اندهش مراجعو عدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية من ظاهرة غزو للفطريات التي طالت أسقف وجدران تلك المراكز، وباتت عدوى تلك الفطريات تنتقل من مركز صحي لآخر في المحافظة. وكان آخر الضحايا بين تلك المراكز، مركز صحي دارين بجزيرة تاروت، وكان قد سبقه في استيطان الفطريات مبنى المركز الصحي في سنابس، مثلما غزت الفطريات في الأسابيع الماضية المركز الصحي في الربيعية بجزيرة تاروت.
ولعل استمرار انتقال الفطريات بتلك الطريقة السريعة والمحيرة في مباني المراكز الصحية في غضون فترة وجيزة، يوحي بأن هناك مشكلة حقيقية تتطلب الالتفات إليها مع إبداء تحرك جاد من مديرية الشؤون الصحية لمعالجة الوضع الراهن، خصوصا أن وجود الفطريات على الجدران والأسقف يشكل ظاهرة مقلقة على صحة المراجعين.
وكان قد صدر قرار بإغلاق احترازي لمركزي الربيعية وسنابس كخطوة إيجابية في سبيل محاصرة ظاهرة (غزو الفطريات)، إلا أن المشكلة تتطلب حلولا جذرية للقضاء على تلك الظاهرة، حيث لا يعد الإغلاق الاحترازي حلا، وذلك قبل انتشارها لتشمل بقية المراكز الصحية في المحافظة، بما يشكل خطورة بالغة على المرضى المراجعين بشكل يومي، ولا يبدو أن عملية نقل المراجعين لمراكز مجاورة قد يسهم في القضاء على المشكلة، إذ أن ذلك النقل يمثل حلا مؤقتا في سبيل معالجة الأمر.
روائح كريهة للفطريات
في البدء.. لم يخف محمد عمران استغرابه من انتشار تلك الكمية من الفطريات على جدران بعض المراكز الصحية، وقال: «بالفعل الأمر مستغرب للغاية، خصوصا أن انتشار الفطريات يتسارع بشكل لافت في عدد من المواقع، وهو ما يشكل بعض المخاطر على الصحة العامة».
وذكر عمران أن انتشار الفطريات شمل مواقع ومساحات واسعة من تلك المراكز، سواء على الأسقف أو الأبواب أو الجدران، إلى جانب دورات المياه، مشيرا إلى أن تزايد الفطريات انعكس بصورة سلبية على البيئة الصحية في المراكز، وقال: «بدأ الجميع يشعر بحجم انبعاث الروائح الكريهة وبشكل مستمر، وذلك بطريقة بات من الصعب أن يتحملها الكثير من الأشخاص الأصحاء، فما بالكم بالمرضى».
مطالب بتدخل «نزاهة»
من منظور المواطن علي القروص أن مديرية الشؤون الصحية في الشرقية تباطأت في التفاعل مع الشكوى المرفوعة من بعض المواطنين منذ فترة، لكنه أكد أن إجراء الإغلاق المؤقت لبعض المراكز كان إيجابيا، لكنه جاء متأخرا لبعض الوقت، وقال: «المشكلة أن انتشار الفطريات لا يقتصر ضرره على المرضى والمراجعين فقط، بل يشمل أيضا الطاقم الطبي والإداري العامل في المركز الصحي».
إلا أن حسن الضامن أشار إلى ضرورة مخاطبة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، حتى تقف على مدى الالتزام في تنفيذ الاشتراطات والمواصفات المطلوبة من قبل الجهة المنفذة لمباني المراكز التي انتشرت على جدرانها وأسقفها الفطريات، وقال: «لعل ظهور الفطريات على المبنى بعد مرور عامين من استلامه يدل على وجود خلل واضح في الاشتراطات والمواصفات المنصوص عليها في العقد المبرم مع الشؤون الصحية».
الأسقف .. بداية الانتشار
ويبدو أن حسين أبوعبدالله كان شاهد عيان لحالة الانتشار بين أكثر من مركز، حيث قال إن عدوى الفطريات انتقلت إلى مركز صحي دارين، بعد أن حاصرت مركز صحي الربيعية وأيضا مركز صحي سنابس، مبينا أن الفطريات انتشرت على الجدران والأسقف المستعارة. وأضاف أبوعبدالله بقوله: «إن انتشار الفطريات جاء عن طريق السقف المستعار لمركز صحي دارين، الأمر الذي يتطلب ضرورة اتخاذ إجراءات مناسبة حيال هذه المشكلة».
