تسببت عاملة نظافة جديدة في أحد المتاحف الإيطالية الشهيرة بكارثة فنية حين قامت بإلقاء عمل فني جميل في الزبالة ظنا منها أنه من بقايا سهرة أقيمت في الليلة الماضية، فالعمل الفني الذي يحمل اسم (أين سنرقص هذه الليلة؟) يتألف من أعقاب سجائر وقناني شامبانيا فارغة وقصاصات أشرطة ملونة، وهو الأمر الذي تسبب في هذا اللبس لدى العاملة الجديدة، وهذه الحادثة الغريبة تبين لنا أن الفارق بين التحفة الفنية والزبالة يكون أحيانا فارقا ضئيلا جدا بالنسبة للمتلقي البسيط، وتبين قبل ذلك أن الفنان الحقيقي يمكنه أن يحول محتويات سلة المهملات إلى قطعة فنية جديرة بالتأمل، وهذا هو الدور الحقيقي للفن: تحويل الهامش إلى عنوان.
وفي الاتجاه المعاكس، يمكن أن يتسبب فنان طائش بتحويل موهبته الجميلة إلى شيء مؤذ، وهذا ما حدث في الكليب السعودي (طز بالكفار)، فالشاب الذي قام بدور البطولة في ذلك الكليب يملك من خفة الظل والحيوية ما يمكنه من تقديم شيء جيد، فلحن أغنية الراب لا يخلو من الحداثة وروح التمرد وكذلك الجهد المبذول في تصوير الكليب، ولكن ما هي النتيجة: طز بالكفار!.
الكليب من ناحية الكلمات والمشاهد القصيرة يروج بقصد أو دون قصد لصورة الشاب السعودي المؤذي في ديار الغرب الذي يفسد اللحظات الرومانسية للعشاق ويقتحم خصوصية الآخرين ويتبول في حمام السباحة ويبصق على المارة ويحطم جوالاتهم ويرد على الابتسامة بتجهم ولا يرفق حتى بالحيوانات الأليفة.. لماذا؟ لأنه (طز بالكفار).. وحتى حين ينصحه سعودي آخر بأنه لا يمثل نفسه بل يمثل وطنه على أمل أن يتوقف عن هذه التصرفات الخرقاء، يزدريه بحركة مبتكرة في رسالة لإسكات أي صوت يمكن أن ينتقد منهج (طز بالكفار).. وهكذا يمضي صاحبنا مستعينا بصديقه البدين ومتسلحا بقناني البيرة (التي لا تفارقه أبدا) ليمارس الحركات المؤذية مثل (البصق والضرب والتبول) على من يسميهم بالكفار في عقر دارهم وباستخدام موسيقاهم وملابسهم المتمردة وبيرتهم الباردة!.
بالتأكيد أنا مع حرية الفن ما لم يتخذ طريقا معاديا للإنسانية، وحاولت أن أقنع نفسي بأن هذا الكليب يسخر من الشباب السعوديين الذين يمكن أن يقوموا بهذه التصرفات البذيئة، ولكن حتى لو صدق هذا الاحتمال فإن الرسالة التي سوف تصل لصغار السن المستهدفين بهذا الكليب هي الترويج لمثل هذه البذاءات، وهكذا مثلما تمكنت فنانتان غربيتان في تحويل الزبالة إلى عمل فني لم تفهمه عاملة محدودة التفكير، نجح هؤلاء الشبان السعوديون في تحويل مواهبهم الجميلة إلى شيء أقرب ما يكون للزبالة، ولن تصل رسالتهم إلى الشباب وصغار السن إلا على هذا النحو حيث سيرددون معهم: (طز بالكفار) وهم يستمتعون بإيذاء الآخرين!.
klfhrbe@gmail.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات، 636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة
وفي الاتجاه المعاكس، يمكن أن يتسبب فنان طائش بتحويل موهبته الجميلة إلى شيء مؤذ، وهذا ما حدث في الكليب السعودي (طز بالكفار)، فالشاب الذي قام بدور البطولة في ذلك الكليب يملك من خفة الظل والحيوية ما يمكنه من تقديم شيء جيد، فلحن أغنية الراب لا يخلو من الحداثة وروح التمرد وكذلك الجهد المبذول في تصوير الكليب، ولكن ما هي النتيجة: طز بالكفار!.
الكليب من ناحية الكلمات والمشاهد القصيرة يروج بقصد أو دون قصد لصورة الشاب السعودي المؤذي في ديار الغرب الذي يفسد اللحظات الرومانسية للعشاق ويقتحم خصوصية الآخرين ويتبول في حمام السباحة ويبصق على المارة ويحطم جوالاتهم ويرد على الابتسامة بتجهم ولا يرفق حتى بالحيوانات الأليفة.. لماذا؟ لأنه (طز بالكفار).. وحتى حين ينصحه سعودي آخر بأنه لا يمثل نفسه بل يمثل وطنه على أمل أن يتوقف عن هذه التصرفات الخرقاء، يزدريه بحركة مبتكرة في رسالة لإسكات أي صوت يمكن أن ينتقد منهج (طز بالكفار).. وهكذا يمضي صاحبنا مستعينا بصديقه البدين ومتسلحا بقناني البيرة (التي لا تفارقه أبدا) ليمارس الحركات المؤذية مثل (البصق والضرب والتبول) على من يسميهم بالكفار في عقر دارهم وباستخدام موسيقاهم وملابسهم المتمردة وبيرتهم الباردة!.
بالتأكيد أنا مع حرية الفن ما لم يتخذ طريقا معاديا للإنسانية، وحاولت أن أقنع نفسي بأن هذا الكليب يسخر من الشباب السعوديين الذين يمكن أن يقوموا بهذه التصرفات البذيئة، ولكن حتى لو صدق هذا الاحتمال فإن الرسالة التي سوف تصل لصغار السن المستهدفين بهذا الكليب هي الترويج لمثل هذه البذاءات، وهكذا مثلما تمكنت فنانتان غربيتان في تحويل الزبالة إلى عمل فني لم تفهمه عاملة محدودة التفكير، نجح هؤلاء الشبان السعوديون في تحويل مواهبهم الجميلة إلى شيء أقرب ما يكون للزبالة، ولن تصل رسالتهم إلى الشباب وصغار السن إلا على هذا النحو حيث سيرددون معهم: (طز بالكفار) وهم يستمتعون بإيذاء الآخرين!.
klfhrbe@gmail.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات، 636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة