-A +A
عبدالاله الهوساوي
عندما نتحدث عن الجودة الصحية، يتبادر إلى الاذهان مدير المستشفى (المركز الصحي) أو الممارسون الصحيون من أطباء وتمريض وفنيين... إلخ.
ومع أن هؤلاء يمثلون جزءا كبيرا من المعادلة، إلا أن هنالك أطرافا أخرى مهمة للتأكد من ضمان الجودة داخل أروقة المنشآت الصحية.

دعونا نأخذ على سبيل المثال أحد المواضيع «الساخنة» في القطاع الصحي السعودي: موضوع كورونا.
ما هي مسؤولية الأطراف المختلفة لضمان القضاء على كورونا؟
فبالإضافة إلى جميع العوامل والأطراف الموجودة داخل المستشفى من: مدير مستشفى، ومدير طبي، ومدير إداري، إلى رؤساء الأقسام المختلفة، إلى الكادر الصحي (بشقيه الإكلينيكي والإداري)، هنالك أطراف كثيرة «خارج المستشفى» تقع عليها مسؤولية محاربة كورونا والقضاء عليه.
- الإعلام: فبدلا من أن يخرج علينا مقدم أحد البرامج التلفزيونية «بالصراخ» وإلقاء اللوم على وزارة الصحة أو الكادر الصحي، وبدلا من أن يتلاعب أحد الكتاب أو المذيعين بمشاعر القراء والمستمعين، هنالك دور بناء ومهم يجب على الإعلام الصحي القيام به.
هذه بعض الأدوار المهمة التي يجب أن يلعبها الإعلام:
طرح الأسئلة المهمة على المسؤولين.
إعلام المجتمع اعتمادا على الإحصائيات الصحيحة عن حجم المشكلة.
إيضاح بعض التجارب الناجحة للدول في محاربة الأوبئة.
- الإدارة والتمويل: فبدل أن يقوم الموظفون (الموجودون خارج المستشفى) والمسؤولون عن إدارة وتمويل هذه المستشفيات، بإلقاء اللوم على أقسام وإدارات داخل المستشفى، هل قام هؤلاء بمسؤولياتهم تجاه المستشفى؟!
هذه بعض الأدوار المهمة في هذا المجال:
توفير الكادر الصحي المؤهل للمستشفى.
الإسراع بصرف وتوفير الأدوية والمعدات الطبية التي تساعد في محاربة الأوبئة والتقليل منها.
الإسراع في تمويل المشاريع التحسينية للتقليل من العدوى.
- المرضى وذووهم:
وبما أن المرضى هم العنصر الرئيسي الذي تتمحور حوله خدمات القطاع الصحي، فإنه من المهم جدا تمكينهم من المعلومة الصحيحة، وإعطاؤهم الفرصة للعمل كجزء فعّال من منظومة محاربة الأوبئة كفيروس كورونا وغيره.
هذه بعض الأدوار المهمة للمرضى في هذا المجال:
تثقيف أنفسهم عن الأوبئة وكيفية التقليل من الإصابة بها.
إيصال الصورة الكاملة (سلبا أو إيجابا) لما يحدث لهم داخل المستشفى للمسؤولين حتى يتمكنوا من قياس الأداء بطريقة صحيحة.
أردت من خلال الأمثلة التي ذكرتها أعلاه تسليط الضوء على العوامل المسؤولة عن ضمان الجودة في القطاع الصحي، وأن تبسيط الموضوع في أشخاص قلائل دون النظر إلى مسؤوليات الأفراد المختلفة في المنظومة الصحية، (سواء داخل أو خارج المستشفى) لا يخدم الموضوع ولا يساعد في إيجاد الحلول الناجعة للكثير من المشكلات.