وفي نفس الإطار، طالب محمد آل دغام الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية أن تقف على المشكلة وتعالج وضعها؛ تلافيا للعدوى ومنع حدوثها للمراجعين وأيضا العاملين بالمراكز، مؤكدا أن انتشار الفطريات في المراكز يدلل على وجود عامل مشترك لتفشي هذه الفطريات، ولا بد أن هناك تسربات جعلتها تنتشر وتتكاثر، وقال: «من المفترض معالجة الوضع بأسرع وقت».
فريق هندسي
قرن محمد الصفار اندهاشه من سرعة انتشار الفطريات في بعض المراكز الصحية بحداثة عهد إنشاء تلك المراكز، حيث أشار إلى أن البعض منها لم يمض بالفعل على دخولها الخدمة سوى فترة بسيطة، وبالتالي فإن بروز الفطريات على العديد من المواقع يدل على وجود عيوب أو خلل في المواد المستخدمة سواء في السقف أو الجدران، مطالبا بمعالجة ذلك الوضع بشكل عاجل.
أما عقيل أوحيد فقد رجح أن يكون السبب وراء ظهور الفطريات مرتبطا بوجود مشكلة في شبكة الصرف الصحي، مشيرا إلى أن هناك احتمالا أيضا لافتقار المبنى للعوازل. ودعا أوحيد إلى تشكيل فريق هندسي محايد للوقوف على الأسباب الحقيقية لانتشار الفطريات، لافتا إلى أن الإغلاق المؤقت لا يشكل حلا جذريا للقضاء على المشكلة، معبرا عن امتعاضه من تسلم الجهة المالكة للمشروع له، على الرغم من افتقاره للمسطحات والتشجير في خارجه، متسائلا عن كيفية قبول جهة الاختصاص في الصحة استلامه بهذه الطريقة.
حلول تتجاوز «الترقيع»
ولم يخف أوحيد تساؤله بشأن تسلم مثل هذه المشاريع، وقال: «هل المديرية العامة للشؤون الصحية تفتقر لوجود طاقم هندسي يشرف على المشاريع، وبالتالي أعتقد أنها تتحمل المسؤولية كاملة»، منتقدا غياب الإشراف الرقابي على المشروع أثناء تنفيذه، مشيرا إلى أن الجهة المنفذة للمشروع ستعمل على الالتزام بالمواصفات والاشتراطات، بمجرد وجود طاقم هندسي يمارس الرقابة الدائمة طيلة فترة التنفيذ».
من جانبه، اعتبر سلمان محمد أن إغلاق مركز صحي الربيعية يعد إجراء احترازيا لضمان أمن وسلامة المرضى والعاملين في المركز، موضحا أن الخطوة إيجابية وتدلل على حرص مديرية الشؤون الصحية على معالجة المشاكل في المراكز الصحية، بيد أنه طالب بخطوات عملية واضحة، بدلا من الخطوات الترقيعية التي تتخذها المديرية، مشددا على ضرورة إيجاد حلول جذرية تقضي بشكل نهائي على الفطريات في المباني، وعدم انتهاج سياسة الحلول المسكنة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
صحة الشرقية: صيانة «ضرر الفطريات» على حساب المقاول
أوضح الناطق الإعلامي لـ(صحة الشرقية) أسعد سعود أن الإغلاق الاحترازي للمراكز جاء نتيجة ظهور بعض الفطريات في أجزاء من السقف المستعار في مركز صحي الربيعية، بالإضافة لظهور الفطريات بشكل أقل في مركز صحي سنابس، بناء على التقرير الهندسي للجنة المشكلة من مدير عام الشؤون الصحية ومرئيات قسم مكافحة العدوى.
وأضاف سعود أنه تم إغلاق مركز صحي الربيعية وسنابس بصورة مؤقتة، حفاظا على سلامة المرضى والعاملين، وسيتم تقديم الخدمة لهم في مركز صحي الرضا بالقطيف، حيث إنه لا يبعد أكثر من 5 كلم عن المركزين المغلقين. وذكر أن مراكز الربيعية وسنابس ودارين الصحية هي مراكز مستحدثة تم استلامها مؤخرا من مقاول واحد، مشيرا إلى أنه جار إعداد تقرير فني لدى اللجنة الهندسية المشكلة من الشؤون الهندسية في (صحة الشرقية) بالتعاون مع فريق من أرامكو السعودية، وأفاد بأنه في حال وجود خلل هندسي تسبب في ظهور ذلك الضرر بتلك المراكز دون غيرها، فإنه على ضوء ذلك ستتم صيانة هذه المباني على حساب المقاول؛ لوجود هذه المباني ضمن فترة الضمان.
