-A +A
ليست أزمة حيدر العبادي وحده ولا أزمة أي شخصية ستأتي أو أتت مكان العبادي سابقا ولاحقا على رأس الحكومة، بل هي أزمة منهج سياسي مقيت بطائفيته وكيديته تمثله الطبقة السياسية في العراق التي تأتمر بأوامر نظام الملالي في طهران مهما ادعت استقلالية أو صرّحت تكاذبا.
أزمة العراق ومنذ الاحتلال الأمريكي له، هي أزمة إصلاح، وأزمة الإصلاح أنه يستعمل كمصطلح وشعار بعد تفريغه من مضمونه وحقيقته، وكل ذلك من أجل إقصاء الآخر كل آخر، تارة الآخر الطائفي وطورا الآخر الحزبي.

تحدثوا عن إصلاح الجيش بعد سقوط نظام صدام حسين فكان قرار حلّ الجيش العراقي من أجل أهواء وأحقاد مذهبية، تحدثوا عن إصلاح الإدارة فكان قرار محاربة الفساد والمفسدين قناعا ليخفي حقيقة صراع غلمان ومراهقي حزب الدعوة فيما بينهم، صراع على اقتسام الجبنة وعلى اقتسام ثروات العراق المنهوبة من نفط وتمر وصفقات أسلحة وسيارات «تويوتا».
حيدر العبادي ومن سبقه ومن سيأتي بعده، نهج واحد بأسماء متعددة ووجوه مختلفة، نهج مذهبي لا يمكنه بناء دولة، ولا يرغب ببناء دولة كما لا يمكنه ولا يرغب أيضا بصناعة مستقبل لشعب تواق للحياة.
حيدر العبادي عندما جاء رئيسا لحكومة العراق اختير من قبل صقور الدعوة؛ لأنه من الحمائم ويسهل اقتلاعه، لكن هذه السهولة لم تحضر عندما صدر قرار الاقتلاع ليس لأن العبادي بات صقرا بل لأن من اعتقد نفسه صقرا لم يكن أو ربما لم يعد كذلك.
زياد عيتاني