جاء بالأخبار أن أطباء القلب في مستشفى لندن ابتكروا أسلوبا جديدا في إجراء الجراحة لمرضاهم، ويتوقعون أن يحدث هذا الأسلوب ثورة في جراحات القلب.
والأسلوب الجديد لا يعتمد على زرع الأعضاء أو شيء من هذا القبيل ولكن على جرعة من الأغاني العاطفية، وقريبا يستطيع مريض القلب في المستشفيات البريطانية أن يستلقي ويستمع إلى طبيبه الخاص أو الجراح وهو يترنم بأغنية عاطفية أثناء قيامه بإجراء الجراحة له.
والتجربة التي تنفذ حاليا في مستشفى (بروك جنرال) تطلب من كل أعضاء فريق الجراحة بداية العملية الجراحية بالغناء بمن فيهم الممرضون والمساعدون.
ويفضل الأطباء أن يخدروا مرضاهم تخديرا موضعيا وليس كليا، لكي لا يفوت عليهم هذا العرض الشيق.
ولا شك أن هذه طريقة رائعة وغير مسبوقة، وبحكم أن قلبي عليل من كثرة هيجانه، فإنني أوصي لو قدر لي أن أجري عملية لتحويل مساره ليسير على الصراط المستقيم، فلن أجريها إلا في ذلك المستشفى.
المعضلة التي سوف تواجهني وتواجه الأطباء والممرضين والممرضات هي نوعية الأغاني، فمزاجي مثلا لا ينطرب على أغاني الإنجليز، لأن هذا لو حصل فسوف تكون النتيجة عكسية، كما أنهم للأسف لا يعرفون أغاني محمد سندي وعمر كدرس وحجاب بن نحيت وعائشة المرطا، هذا إلا إذا خضعوا لدورة مكثفة واستطاعوا كمجموعة أن يترنموا بالأغاني التي تطربني، ومن الصعب بل ومن شبه المستحيل أن يتحقق ذلك.
وإلى أن تحل تلك المعضلة سوف أرجئ تلك العملية، أو أن يسترد الله أمانته بهدوء .
ولا شك أن الموسيقى والأغاني التي هي مغروسة في جينات البشر، كان لها دور في بلورتهم وصياغتهم وانعتاقهم وسلواهم وعزاهم وأملهم كذلك.
وأحزنني جدا، وأثار دهشتي عندما سمعت شيخا جليلا من مشايخنا يحرص على عدم سماع الموسيقى والأغاني، قائلا بفمه المليان: إنها تمرض القلب (!!).
تمنيت في مرحلة من مراحل حياتي أن أكون مطربا، وأكبر دلالة أنني حاولت التعلم على عزف العود وفشلت فشلا ذريعا، إلى جانب أن صوتي يتحلى بنشاز لا بأس به، لهذا قصرتها من أولها ورضيت من الغنيمة بالإياب.
غير أن هذا لا يمنع أنني لا زلت مصرا على الغناء لنفسي عندما أكون تحت (الدش) في الحمام مستغلا صدى الصوت وهو يتردد من الجدران.
والذي كان يزعجني هو أنني حافظ سيئ لكلمات الأغاني، فما إن أبدأ بأول (كوبليه) حتى أزرقن وأتوقف، وشكوت لأحدهم عن علتي تلك، وقد حلها لي جزاه الله خيرا، وذلك عندما طلب مني كتابة كلمات الأغاني التي أريد أن أترنم بها، وكتبت له كلمات ست أغانٍ منفردات، وبعد يومين أحضرها لي وهي على ورق صقيل مقاوم للماء، وفرحت جدا بهذا الإنجاز، فكنت في كل صباح ألصقها أمامي على جدار الحمام وأفتح الدش ثم أصدح بالجعير بالطبقات العليا من صوتي وأكون في غاية السعادة والانشراح والانشكاح كذلك.