وأوضح ناطق (صحة الشرقية) أن قسم مكافحة العدوى في المديرية قام بزياة مركز صحي دارين، وتبين لفريق القسم عدم تأثير الفطريات على صحة العاملين لمحدودية الضرر بالمركز. ولفت إلى أنه يجري حاليا التعامل مع هذه المراكز الثلاثة؛ لضمان عودة العمل فيها، وأكد بقوله: «الشؤون الصحية عندما اتخذت هذا الإجراء الاحترازي المؤقت فإنها تضع صحة المرضى والعاملين كأولوية في أي من إجراءاتها، مع ضمان عدم توقف الخدمة وتلقيها في أقرب مركز صحي لسكان الحي».
في العالم ..
100 ألف نوع
من الفطريات
تضم الفطريات ما يزيد على 100 ألف نوع، وهي كائنات حية واسعة الانتشار، تتكاثر بطرق عديدة عن طريق الانشطار الثنائي، أو بتكوين جراثيم لا جنسية، أو بالتبرعم. وتتميز الفطريات بأن لها مدى واسع النمو في درجات الحرارة المختلفة، التي تتراوح بين 5 إلى 55 درجة مئوية.
وعلى الرغم من المدى الحراري الواسع للفطريات فإن الدرجة المثلى لأغلب الفطريات المترممة تتراوح بين 22 إلى 30 درجة مئوية، بينما تتراوح الدرجة المثلى في الفطريات المتطفلة بين 30 إلى 37 درجة مئوية. ومعظم الفطريات تكون هوائية تحتاج الأوكسجين لنموها ولا تستطيع النمو والقيام بكافة العمليات الحيوية المختلفة إلا بوجوده، وهذه تسمى بالفطريات الهوائية الإجبارية، كما أن البعض منها مثل فطر الخميرة تكون لا هوائية اختيارية أي تستطيع النمو في غياب الأوكسجين أو وجوده.
ونظرا لعدم وجود مادة اليخضور (الكلوروفيل) في خلايا الفطريات فإن الفطريات تتغذى تغذية غير ذاتية، فتعيش عيشة رمية أو طفيلية، ومنها ما يستطيع أن يعيش رميا أو طفيليا حسب الظروف، والبعض منها يعيش معيشة تعاونية، لهذا فهي تستطيع أن تفرز أنزيمات خارجية لتحليل المواد الغذائية الموجودة في الوسط الذي تعيش فيه، وجعلها في صورة قابلة للامتصاص، والمواد المخزنة في أجسام الفطريات غالبا ما تكون في صورة نشء حيواني أو زيوت.
ولعل استمرار انتقال الفطريات بتلك الطريقة السريعة والمحيرة في مباني المراكز الصحية في غضون فترة وجيزة، يوحي بأن هناك مشكلة حقيقية تتطلب الالتفات إليها مع إبداء تحرك جاد من مديرية الشؤون الصحية لمعالجة الوضع الراهن، خصوصا أن وجود الفطريات على الجدران والأسقف يشكل ظاهرة مقلقة على صحة المراجعين.
وكان قد صدر قرار بإغلاق احترازي لمركزي الربيعية وسنابس كخطوة إيجابية في سبيل محاصرة ظاهرة (غزو الفطريات)، إلا أن المشكلة تتطلب حلولا جذرية للقضاء على تلك الظاهرة، حيث لا يعد الإغلاق الاحترازي حلا، وذلك قبل انتشارها لتشمل بقية المراكز الصحية في المحافظة، بما يشكل خطورة بالغة على المرضى المراجعين بشكل يومي، ولا يبدو أن عملية نقل المراجعين لمراكز مجاورة قد يسهم في القضاء على المشكلة، إذ أن ذلك النقل يمثل حلا مؤقتا في سبيل معالجة الأمر.
روائح كريهة للفطريات
في البدء.. لم يخف محمد عمران استغرابه من انتشار تلك الكمية من الفطريات على جدران بعض المراكز الصحية، وقال: «بالفعل الأمر مستغرب للغاية، خصوصا أن انتشار الفطريات يتسارع بشكل لافت في عدد من المواقع، وهو ما يشكل بعض المخاطر على الصحة العامة».
وذكر عمران أن انتشار الفطريات شمل مواقع ومساحات واسعة من تلك المراكز، سواء على الأسقف أو الأبواب أو الجدران، إلى جانب دورات المياه، مشيرا إلى أن تزايد الفطريات انعكس بصورة سلبية على البيئة الصحية في المراكز، وقال: «بدأ الجميع يشعر بحجم انبعاث الروائح الكريهة وبشكل مستمر، وذلك بطريقة بات من الصعب أن يتحملها الكثير من الأشخاص الأصحاء، فما بالكم بالمرضى».
