-A +A
مكارم صبحي بترجي
في الوقت الذي أعلنت فيه «النرويج» أنها تخطط لإعادة عدد من طالبي اللجوء السوريين إلى روسيا بعد أن دخلوا أراضيها عن طريق مقاطعة مورمانسك الروسية، وانطلاقا من أنهم قد أقاموا في الأراضي الروسية لفترات طويلة ولهم الحقوق في البقاء في أراضيها بصفة شرعية.
رغم هذا نجد اشتعال صراع محموم بين عدد من دول العالم للحصول على هؤلاء اللاجئين كمهاجرين، في الوقت الذي تنظر فيه شعوب العالم إلى قضية اللاجئين السوريين على أنها مأساة إنسانية تحتاج إلى تضافر الجهود الدولية؛ من أجل تخفيف وطأتها على أصحابها.. ويعود هذا الصراع إلى رغبة كل من «كندا، وأستراليا، وسويسرا» في إدخال أكبر عدد من اللاجئين السوريين إلى أراضيها وإجراء عملية فرز لهم، بحيث تمنح حكومات هذه الدول «أصحاب الدرجة العالية من الذكاء والعباقرة» هؤلاء اللاجئين جنسيتها، وتكون بالتالي قد فازت بنوعيات راقية من العقول العربية، التي يمكنها أن تساهم في مزيد من تقدم هذه البلاد.

وتأتي كندا على رأس الدول التي تفتح الباب للهجرة إليها بشرط أن يكون هؤلاء المهاجرون من الأذكياء، المتفوقين في علومهم ودراساتهم؛ بحيث يتم الاستفادة منهم ومن علمهم في بناء مجتمع متقدم ومتطور يعتمد على العلم والنبوغ، وهو ما جعل الكنديين يعتبرون فرصة تدفق اللاجئين على الدول الأوروبية فرصة لا تعوض للحصول على هذه النوعية من البشر.
وعلى النهج ذاته تسير سويسرا وتتسابق على إخراج نفسها من بوتقة الدولة التي لا يفهم مجتمعها إلا في المال، عبر نوعية متميزة من العقليات التي تضيف للمجتمع السويسري مزيدا من الثراء العلمي والفكري.. ويشارك في هذا الصراع المحموم أستراليا، على النوعية ذاتها من البشر، حيث تمنح المهاجرين لديها مزايا هائلة ومنها الفيزا الذهبية للمواطن الذي يريد أن يعيش بها مع تيسير الحياة له تماما وإعطائه فرص الاستثمار.
ولم يقف الصراع عند كندا وسويسرا وأستراليا، وإن كانت هي الأكثر اهتماما بالأمر، إذ دخل مجال المنافسة على المهاجرين العباقرة، الدب الروسي، بشرط البحث عن أصول هؤلاء المهاجرين وانتماءاتهم، فضلا عن أن موسكو تفضل الرجال على النساء حتى يمكنها حل أزمة اجتماعية خطيرة وهي إصرار الشباب الروسي على العزوف عن الزواج.
وفي هذا الصدد، أنشأ نشطاء من النمسا وألمانيا «محطات بلاستيكية» مزودة بأحدث التقنيات التكنولوجية في عرض البحر؛ بغرض مساعدة اللاجئين القادمين من هذا الطريق، وأضاف النشطاء إلى هذه المحطات العائمة، تقنيات الهواتف التي تعمل بخدمة الـ«GPS» والطاقة الشمسية من أجل مساعدة اللاجئين على الاتصال للاستغاثة عند تمكنهم من الصعود إلى سطح المحطة.. ولقيت الفكرة التي أقدم عليها الشباب، ردود أفعال كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتبنى عدد من النشطاء بعد الإعجاب بتلك الفكرة الدعوة إلى التبرع لتوسيع نطاق تلك المحطات لتشمل أماكن كثيرة في البحر للعمل على إنقاذ عدد أكبر من اللاجئين.