ما إن تطأ قدماك مركز إكرام الموتى بمحافظة القريات حتى تستقبلك روائح الموت والسدر والكافور وحكايا نسجها الألم والفقد والفاجعة، ومن أصعب ما يمر على العاملين بالمركز وفيات الحوادث التي يتم استلامها من المستشفى وتحتاج إلى خياطة الجروح حتى لا يتأثر ذووهم عند لقائهم الأخير بالمنظر الذي تشوه وتظل صورته مؤلمة عالقة في أذهانهم لمدة طويلة. وذكر المشرف على مركز إكرام بالقريات فواز العنزي، الذي بين أن حوادث الوفاة هي من أشد الحالات التي تواجههم وخاصة التي تستلزم خياطة وترقيع، حيث يتم تسليم الجثث من المشرحة بعضها كسور تحتاج إلى تجبير والأخرى إلى خياطة الجروج، ونضطر إلى خياطة الجروح التي نكتشف وجودها في أجساد بعض الجثث، عطفا على أننا لا نملك الأدوات الصحية لخياطة الجروح، مشيرا إلى أنهم يواجهون الإحراج من ذوي المتوفين بسبب تأخرهم في غسل موتاهم بسبب خياطة الجروج وإخفائها. كما طالب العنزي إدارة المستشفى في إشعارهم بالمتوفين المصابين في شهادة الوفاة بالأمراض المعدية والفيروسات الخطيرة، كالتهاب الكبد الوبائي وإنفلونزا الخنازير، مشيرا إلى أن أغلب موظفيهم الذين يباشرون تلك الحالات يتسلمون بدل طب شرعي وعليهم الالتزام والقيام بواجبهم كما هو محتم عليهم. وبدورها تواصلت «عكاظ» مع المتحدث الرسمي في صحة القريات بدر المدهرش، الذي تجاهل الاستفسارات دون رد منذ أسبوعين.