مطالب بتدخل «نزاهة»
من منظور المواطن علي القروص أن مديرية الشؤون الصحية في الشرقية تباطأت في التفاعل مع الشكوى المرفوعة من بعض المواطنين منذ فترة، لكنه أكد أن إجراء الإغلاق المؤقت لبعض المراكز كان إيجابيا، لكنه جاء متأخرا لبعض الوقت، وقال: «المشكلة أن انتشار الفطريات لا يقتصر ضرره على المرضى والمراجعين فقط، بل يشمل أيضا الطاقم الطبي والإداري العامل في المركز الصحي».
إلا أن حسن الضامن أشار إلى ضرورة مخاطبة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، حتى تقف على مدى الالتزام في تنفيذ الاشتراطات والمواصفات المطلوبة من قبل الجهة المنفذة لمباني المراكز التي انتشرت على جدرانها وأسقفها الفطريات، وقال: «لعل ظهور الفطريات على المبنى بعد مرور عامين من استلامه يدل على وجود خلل واضح في الاشتراطات والمواصفات المنصوص عليها في العقد المبرم مع الشؤون الصحية».
الأسقف .. بداية الانتشار
ويبدو أن حسين أبوعبدالله كان شاهد عيان لحالة الانتشار بين أكثر من مركز، حيث قال إن عدوى الفطريات انتقلت إلى مركز صحي دارين، بعد أن حاصرت مركز صحي الربيعية وأيضا مركز صحي سنابس، مبينا أن الفطريات انتشرت على الجدران والأسقف المستعارة. وأضاف أبوعبدالله بقوله: «إن انتشار الفطريات جاء عن طريق السقف المستعار لمركز صحي دارين، الأمر الذي يتطلب ضرورة اتخاذ إجراءات مناسبة حيال هذه المشكلة».
وفي نفس الإطار، طالب محمد آل دغام الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية أن تقف على المشكلة وتعالج وضعها؛ تلافيا للعدوى ومنع حدوثها للمراجعين وأيضا العاملين بالمراكز، مؤكدا أن انتشار الفطريات في المراكز يدلل على وجود عامل مشترك لتفشي هذه الفطريات، ولا بد أن هناك تسربات جعلتها تنتشر وتتكاثر، وقال: «من المفترض معالجة الوضع بأسرع وقت».
فريق هندسي
قرن محمد الصفار اندهاشه من سرعة انتشار الفطريات في بعض المراكز الصحية بحداثة عهد إنشاء تلك المراكز، حيث أشار إلى أن البعض منها لم يمض بالفعل على دخولها الخدمة سوى فترة بسيطة، وبالتالي فإن بروز الفطريات على العديد من المواقع يدل على وجود عيوب أو خلل في المواد المستخدمة سواء في السقف أو الجدران، مطالبا بمعالجة ذلك الوضع بشكل عاجل.
أما عقيل أوحيد فقد رجح أن يكون السبب وراء ظهور الفطريات مرتبطا بوجود مشكلة في شبكة الصرف الصحي، مشيرا إلى أن هناك احتمالا أيضا لافتقار المبنى للعوازل. ودعا أوحيد إلى تشكيل فريق هندسي محايد للوقوف على الأسباب الحقيقية لانتشار الفطريات، لافتا إلى أن الإغلاق المؤقت لا يشكل حلا جذريا للقضاء على المشكلة، معبرا عن امتعاضه من تسلم الجهة المالكة للمشروع له، على الرغم من افتقاره للمسطحات والتشجير في خارجه، متسائلا عن كيفية قبول جهة الاختصاص في الصحة استلامه بهذه الطريقة.
حلول تتجاوز «الترقيع»
ولم يخف أوحيد تساؤله بشأن تسلم مثل هذه المشاريع، وقال: «هل المديرية العامة للشؤون الصحية تفتقر لوجود طاقم هندسي يشرف على المشاريع، وبالتالي أعتقد أنها تتحمل المسؤولية كاملة»، منتقدا غياب الإشراف الرقابي على المشروع أثناء تنفيذه، مشيرا إلى أن الجهة المنفذة للمشروع ستعمل على الالتزام بالمواصفات والاشتراطات، بمجرد وجود طاقم هندسي يمارس الرقابة الدائمة طيلة فترة التنفيذ».
