-A +A
عبدالعزيز الربيعي (الجموم)
في حراك آخر لـ «عكاظ» في أروقة الجموم، اتضح أن هذه المحافظة التي تمثل البوابة الشمالية للعاصمة المقدسة، تعاني كثيرا من المشاريع المتعثرة والمتأخرة، حيث تمثل معاناة ناطقة للسكان، بنفس المعاناة من حركة الشاحنات في طرقها الصغيرة طوال 24 ساعة، كما أشرنا لذلك بالأمس. ولعل هذا التعثر والتأخير في المشاريع، يؤجل أحلام سكان الجموم بتطوير محافظتهم، التي تعد من أبرز المحافظات في منطقة مكة المكرمة لموقعها الاستراتيجي، حيث لا تزال مداخل المحافظة تبحث عن تنفيذ مناسب، والهاجس الأكبر هو مشروع المستشفى الحكومي الوحيد الذي لم يكتمل بعد، حيث يحتاج لوقفة من وزارة الصحة والشؤون الصحية في منطقة مكة المكرمة، من أجل إكمال منشآته ومن ثم تشغيله ليقدم خدماته للبسطاء في قرى الجموم.


قبل أربع سنوات تقريبا، احتفل أهالي محافظة الجموم حتى الصباح عقب اختيارها ضمن المدن الصحية، وشارك المواطنون والمسؤولون في تلك الاحتفالية التي منحتهم لقب المدينة الصحية بين 1000 مدينة تم اختيارها، لتصبح ضمن 25 مدينة صحية في المملكة. وتمنى السكان في تلك الاحتفالية أن يكون ذلك الاختيار سببا لتحقيق تنمية مستدامة مستمرة، تستدعي تحقيق التطوير بمحافظة الجموم بتكافل الجميع، وأصبحوا عقب ذلك يحلمون بالكثير من المشاريع التي يمكن أن تشهدها محافظتهم، من أجل تقليل المخاطر الصحية والاجتماعية والبيئية لخدمة أفراد المجتمع، حيث لا يزال الأهالي يتطلعون إلى تنفيذ حلقات التطوير لمدينتهم الصغيرة، لتتقدم بين قريناتها في المملكة.


تمديد عقد المستشفى الوحيد
وبخصوص المستشفى الوحيد المتعثر، أكد المواطن محمد الصاعدي أنه على بالرغم من مرور عام على الانتهاء من مدة العقد لمشروع مستشفى الجموم العام (سعة 100 سرير) والتمديد للمشروع لمدة ستة أشهر، إلا أنه لا يزال متعثرا، في ظل صمت وزارة الصحة لتكليف الشركة بسرعة تنفيذ المشروع، الذي سيخدم السكان ويساهم في تقديم كافة الخدمات الطبية لهم.
ولعل العدد البارز من سكان وزوار الجموم يتساءلون باستمرار عن الأسباب، التي ساهمت في تأخير تنفيذ المستشفى، الذي يفترض أن يتم الانتهاء منه بحسب العقد ولوحة المشروع في نهاية العام قبل الماضي (1435هـ)، إلا أن المدة المحددة للعقد انتهت دون تنفيذ المشروع؛ ما حدا بوزارة الصحة لتمديد العقد للمقاول ستة أشهر، إلا أن هذه المدة لم تنته من تنفيذ المشروع، بل لا يزال متأخرا عن الوقت المحدد؛ ما دفع السكان للجوء إلى المركز الصحي في المحافظة، والذي يحتاج للمزيد من الاهتمام في أكثر من اتجاه، من مبناه إلى الخدمات التي تمنح للمرضى عند مراجعتهم، حيث لا يزال مكانك سر.

موقع المستشفى بلا عمالة
وعند وصول «عكاظ» إلى موقع بناء مستشفى الجموم، الذي يواصل معاناة انتظار حلم الانتهاء من تنفيذه، اتضح أنه لا وجود يذكر للعمالة، سوى عدد قليل جدا لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، لا يمكنهم أن يكملوا العمل لتشطيب أحد المنازل، وهذا هو الواقع حقا.
عدد قليل من العمال تواجدوا أمام البوابات، بينما كانت المعدات الثقيلة للشركة المنفذة جاثمة في أماكنها، لا تفعل شيئا سوى إغلاق المكان، وهناك أكوام من الرمال تحيط موقع الإنشاءات، بما يهدد السكان في المناطق المحيطة بالإصابة بـ «الربو».