المشكلة أن أهل بيتي في النهاية هم الذين تأذوا من ذلك، إلى درجة أن معاملتهم معي قد تغيرت للأسف.
والأسلوب الجديد لا يعتمد على زرع الأعضاء أو شيء من هذا القبيل ولكن على جرعة من الأغاني العاطفية، وقريبا يستطيع مريض القلب في المستشفيات البريطانية أن يستلقي ويستمع إلى طبيبه الخاص أو الجراح وهو يترنم بأغنية عاطفية أثناء قيامه بإجراء الجراحة له.
والتجربة التي تنفذ حاليا في مستشفى (بروك جنرال) تطلب من كل أعضاء فريق الجراحة بداية العملية الجراحية بالغناء بمن فيهم الممرضون والمساعدون.
ويفضل الأطباء أن يخدروا مرضاهم تخديرا موضعيا وليس كليا، لكي لا يفوت عليهم هذا العرض الشيق.
ولا شك أن هذه طريقة رائعة وغير مسبوقة، وبحكم أن قلبي عليل من كثرة هيجانه، فإنني أوصي لو قدر لي أن أجري عملية لتحويل مساره ليسير على الصراط المستقيم، فلن أجريها إلا في ذلك المستشفى.
المعضلة التي سوف تواجهني وتواجه الأطباء والممرضين والممرضات هي نوعية الأغاني، فمزاجي مثلا لا ينطرب على أغاني الإنجليز، لأن هذا لو حصل فسوف تكون النتيجة عكسية، كما أنهم للأسف لا يعرفون أغاني محمد سندي وعمر كدرس وحجاب بن نحيت وعائشة المرطا، هذا إلا إذا خضعوا لدورة مكثفة واستطاعوا كمجموعة أن يترنموا بالأغاني التي تطربني، ومن الصعب بل ومن شبه المستحيل أن يتحقق ذلك.
وإلى أن تحل تلك المعضلة سوف أرجئ تلك العملية، أو أن يسترد الله أمانته بهدوء .
ولا شك أن الموسيقى والأغاني التي هي مغروسة في جينات البشر، كان لها دور في بلورتهم وصياغتهم وانعتاقهم وسلواهم وعزاهم وأملهم كذلك.
وأحزنني جدا، وأثار دهشتي عندما سمعت شيخا جليلا من مشايخنا يحرص على عدم سماع الموسيقى والأغاني، قائلا بفمه المليان: إنها تمرض القلب (!!).
تمنيت في مرحلة من مراحل حياتي أن أكون مطربا، وأكبر دلالة أنني حاولت التعلم على عزف العود وفشلت فشلا ذريعا، إلى جانب أن صوتي يتحلى بنشاز لا بأس به، لهذا قصرتها من أولها ورضيت من الغنيمة بالإياب.
غير أن هذا لا يمنع أنني لا زلت مصرا على الغناء لنفسي عندما أكون تحت (الدش) في الحمام مستغلا صدى الصوت وهو يتردد من الجدران.
والذي كان يزعجني هو أنني حافظ سيئ لكلمات الأغاني، فما إن أبدأ بأول (كوبليه) حتى أزرقن وأتوقف، وشكوت لأحدهم عن علتي تلك، وقد حلها لي جزاه الله خيرا، وذلك عندما طلب مني كتابة كلمات الأغاني التي أريد أن أترنم بها، وكتبت له كلمات ست أغانٍ منفردات، وبعد يومين أحضرها لي وهي على ورق صقيل مقاوم للماء، وفرحت جدا بهذا الإنجاز، فكنت في كل صباح ألصقها أمامي على جدار الحمام وأفتح الدش ثم أصدح بالجعير بالطبقات العليا من صوتي وأكون في غاية السعادة والانشراح والانشكاح كذلك.
المشكلة أن أهل بيتي في النهاية هم الذين تأذوا من ذلك، إلى درجة أن معاملتهم معي قد تغيرت للأسف.