-A +A
سعيد السريحي
عمال النظافة لن يذهبوا للعمل في جامعة أم القرى، وعاملات النظافة لن يذهبن للعمل في جامعة الأميرة نورة، الأسباب اختلفت غير أن النتيجة واحدة، عمال جامعة أم القرى توقفوا عن العمل لضعف مرتباتهم، وعاملات جامعة نورة أوقفن عن العمل لإصابة إحداهن بفيروس كورونا واشتباه إصابة ثلاث أخريات بنفس الفيروس.
الجامعتان أعلنتا براءتهما من المشكلتين، أم القرى أعلن المتحدث باسمها عن أن مشكلة ضعف رواتب العمال مشكلة بين الشركة وعمالها ولا دخل للجامعة بها، أما جامعة نورة فقد أصدرت بيانا تؤكد فيه سلامة طالباتها من أي إصابة بالفيروس وأن المصابة والمشتبه بإصابتهن من عاملات شركة تعاقدت معها الجامعة، ويبدو من الإعلان أن الجامعة مطمئنة إلى أن أيا من طالباتها لم تلتقط الفيروس من العاملات المصابات وأن الأيام القادمة لن تكشف عن تلك العدوى.
ومع التسليم ببراءة الجامعتين على المستوى النظامي، إلا أن المستوى الأخلاقي للمشكلتين يرسم عدة دوائر حول هذه البراءة، ذلك أن تعاقد أي جامعة مع أي شركة ينبغي أن يكون مبنيا على ملاءة تلك الشركة ووفائها بالتزاماتها تجاه العاملين فيها ومن تلك الالتزامات العدالة في تقدير رواتب العاملين في تلك الشركات وتسليمها لهم في مواعيدها، ولذلك فإن أي خلل في عقود تلك الشركات تجاه عمالتها لا يمكن أن تنفض منه الجهات المتعاقدة معها يدها منها وتعلن براءتها، وعلى الجامعات بالذات أن تدرك هذه المسؤولية الأخلاقية وتعمل بموجبها إذا أرادت أن تخرج أجيالا لا يكون همها غير المسارعة بإعلان البراءة والتخلي عن أدنى مسؤولية.
وإذا كان تدني الرواتب سبب المشكلة في جامعة أم القرى فإن تفاصيل إصابة عاملات الشركة المتعاقدة مع جامعة نورة تكشف عن أمر آخر يتمثل في سكن أولئك العاملات، فهن 36 عاملة يسكنّ في ثلاث غرف، أي بمعدل 12 عاملة في الغرفة الواحدة، فهل فكرت الجامعة في الوضع الإنساني للعاملات وأدركت أن المسؤولية الأخلاقية تجاههن وهن يعملن لديها لا يمكن لها أن تتيح بها إعلان سلامة طالباتها فحسب؟.

suraihi@gmail.com


للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة