-A +A
تقرير: خالد الجارالله
يحتفظ شهر اكتوبر بذكريات حزينة مع الهلال في الآونة الأخيرة، إذ إنه تجرع مرارة الخروج الآسيوي فيه عدة مرات وعلى يد فرق كان يمكن له الفوز عليها وابتلاعها بسهولة، إذ خسر من ذوب آهن أصفان عام 2010 بطاقة الترشح للدور ربع النهائي، وخسر من أولسان 2012 بطاقة الترشح إلى ذات الدور نصف نهائي وخسر من سيدني في موقعة حاسمة في هذا الشهر أيضا، وأفقدته فرصة تحقيق اللقب الثالث له على مستوى المسابقة الآسيوية للأبطال، وهو ما لا يريده الهلاليون هذه المرة مؤملين أن لا يتكرر سيناريو الوحدة الاماراتي حين تعادل الهلال على أرضه بهدف لمثله وسلبيا في الامارات ليفقد فرصة التأهل.
في عرف الهلاليين تحديدا لن يكون ذلك مقبولا، إذ لا يمكن الاحتكام إلى أي منطق في المنافسة لغير «الذهب» أيا كانت الأسباب ومهما أقنعت المبررات، فالوصافة القارية وألقابه الستة التي حققها على مستوى القارة فيما مضى وفي مختلف البطولات، لا يمكن لها أن تشبع نهم أنصاره الذين اعتادو مقارعة كبار القارة بكل ثقة شرقا أو غربا، ولقد كان ضروريا للنادي الأزرق أن يفيق من دوامة «النصر»، وأن يتفرغ جيدا وبكامل التركيز لمشواره القاري والمحلي على حد سواء، دون اكتراث لجعجعة مناوئيه وإسقاطات ضحاياه.

ليس الهلال الذي يقارع الآخرين بشكليات لا تسمن ولا تغني من جوع، وليس - في عرفه على الأقل- الذي تخدعه انتصارات الوهم والشعارات الرنانة التي تتبناها الجماهير ويتباهى بها المطبلون، فما من منافس يمكن له مجاراته إن كان في يومه وعافيته رقميا وفنيا، وكل ما ينقصه حكمة تعيد بني هلال إلى مضاربهم الفاخرة وسقفهم الرفيع.
ولعل في وجود شخصية بحجم وجه السعد الأمير نواف بن سعد، ما يبعث على تغير إيجابي يمكن أن يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، فحكمته وخبرته لن تجعل من عبارات عابرة نصرا يمكن التباهي به، وإلا لوقع في نفس الفخ الذي أصاب الفريق بنكسة في آسيا الموسم الماضي قبل خوض النهائي الثاني.
آن للهلاليين إذا ما أرادوا موسما جميلا مهما كانت حصيلته أن يعودوا إلى منطق الذهب وفلسفة الكبار، وأن لا يحملون الأمور أكثر مما تحتمل، فخسارة لقب قاري أمر وارد كما هو حال الفوز بكأس محلية، لكن الظهور الباهت الذي لا تحمد عقباه أسوة بما حدث أمام الأهلي الإماراتي حين ظهر قويا نديا، ينبه دونيس واللاعبين والجماهير إلى أن يستوعبوا أنه في عالم الكرة كل الاحتمالات مفتوحة وأن لكل عمل ثمرة لا تقطف إلا ناضجة، ولعل ما يثير الحيرة في المباريات الثلاث الاخيرة للنادي الأزرق هو «الفلتان» العصبي لبعض الأسماء والذي جرع ديجاو والفرج مرارة الإيقاف، والتوتر الذي بدا على اللاعبين حتى في حال الظروف الطبيعية كالعابد والدوسري، يستدعي إعادة النظر في دور مدير الكرة وفاعليته في ظل عدم السيطرة على أعصاب النجوم، وبالعودة للحقبة الآخيرة في عهد دونيس نجد أن الانضباط أوقفت 3 هلاليين محليا واثنين قاريا وهو رقم كبير في مطلع الموسم الرياضي، ما يعزز أن خللا ما يهدد مشوار الفريق بحاجة إلى تدخل قبل أن يحمى الوطيس.