-A +A
نادر العنزي (تبوك)
مع بداية كل عام دراسي، تبدأ الصراعات بين المعلمين على الجدول المدرسي، فالنسبة الغالبة من المعلمين يطمح بجدول «مريح» طوال العام الدراسي، وتظل هذه المشكلة قائمة خلال الأسابيع الأولى من كل فصل دراسي، حيث تكثر الشكاوى بين المعلمين، وتصبح الفصول فارغة بسبب «مشاكل» الجدول الدراسي.
ولعل من أكثر المشاكل التي تحدث بين المعلمين، وتُشكل صداعا يوميا مزمنا لمديري ووكلاء المدارس، الرفض الكبير الذي يجدونه من المعلمين بإسناد موادهم في «الحصة السابعة»، ولعل أغلبهم يحاول جاهدا أن يريح نفسه على حساب زملائه، وهو ما يزيد الأمور تعقيدا.

ويرى عدد من المعلمين، من وجهة نظرهم الشخصية، أن هنالك محسوبيات في إسناد «الحصة السابعة»، مع افتقاد للمعايير التربوية والعلمية، فيما يرى آخرون أن عددا من مديري المدارس يتخذون الحصة السابعة كوسيلة عقابية تجاه بعض المعلمين.
وفي ذات الوقت، أكدت وزارة التعليم في تعميم لها، أنه لا مانع من إسناد جميع المواد في الحصة السابعة، إلا أنها استثنت مادة الرياضيات فقط منها، والتخفيف منها قدر الإمكان في الحصتين الخامسة والسادسة.
«عكاظ» استقصت آراء عدد من العاملين في الميدان التربوي عن سبب رفضهم للحصة السابعة، حيث تباينت آراؤهم بشأن خلافهم حول العمل في تلك الحصة المختتمة لليوم الدراسي.


إحراج وشكاوى
ابتدر خالد الشهري (مدير مدرسة) الآراء، حينما قال: «نجد حرجا كبيرا في إسناد الحصة السابعة للمعلمين، في ظل تهرُّب كثير منهم عنها، وتزايد لهجة الشكاوى فيما بينهم»، مشيرا إلى أن الشكاوى تستمر بين المعلمين لأسابيع عدة.
وأبان الشهري أن الحصة السابعة تسند لجميع المعلمين، باستثناء معلمي مادة الرياضيات، كونها مادة علمية تحتاج إلى تركيز عالٍ، وقد صدر تعميم وزاري بذلك، مؤكدا في ذات الوقت أن هنالك اعتراضا من معلمي المواد العلمية الباقية، تجاه هذا القرار.

عدل بين المعلمين
في اعتقاد المعلم سعد الشهراني، أن مواد الأحياء والفيزياء والكيمياء، يجب ألا تسند للمعلم في الحصتين السادسة والسابعة، أسوة بمادة الرياضيات، مشيرا إلى أن استيعاب الطالب يقل تدريجيا في الحصص الأخيرة.
إلا أن مدير المدرسة بدر الخناني، يرى أنه طالما تمثل الحصة السابعة مشكلة بارزة بين المعلمين في ظل الشكاوى التي يتلقاها بين حين وآخر، أنه يجب العدل بين المعلمين في توزيعها بالتساوي، مع الأخذ في الحسبان استبعاد مادة الرياضيات بحسب التعميم الوزاري الأخير، منوها أيضا بطلب استبعاد مادتي الفيزياء والكيمياء من الحصتين السادسة والسابعة قدر الإمكان.

حتى «البدنية» ترفض
ولم يخف معلم التربية البدنية فهد الخالدي، رفضه الرمي بحصة البدنية في آخر الدوام المدرسي بإشغال فراغ الحصة السابعة الذي يحدث كثيرا خلال الأسبوع، وقال الخالدي: «حصة التربية البدنية لا تقل أهمية عن الرياضيات، ومن الصعب أن تكون حصة سابعة، في ظل حرارة الأجواء»، مبينا أنه يفضل أن تكون في الحصص الأولى لزيادة نشاط الطلاب، وتهيئتهم لليوم الدراسي بشكل جيد.

