العلاقات الدولية هي علاقات قوى مختلفة.. إذ تتنافس الدول فيما بينها للحصول على أكبر قدر ممكن من الموارد المادية والمعنوية النادرة... ولقد صدق عالم العلاقات الدولية الأمريكي الشهير «هانس مورجانثو» عندما عرف هذه العلاقات بأنها: «سعي وصراع – فيما بين الدول المختلفة - من أجل القوة» .. القوة بكل معانيها، المادية والمعنوية. وبذلك، تكون هذه «القوة» (Power) هدف هذه العلاقات، ووسيلتها أيضا.. باعتبار أن القوة يمكن أن تجلب مزيدا من القوة. وتسمى كل دولة ما تريد الحصول عليه «مصالح» (Interests).
وهي علاقات يحكم معظمها قانون الغاب، ومبدأ البقاء للأقوى – ماديا ومعنويا. ورغم أن مدى «غابية» العلاقات الدولية آخذ في التقلص والانخفاض، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 م، ورغم الاستتباب النسبي للقانون الدولي، وما يسمى بـ «الشرعية الدولية»، إلا أن هذه العلاقات مازال يحكمها الأقوياء، ويهيمن عليها «الكبار» من الدول والتكتلات.
****
وتعمل كل دول العالم – تقريبا – على الحصول على أكبر قدر ممكن من الفوائد، وبقدر ما تسمح به قوتها. وغالبا ما يتساوى ما تحصل عليه من الآخرين مع ما تتمتع به من قوة. لهذا، فإن معظم هذه العلاقات يسود فيها التنافس والصراع، وقليل من التعاون.. ومن هنا نشأت ضرورة الحصول على أكبر وأدق معلومات ممكنة عن الآخرين، سواء بالوسائل المشروعة، أو غير المشروعة، وفى مقدمتها: التجسس الدولي. حيث تتجسس كل دولة – تقريبا – على الأخرى.. وخاصة تلك التي تهمها... والهدف من ذلك هو: جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الأعداء والأصدقاء.. لاستخدامها وقت الحاجة، وبما يخدم مصالح الدولة، ويسهل تحقيقها لأهداف سياساتها الخارجية بخاصة. وتعتبر المعلومات المفيدة ثروة تضيف قوة لمن يمتلكها.
ويعيش العالم الآن ما يسمى بـ «ثورة المعلومات»، أي كثرتها الهائلة، وسهولة الحصول على أكبر قدر ممكن منها. وهذا ما توفره مراكز الدراسات والأبحاث، ومؤسسات النشر السمعية والمرئية، الورقية منها والإليكترونية. ورغم ذلك تحتفظ الدول بالكثير من المعلومات التي تخص أمنها القومي، ووضعها الاستراتيجي، أو ما يشار إليه بـ «أسرار دولة». ومن هنا نشأت حركة التجسس الدولية التي تهدف لمعرفة تلك المعلومات «السرية» الخاصة بالدول التي تهمها، أو ببعض تلك الأسرار، التي غالبا ما يشكل انكشافها خطرا على أصحابها الأصليين.
لقد كان هذا النوع من التجسس – ومازال وسيظل- جزءا لا يتجزأ من سلوكيات الدول تجاه بعضها البعض. ولعل مما يوضح هذا الأمر هو أن من المهمات الرئيسة لأي سفارة، أو بعثة خارجية لأي دولة، هي جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الدولة المضيفة، وسواء كانت صديقة أو منافسة..؟! ولكن الدول لا تعترف بذلك صراحة.. دفعا للإحراج، وتفاديا للعقوبات من الدول المتضررة. بل إنها تصر على أن جمع مبعوثيها للمعلومات – متى حصل - إنما يتم بهدف «تنمية العلاقات الثنائية» بين البلدين المعنيين.
ومؤخرا، رأينا كيف أن تجسس الولايات المتحدة على بعض حلفائها في أوروبا قد تسبب في أزمات دبلوماسية حادة مع هذه الدول. وما ذلك إلا لأن عمليات التجسس هذه قد انكشفت... من قبل بعض المصادر، وفي مقدمتها: السيد سنودن، المخبر الأمريكي المنشق. ولكن هذه الأزمة سرعان مازالت، ومرت كسحابة صيف... خاصة بعد أن وضح رئيس الاستخبارات الأمريكي بأن هناك تجسسا مماثلا من الدول الصديقة المعنية، على أمريكا. هذه الأحداث، وما شابهها، يجب أن تدفع المجتمع الدولي لإبرام اتفاقية دولية جديدة.. تحد من تفشي ظاهرة التجسس الدولي، القديمة الجديدة، أو تقلص من آثارها السلبية. فالتجسس – بأنواعه - لن يتوقف طالما هناك بشر..
