-A +A
ردينة فارس (غزة)
بعد إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن إسرائيل وافقت على اتخاذ تدابير من أجل تهدئة الأوضاع في محيط المسجد الأقصى والتي شكلت شرارة لدوامة عنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين مستمرة منذ أول أكتوبر، يترقب الفلسطينيون مدى التزام الجانب الإسرائيلي بالتهدئة وانقسام مشروع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى على الأرض.
وأشار الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إلى أن الرئيس عباس شدد على ضرورة الحفاظ على الوضع القائم التاريخي بخصوص المسجد الأقصى والذي يعطي للأوقاف الإسلامية المسؤولية الكاملة على المسجد منذ عدة عصور والذي غيرته إسرائيل منذ العام 2000 وأصبحت السيطرة على الأقصى للشرطة الإسرائيلية التي تتحكم ببوابات المسجد وزيارات السياح الأجانب وغيرهم، مؤكدا أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن كل أسباب التوتر القائم وعليها أن توقف إجراءاتها بعد تشديد حواجز التفتيش وتشديد الأوامر بهدم البيوت في القدس والضفة الغربية المحتلتين.

وتعليقا على نتائج مباحثات كيري مع الجانب الفلسطيني قال الدكتور أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي كيري، لم تأت بجديد، وهي استنساخ للمواقف السابقة للإدارة الأمريكية، بإعطاء الوعود دون فعل سياسي حقيقي يقود لإجراء تغيير جوهري يؤدي لانهاء الاحتلال الاسرائيلي. وأكد مجدلاني أنه لا يمكن قبول منطق كيري بمساواة الضحية بالجلاد بالدعوة لوقف العنف والتصعيد من الطرفين، وأن على حكومة نتنياهو القيام بجملة من الإجراءات التي ينبغي القيام بها وفي مقدمتها وقف سياسة الإعدامات التي يقوم بها جيش الاحتلال بحق أبناء شعبنا ولجم المستوطنين وجرائمهم. مشيرا إلى أن المطلوب من كيري والإدارة الامريكية إرادة وشجاعة سياسية بإدانة الإجراءات والإعدامات الإسرائيلية من جهة والدعوة لإنهاء الاحتلال فورا بدلا من محاولة تسويق بضاعة بالية.
وشدد مجدلاني أن طبيعة المرحلة ببعديها الوطني والكفاحي والسياسي أملت جملة من المتغيرات، وفي مقدمتها انه لا عودة لأية صيغ تفاوضية ثنائية عقيمة بالرعاية الأمريكية المنفردة والمنحازة، وأن ما حمله كيري هو الإبقاء على الأوضاع الراهنة بتعهدات إسرائيلية وبدون أية ضمانات بالعودة للتهدئة ووقف التصعيد، والحفاظ على الوضع القائم بالقدس، وبدون أي أفق سياسي لانهاء الاحتلال. وأكد أن فهمنا للوضع القائم بالقدس يعني العودة للاوضاع التي كانت عليها المدينة المقدسة والمسجد الاقصى قبل الاجراءات العنصرية لتقسيم الحرم القدسي الشريف زمانيا ومكانيا، والقبول بالوضع الراهن يعني القبول بما فرضه الاحتلال من تغييرات لأنه لن يمر وشعبنا لن يسمح بذلك.