قرار يرفع الحرج
من جانبه، أكد المشرف التربوي في إدارة تعليم ينبع نوح الغانمي، أن التعميم الوزاري واضح بشأن الحصة السابعة من خلال عدم إدراج مادة الرياضيات فيها وإن أمكن عدم إدراجها في الحصتين الخامسة والسادسة، مشيرا إلى أن هذا القرار قد يدعم مديري المدارس ويرفع الحرج عنهم، أثناء تنسيق جدول الحصص للمعلمين.
ونوه الغانمي إلى أنه يفترض على مدير ومديرات المدارس العدل بين المعلمين والمعلمات في توزيع الحصص، من خلال توزيع الحصة السابعة بالتساوي. وأبان أنه خلال جولاته الإشرافية لمس عددا من المشكلات بين المعلمين بشأن الحصة السابعة، مشيرا إلى أنه تم حلها من خلال الاجتماع مع المعلم المُعترض، وبيان ماله وما عليه، مطالبا المعلمين بأن يضحوا من أجل الطالب.

«الفنية» لا تعترض
بالنسبة لمعلم التربية الفنية خالد فرحان العنزي، فقد أكد أنه لا يمانع أن تكون مادته في الحصة السابعة أو الحصص الأخيرة عموما، مشيرا إلى أن المادة مرحة ومسلية، وبإمكان الطلاب التفاعل معها في كافة أوقات اليوم الدراسي.
ونوه العنزي إلى أنه لم يسبق له الاعتراض على جدوله المدرسي، في ظل تواجد حصصه الأسبوعية في الجزء الأخير من الدوام الدراسي، مبينا أن الهدف الأسمى الذي أتوا من أجله هو الطالب، ولا بد من التضحية لأجله.

.. ورفض «العربية»
أما معلم اللغة العربية هاني الذبياني، فقد رفض تماما أن تكون مادته «حصة سابعة»، مشيرا إلى أنه عانى كثيرا من استغلال مادته، وتسكينها في الحصص الأخيرة من اليوم الدراسي. وقال: «استيعاب الطلاب يقل تدريجيا في اليوم الدراسي، ومواد اللغة العربية لا تقل أهمية عن المواد العلمية، وتحتاج إلى تركيز عالٍ، وأتمنى من وزارة التعليم أن تنظر بعين الواقع لمواد اللغة العربية، وعدم إدراجها في الحصص الأخيرة لمصلحة الطالب».
وذكر الذبياني أن الكثير من المعلمين لا مانع لديهم من أن تكون مادته الحصة السابعة، لكن دون تكرارها أكثر من مرة خلال الأسبوع، مشيرين إلى أن هناك برامج إلكترونية بإمكان مدير المدرسة أو المسؤول عن تصميم الجدول الاعتماد عليها، مؤكدين أنها تستخرج الجدول المدرسي بشكل عادل ودقيق.

غضبة على معلمي الرياضيات
معلمو الرياضيات كانوا الأكثر ارتياحا، وهم يرون أن قرار عدم وضع مادتهم في الحصتين السادسة والسابعة انتصارا لهم، بعد سماعهم لسنوات عن مثل هذا القرار غير المؤكد في السابق، وتم حسمه أخيراً من قبل الوزارة بشكل نهائي.
إلا أنه في المقابل، أبدى عدد من المعلمين -رفضوا ذكر أسمائهم- غضبهم تجاه تمييز مادة الرياضيات على حساب مواد، حيث يرون أن جدول الحصص المدرسية في أغلب المدارس وخصوصا «الحصة السابعة» فيه نوع من المحسوبية، مشيرين إلى أنهم تعرضوا في جداولهم لظلم كبير خلال السنوات الماضية. ونوه المعلمون إلى أن المشكلة تكمن في عدم معرفة المعلمين لأنظمة وقوانين الجدول المدرسي، في ظل عدم وجود دليل خاص لهم، مطالبين بذات الوقت وزارة التعليم بإصدار دليل خاص بالجدول المدرسي وتوزيعه على جميع المعلمين، كي تكون جميع الأمور واضحة أمامهم، بما يجنب مديري المدارس الحرج.