-A +A
عبدالمحسن هلال
مهند شاب مقدسي لم يبلغ العشرين بعد، رأى ما فعله الصهاينة بالأقصى الشريف، بالخصوص الشهر الماضي بحماية من جنود الاحتلال، ورأى صور المرابطات والجنود يسحبون حجابهن أرضا، علق على صورة إحداهن بصفحته بتويتر: «تمعن وقسها على أمك أو أختك، ماذا تشعر الآن؟» دخل مهند غرفته الجمعة الماضية وكتب آخر كلماته «أحسب أن الانتفاضة الثالثة قد بدأت، ما يجري للأقصى مسرى نبينا وما يجري لنساء الأقصى هو ما يجري لكل مقدساتنا وأمهاتنا، ولا أظننا شعب يرضى الذل والهوان، الشعب سينتفض بل انتفض»، ثم امتشق سكينا، في تطور نوعي من سلاح الحجارة، وخرج للشارع فقتل وجرح أكثر من خمسة محتلين لأرضه.
«فتى مات بين الضرب والطعن ميتة.. تقوم مقام النصر لو فاته النصر» لا أعرف القائل، إنما كأنه يخبر عن مهندنا هذا الذي أبت عليه كرامته وروح العزة الساكنة داخله أن تشاهد عيناه تدنيس الأقصى ثم يغمضهما، أو أن يرى حجابا لحرة يطرح وصاحبته أرضا دون أن ينتفض شرفا ليثأر لأقصاه وقدسه وأهله وأرضه وحقه. سيقول المرجفون في المدينة من صهاينة العرب والغرب الوقت والظرف غير مناسبين، منذ سبعين عاما والوقت غير مناسب، منذ ثمانين عاما والظرف غير مناسب، منذ تسعين عاما والمنطقة تمر بمنعطف يتطلب حسابا للتوازنات، منذ مئة عام وموازين العرب لم تتغير. بدأ العمل على محو القضية وتهجير وقتل أهلها والاستيلاء على الأرض والحق منذ وعد بلفور، وكلما تيقن الصهاينة ومن يشايعهم بتحقق حلم وأد القضية، ينبعث لهم طائر الفينق من تحت الرماد فيبعثر أحلامهم وأمانيهم، فيعودون وإعلامهم المتصهين للعويل مجددا ضد المقاومة الفلسطينية، برغم أن كل الدساتير السماوية والأرضية كفلت حق مقاومة المحتل.

الآن سؤالي الممض، كيف أصبح مهند التركي بمسلسله التلفازي المتفسخ أو شيخ من شيوخ داعش نموذجين يقتدي بأحدهما شبابنا، كيف غابت الوسطية عن الأمة الوسط، كيف غاب التسامح والقدرة على العيش مع المختلف، ليس مهما الآن من المسؤول، الأهم البحث عن سبل الخلاص.
** أرادت عكاظنا أن تروج لمقالي الجمعة الفارطة فنشرته باسم الزميل عيسى الحليان، في العدد الإلكتروني ظهر المقال باسم وصورة الزميل الكبير، ولما لم تنوه عكاظ وخوفا أن يؤخذ أستاذنا بجريرة ركاكة أسلوب وفكرة ذلك المقال، وجدت لزوم التنويه.