-A +A
هاشم الجحدلـــي
من يستعيد الإرث الاستشراقي حول الجغرافيا والتاريخ والشعوب العربية، سوف يجد إرثا هائلا انطلق من الرحالة وتعزز مع المؤرخين وتشكل مع المبدعين. وكانت الحصيلة كتبا ودراسات وأبحاثا ولوحات وروايات وقصصا أيضا.
ومن الذين كانت حصيلتهم القصصية أكبر من سواها في التعاطي مع الشأن الاستشراقي وتحديدا في مجال الرحلات الرحالة السويسرية إيزابيل ايبرهاردت التي امتزجت بأجواء المغرب العربي وعاشت واعتنقت الإسلام في الجزائر ومرت بكل الطرق التي بها القوافل في شمال أفريقيا.

وسبب استعادتي السويسرية هنا هو العدد الأخير من مجلة الدوحة، التي عودت قراءها في السنوات الأخيرة على كتاب مرفق مع المجلة ليكون هدية للقراء وكان الكتاب المرفق لعدد أكتوبر هو «ياسمينة وقصص أخرى» المجموعة القصصية الشهيرة للرحالة الفرنسية إيزابيل ايبرهاردت بترجمة بوداد عمير مما أثار دهشتي وسبب الدهشة هو أن بعض أبرز هذه القصص سبق ترجمتها في سلسلة خليجية موازية هي سلسلة إبداعات عالمية الكويتية (أغسطس - 2012)
بترجمة حسن دواس، والذي نشر أيضا عن دار أروقة «نجيب اللوز» إحدى قصص هذه المجموعة
ومهما تعددت المبررات فإن من وجهة نظري أن إضافة قصة هنا وحذف قصة من هناك ليس مبررا مقنعا، ولكن الذي يزيد الأمر غرابة هو أن هذه المجموعة التي صدرت مع الدوحة (أكتوبر - 2015) سبق إصدارها عن دار القدس العربي بوهران - 2011.
ومما يثير التعجب أكثر أن الأعمال الكاملة لإيزابيل صدرت في جزءين عن دار الجمل عام 2014 بترجمة عبدالسلام المودني ومراجعة صالح الأشمر.
ولكن بمقارنة بين ترجمتي دواس وبوداد التي مجال مقارنتا هنا نستطيع أن نقول إن ترجمة بوداد عمير أجمل
..
أخيرا
المترجمان دواس وبوداد كلاهما من الجزائر
..
بعد الأخير
سيرة إيزابيل إيبرهاردت تستحق أن تقرأ.