تحويلات المركز الصحي
وفي ظل استمرار توقف مشروع المستشفى، يظل المركز الصحي في الجموم يعاني من نقص العديد من الخدمات، من أجل تقديم الرعاية للمواطنين.
وفي هذا الجانب، يشير المواطن عبدالله العتيبي إلى أن التحويلات الطبية التي يحيلها المركز الصحي إلى مستشفيات مكة المكرمة، يمثل دليلا واضحا على معاناة السكان في الجموم، وقدرتهم على الصبر من أجل التحرك الملموس لإكمال مشروع المستشفى الحكومي، لخدمتهم وخدمة زوار محافظتهم. وأشار العتيبي إلى أن الكثير من أبناء الجموم، اعتادوا على الذهاب إلى مكة أو جدة من أجل العلاج في الكثير من التخصصات الطبية، مطالبا بمساواة المحافظة ببقية محافظات منطقة مكة، التي تتوفر بها مستشفيات حكومية بينما الجموم لا تزال محرومة منها.
وفي نفس الإطار، أكد المواطن علي الحربي أنه يجب على وزارة الصحة أن تقوم بمتابعة تنفيذ مشروع المستشفى، وعليها أيضا دعم المراكز الصحية القائمة حاليا في الجموم وقراها، وتزويدها بالأطباء من كافة التخصصات، واستكمال التجهيزات التي لا تتوفر فيها حاليا؛ ما دفع الكثير من السكان إلى التوجه للمستوصفات الخاصة، التي تستنزف جيوب المواطنين وذوي الدخل المحدود. وأضاف الحربي أن أهالي الجموم ينتظرون وعود وزارة الصحة، التي مضى عليها ست سنوات منذ اعتماد المشروع دون تنفيذ.

سكان «النقابة» مهددون بالخطر
ولا يزال أهالي حي النقابة في الجموم على الرغم من حداثته ومبانيه الجميلة، يستشعرون التهديد بالخطر، بسبب عدم وجود مخرج الحي. وتقدم سكان الحي بالعديد من المطالبات المتكررة من أجل تنفيذ مدخل مناسب، حيث يضطرون إلى المرور بمركباتهم عبر العبارات ومجرى السيل، في ظل عدم وجود بديل.
وفي هذا الجانب، أوضح المواطن مسفر الجهني أن الطلاب والطالبات والموظفين من سكان الحي، يضطرون في انتقالاتهم اليومية لعبور الوادي تحت الجسر، معرضين حياتهم للخطر خصوصا عند وقت هطول الأمطار وجريان الوادي، مطالبا المسؤولين بإعادة النظر في مدخل الحي والبحث عن البديل لإغلاق العديد من المخارج على طول شوارع الجموم، لما تسببه للمواطنين.
ونوه الجهني إلى أن عددا من الشوارع تعاني من إغلاق مخارج الدوران؛ ما يرغم سالكيها إلى التحول إلى مخارج بعيدة تعرقل سير المواطنين، وتتسبب في إغلاق الطرقات بأرتال السيارات، وطالب الجهات ذات العلاقة بسرعة إعادة النظر في تنفيذ عدد من المداخل والمخارج.

مجاري السيول .. تنفيذ وإزالة
أهالي الجموم يتذكرون مشروع تنفيذ المجاري لدرء السيول، ثم إزالته بعد تنفيذه.
هذا الوضع بات يهدد سكان المحافظة فعلا، ويتسبب في تشويهها من الجهة الغربية؛ ما دعاهم لتكرار المطالبة لجهات الاختصاص بضرورة تنفيذ مشروع الحماية من السيول عقب هطول الأمطار.

«صحة مكة»: تعثُّر المستشفيات شأن وزاري


عندما رمينا بكل ما جاء على لسان أهالي الجموم من معاناة بشأن تأخر مشروع المستشفى الحكومي، إلى المتحدث الرسمي لمديرية الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة عبدالوهاب شلبي، اعتذر عن إبداء وجهة نظر إدارته في الموضوع، مؤكدا أن تعثر مستشفى الجموم يستدعي الاستفسار منه في وزارة الصحة مباشرة، كون المستشفيات ترتبط عقودها بالوزارة. وأوضح شلبي في الوقت نفسه، أن صحة مكة تولي اهتماما بالمراكز الصحية المتواجدة في الجموم وقراها.