-A +A
عبدالله عمر خياط
.. في الأسبوع الماضي استعرضت مهام ديوان المراقبة العامة ودوره في الكشف عن كل خلل في الأمور المالية .. وكان ذلك بمناسبة الخبر الذي نشرته «المدينة» وذكرت فيه أن ديوان المراقبة العامة كشف عن صرف 41.980 مليار ريال خلال عام 1435هـ دون وجه حق وسند نظامي أو تم التراخي في تفعيل إجراءات تحصيلها من الجهات المختصة».
والسؤال الذي يفرض نفسه: إذا كان ديوان المراقبة يراقب ويتابع فكيف صرف مبلغ 41.9 ألف مليون ريال وبغير وجه حق؟!
ذلك هو بعض ما تضمنه المقال الذي نشرته «عكاظ» بتاريخ الأربعاء 15/1/1437هـ وإذا بالأيام تفجعني بما تضمنه الخبر الذي نشرته «عكاظ» بتاريخ 12/1/1437هـ تحت عنوان: ((التحقيق في هدر 200 مليون ريال )) وقد جاء فيه:
« باشرت الجهات الرقابية التحقيق مع تسع جهات حكومية في صرف 200 مليون ريال من المال العام دون وجه حق.
ويجري التحقيق مع عدد من القياديين في هذه الجهات حول هذا الهدر المالي الذي تركز في البدلات غير النظامية، وبنود أخرى في التحفيز والإشراف، إضافة إلى بدل (النائي) الذي وصل إلى مبالغ طائلة. وبين مصدر أن من بين التهم: إنفاق مبالغ طائلة في استقدام آليات وأجهزة حديثة دون العمل بها، وإنفاق مبالغ أيضا على كوادر بشرية دون أن تمارس العمل (رفض المصدر تحديد تلك الجهة)، كما سجلت ضمن مصروفات المبالغ المهدرة أجهزة عالية الجودة، وجدت في مستودعات تلك الجهات».
طبعا إن 200 مليون ريال تعتبر مبلغا ضئيلا بالقياس للواحد وأربعين ألف مليون وتسعمائة وثمانين مليون ريال ، لكن المزعج فيه أن المبلغ صرف بغير وجه حق لمن لا يستحق كما هو موضح في تفاصيل الخبر والذي لا شك فيه أن الأيام أو الشهور المقبلة ستكشف عما هو أدهى وأمر فلربما فاق المنصرف بغير وجه حق أكبر وأكثر من كل ما سبق اكتشافه من قبل .
وهنا أذكر بهذه الرواية فلعلها تردع من يأخذ من المال العام بغير حق.
كان للنبي صلى الله عليه وسلم غلام يقال له «مدعم» وفي إحدى الغزوات أصابه سهم وهو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات. وجاء أصحاب الرسول يعزونه في خادمه ويقولون: «هنيئا له يا رسول الله فقد ذهب شهيدا». لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أجابهم قائلا: كلا ، إن الشملة التي أخذها من الغنائم يوم خيبر لتشتعل عليه نارا».
شملة لا تساوي دراهم أودت بخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحط رحله .. ومع ذلك اشتعلت تلك الشملة عليه نارا .. لأنها من المال العام.
السطر الأخير:
{ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا، وسيصلون سعيرا}.

aokhayat@yahoo.com