-A +A
عكاظ (نجران)
اعتاد الشهيد سعيد اليامي أحد ضحايا التفجير الغاشم الذي استهدف مسجد المشهد، على قضاء يومه متنقلا بين المسجد المستهدف إلى مسكن والدته وعائلته، منذ تقاعده من عمله قبل عشر سنوات، بعد 23 عاما من العمل في شعبة المرور والسير بمرور نجران، قبل أن يلقى وجه ربه على يد الإرهابي الذي لم يراع حرمة المكان والزمان.
«عكاظ» التقت أبناءه الذين تحلوا بالصبر ورباطة الجأش معبرين عن فخرهم باستشهاد والدهم في سبيل الدين والوطن، مشيرين إلى أنه لم يمت بل حي في قلب كل من عرفه.

وأوضح نجله الأكبر سالم الموظف في إمارة نجران، أن ما حصل لم يكن متوقعا بشكله الدقيق فلا أحد يعرف أنه سيكون الهدف التالي لمنظومة الغدر والإرهاب، ولكن في الوقت نفسه لم يكن غريبا على الإرهاب أن يستهدف المساجد ودور العبادة، وهذا لم يزدنا إلا إصرارا وعزيمة على التمسك بمبادئنا وديننا ووطننا أكثر مما سبق، وأن يد الإرهاب مدحورة مهما حاولت تفرقتنا، حيث اجتمع الوطن من شرقه لغربه وشماله وجنوبه على قلب رجل واحد.
ويبين نجله صالح أن والده لم يمت حيث إن روحه ترفرف علىهم كنسائم باردة لتخفف هول المصيبة، وأما من انتهك حرمة بيت الله ففي نار جهنم مخلد، وعزاؤنا أن الله قال إن العاقبة للمتقين، ونحن على إيمان تام بوعد الله لعباده الصالحين، كما أنه وعد الأشرار والقتلة بنار يخلدون فيها.
يذكر أن الشهيد اليامي ولد في نجران بتاريخ1/7/1379، وله من الإخوة سبعة والأخوات أخت واحدة، وقضى بعضا من طفولته في مدينة الخفجي إبان عمل والده في شركة النفط الكويتية السعودية، وتدرج في دراسته حتى معهد المرور في الرياض الذي أهله للتقديم على إدارة مرور نجران للعمل فيها، وكان قبلها قد عمل في شركة الخضير شرق نجران، فيما للشهيد خمسة من الأولاد وست من البنات، تزوج بعضهم وعمل البعض الآخر ولا يزال أكثرهم في انتظار الوظيفة والزواج، كما كان حسن الأخلاق وحريصا على صلة الرحم ومحبة الناس، وكان سرادق العزاء أكبر شاهد على ذلك من خلال تنوع محبيه وأصدقائه وزملاء عمله السابقين وأصدقاء المسجد.