للتواصل أرسل sms إلى 88548
الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303
زين تبدأ بالرمز 121 مسافة ثم الرسالة
وهي علاقات يحكم معظمها قانون الغاب، ومبدأ البقاء للأقوى – ماديا ومعنويا. ورغم أن مدى «غابية» العلاقات الدولية آخذ في التقلص والانخفاض، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 م، ورغم الاستتباب النسبي للقانون الدولي، وما يسمى بـ «الشرعية الدولية»، إلا أن هذه العلاقات مازال يحكمها الأقوياء، ويهيمن عليها «الكبار» من الدول والتكتلات.
****
وتعمل كل دول العالم – تقريبا – على الحصول على أكبر قدر ممكن من الفوائد، وبقدر ما تسمح به قوتها. وغالبا ما يتساوى ما تحصل عليه من الآخرين مع ما تتمتع به من قوة. لهذا، فإن معظم هذه العلاقات يسود فيها التنافس والصراع، وقليل من التعاون.. ومن هنا نشأت ضرورة الحصول على أكبر وأدق معلومات ممكنة عن الآخرين، سواء بالوسائل المشروعة، أو غير المشروعة، وفى مقدمتها: التجسس الدولي. حيث تتجسس كل دولة – تقريبا – على الأخرى.. وخاصة تلك التي تهمها... والهدف من ذلك هو: جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الأعداء والأصدقاء.. لاستخدامها وقت الحاجة، وبما يخدم مصالح الدولة، ويسهل تحقيقها لأهداف سياساتها الخارجية بخاصة. وتعتبر المعلومات المفيدة ثروة تضيف قوة لمن يمتلكها.
ويعيش العالم الآن ما يسمى بـ «ثورة المعلومات»، أي كثرتها الهائلة، وسهولة الحصول على أكبر قدر ممكن منها. وهذا ما توفره مراكز الدراسات والأبحاث، ومؤسسات النشر السمعية والمرئية، الورقية منها والإليكترونية. ورغم ذلك تحتفظ الدول بالكثير من المعلومات التي تخص أمنها القومي، ووضعها الاستراتيجي، أو ما يشار إليه بـ «أسرار دولة». ومن هنا نشأت حركة التجسس الدولية التي تهدف لمعرفة تلك المعلومات «السرية» الخاصة بالدول التي تهمها، أو ببعض تلك الأسرار، التي غالبا ما يشكل انكشافها خطرا على أصحابها الأصليين.
لقد كان هذا النوع من التجسس – ومازال وسيظل- جزءا لا يتجزأ من سلوكيات الدول تجاه بعضها البعض. ولعل مما يوضح هذا الأمر هو أن من المهمات الرئيسة لأي سفارة، أو بعثة خارجية لأي دولة، هي جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الدولة المضيفة، وسواء كانت صديقة أو منافسة..؟! ولكن الدول لا تعترف بذلك صراحة.. دفعا للإحراج، وتفاديا للعقوبات من الدول المتضررة. بل إنها تصر على أن جمع مبعوثيها للمعلومات – متى حصل - إنما يتم بهدف «تنمية العلاقات الثنائية» بين البلدين المعنيين.
ومؤخرا، رأينا كيف أن تجسس الولايات المتحدة على بعض حلفائها في أوروبا قد تسبب في أزمات دبلوماسية حادة مع هذه الدول. وما ذلك إلا لأن عمليات التجسس هذه قد انكشفت... من قبل بعض المصادر، وفي مقدمتها: السيد سنودن، المخبر الأمريكي المنشق. ولكن هذه الأزمة سرعان مازالت، ومرت كسحابة صيف... خاصة بعد أن وضح رئيس الاستخبارات الأمريكي بأن هناك تجسسا مماثلا من الدول الصديقة المعنية، على أمريكا. هذه الأحداث، وما شابهها، يجب أن تدفع المجتمع الدولي لإبرام اتفاقية دولية جديدة.. تحد من تفشي ظاهرة التجسس الدولي، القديمة الجديدة، أو تقلص من آثارها السلبية. فالتجسس – بأنواعه - لن يتوقف طالما هناك بشر..
للتواصل أرسل sms إلى 88548
الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303
زين تبدأ بالرمز 121 مسافة ثم الرسالة