات التخريب والخراب الاستخباراتية عن العمليات الخاصة في الوطن العربي بل وحول العالم. وعبر التاريخ منذ عام 1949 ستجد أمثلة كثيرة على محاولات التخريب، وبالذات من الخليج العربي شرقا إلى جبال اطلس غربا.. تخيل مجموعات من المتخصصين في الغشنة والدمار يجتمعون يوميا لضرب مصالح البشر. ومن المزعج جدا أن تطورات التقنية بالذات في عالم الاتصالات والوسائط الاجتماعية أصبحت أداة سهلة لنشر الشائعات كإحدى الآليات الأساسية للبلبلة: من صور ملفقة، وأخبار كاذبة، واتهامات، وقذف، وغيرها مما نرى بين كل حين وآخر.
أمنيـــة
نعود إلى ذكريات رئيس الموساد السابق «هالافي» الذي اشتهر بأنه كان من رؤساء الجهاز الضعفاء بالمقاييس الإسرائيلية. وتحديدا فخلال فترة رئاسته للجهاز من عام 1998 إلى 2002 لم يكن حازما ولم يهتم كثيرا بالشأن الميداني وكان يعتبر «وديعا» نسبة إلى من قبله وبعده. ولكن بصراحة، لماذا يتعب نفسه.. جهاز الموساد بأكمله ممكن أن يأخذ إجازة طويلة لأن للأسف هناك من يقومون بمهام غشنة الموساد بجدارة في الشرق الأوسط، دون خجل ولا مخافة من الله عز وجل. وهو من وراء القصد.