من جانبه، اعتبر سلمان محمد أن إغلاق مركز صحي الربيعية يعد إجراء احترازيا لضمان أمن وسلامة المرضى والعاملين في المركز، موضحا أن الخطوة إيجابية وتدلل على حرص مديرية الشؤون الصحية على معالجة المشاكل في المراكز الصحية، بيد أنه طالب بخطوات عملية واضحة، بدلا من الخطوات الترقيعية التي تتخذها المديرية، مشددا على ضرورة إيجاد حلول جذرية تقضي بشكل نهائي على الفطريات في المباني، وعدم انتهاج سياسة الحلول المسكنة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
صحة الشرقية: صيانة «ضرر الفطريات» على حساب المقاول
أوضح الناطق الإعلامي لـ(صحة الشرقية) أسعد سعود أن الإغلاق الاحترازي للمراكز جاء نتيجة ظهور بعض الفطريات في أجزاء من السقف المستعار في مركز صحي الربيعية، بالإضافة لظهور الفطريات بشكل أقل في مركز صحي سنابس، بناء على التقرير الهندسي للجنة المشكلة من مدير عام الشؤون الصحية ومرئيات قسم مكافحة العدوى.
وأضاف سعود أنه تم إغلاق مركز صحي الربيعية وسنابس بصورة مؤقتة، حفاظا على سلامة المرضى والعاملين، وسيتم تقديم الخدمة لهم في مركز صحي الرضا بالقطيف، حيث إنه لا يبعد أكثر من 5 كلم عن المركزين المغلقين. وذكر أن مراكز الربيعية وسنابس ودارين الصحية هي مراكز مستحدثة تم استلامها مؤخرا من مقاول واحد، مشيرا إلى أنه جار إعداد تقرير فني لدى اللجنة الهندسية المشكلة من الشؤون الهندسية في (صحة الشرقية) بالتعاون مع فريق من أرامكو السعودية، وأفاد بأنه في حال وجود خلل هندسي تسبب في ظهور ذلك الضرر بتلك المراكز دون غيرها، فإنه على ضوء ذلك ستتم صيانة هذه المباني على حساب المقاول؛ لوجود هذه المباني ضمن فترة الضمان.
وأوضح ناطق (صحة الشرقية) أن قسم مكافحة العدوى في المديرية قام بزياة مركز صحي دارين، وتبين لفريق القسم عدم تأثير الفطريات على صحة العاملين لمحدودية الضرر بالمركز. ولفت إلى أنه يجري حاليا التعامل مع هذه المراكز الثلاثة؛ لضمان عودة العمل فيها، وأكد بقوله: «الشؤون الصحية عندما اتخذت هذا الإجراء الاحترازي المؤقت فإنها تضع صحة المرضى والعاملين كأولوية في أي من إجراءاتها، مع ضمان عدم توقف الخدمة وتلقيها في أقرب مركز صحي لسكان الحي».
في العالم ..
100 ألف نوع
من الفطريات
تضم الفطريات ما يزيد على 100 ألف نوع، وهي كائنات حية واسعة الانتشار، تتكاثر بطرق عديدة عن طريق الانشطار الثنائي، أو بتكوين جراثيم لا جنسية، أو بالتبرعم. وتتميز الفطريات بأن لها مدى واسع النمو في درجات الحرارة المختلفة، التي تتراوح بين 5 إلى 55 درجة مئوية.
وعلى الرغم من المدى الحراري الواسع للفطريات فإن الدرجة المثلى لأغلب الفطريات المترممة تتراوح بين 22 إلى 30 درجة مئوية، بينما تتراوح الدرجة المثلى في الفطريات المتطفلة بين 30 إلى 37 درجة مئوية. ومعظم الفطريات تكون هوائية تحتاج الأوكسجين لنموها ولا تستطيع النمو والقيام بكافة العمليات الحيوية المختلفة إلا بوجوده، وهذه تسمى بالفطريات الهوائية الإجبارية، كما أن البعض منها مثل فطر الخميرة تكون لا هوائية اختيارية أي تستطيع النمو في غياب الأوكسجين أو وجوده.
ونظرا لعدم وجود مادة اليخضور (الكلوروفيل) في خلايا الفطريات فإن الفطريات تتغذى تغذية غير ذاتية، فتعيش عيشة رمية أو طفيلية، ومنها ما يستطيع أن يعيش رميا أو طفيليا حسب الظروف، والبعض منها يعيش معيشة تعاونية، لهذا فهي تستطيع أن تفرز أنزيمات خارجية لتحليل المواد الغذائية الموجودة في الوسط الذي تعيش فيه، وجعلها في صورة قابلة للامتصاص، والمواد المخزنة في أجسام الفطريات غالبا ما تكون في صورة نشء حيواني أو زيوت.